كان قبل هجرته -عليه الصلاة والسلام- والمسلمين إلى المدينة بسنة واحدة،
وفي هذه السنوات الصعبة التي مرّ بها النّبي -عليه الصلاة والسلام- تعرّض فيها وصحابته الكرام لأشدّ أنواع الابتلاء والأذى،
والذي شمل الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية؛
سياسة حصار قريش عَمِدت قريش إلى تفعيل سياسة الحصار الاقتصاديّ والتجويع لبني عبد مناف، وكانوا قد اتفقوا ألّا يتعاملوا مع بني هاشم وبني المطلب في أي معاملة؛ حتى يسلّموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لهم ليقتلوه. عام الحزن فما إن انتهت هذه السنوات بما حملت من البلاء حتى جاء عام الحزن وعظم البلاء فيه على النّبي -عليه الصلاة والسلام- إذ حدثت فيه مصيبتان عظيمتان؛ أولهما موت أبي طالب عم النّبي -عليه الصلاة والسلام- وسنده الاجتماعي وكان نعم السند فعلى الرغم من كفره، إلّا أنّه كان يحمي النّبي -عليه السلام- من قريش فكان مثابة السدّ المنيع والحصين في وجه قريش، وأمّا الأخرى فهي وفاة أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها- زوجة النّبي -عليه الصلاة والسلام- وسنده العاطفي والقلبي وقد كانت -رضوان الله عليها- نعم السند والزوجة والرفيقة ومكمن سرّ النّبي -عليه السلام-. موقف أهل الطائف من دعوة النّبي عليه السلام ازداد الرسول -عليه الصلاة والسلام- حزنًا وغمًّا حتى يأس من قريش فخشي على دعوته وقرر أن يخرج لأكبر القبائل بعدها وهي: قبيلة ثقيف بالطائف؛ علّهم يستجيبون لدعوته وينصروه على قومه، إلّا أنّه لم يجد من ينصره ويؤيده؛ بل إنّهم أساءوا إليه أشد الإساءة وبكل حقد طردوه حتى أخذ صبيانهم يرمونه بالحجارة، فأدميت قدميه الشريفتان، وعندها رجع النّبي -عليه الصلاة والسّلام- من عندهم لمكة حزينًا كسير النفس، وفي ظل هذه الظروف الصعبة والمحن والابتلاءات المتلاحقة فيما أصابه من أهل الطائف وما سبقها من ابتلاءات من حصار ووفاة سندي النبي -عليه الصلاة والسلام- العاطفي والاجتماعي؛ زوجته وعمّه أبو طالب -رضي الله عنهما-، جاءت معجزة الإسراء والمعراج مواساةً وتثبيتًا وتكريمًا للنّبي -عليه الصلاة والسلام-، لتكون هذه المعجزة منحةً ربانيةً خالدةً تمسح أحزان النّبي ومتاعبه -عليه الصلاة والسلام- وتنقله إلى عالم أطهر وأرحب حيث الملائكة وجبريل والجنة وسدرة المنتهى، وأجلّ من ذلك القرب من عرش الله -عز وجل-.
---------------
كانت تلك احوال الرسول صل الله عليه وسلم قبل الاسراء وقبل وجود الدولة هذه الشدة والبلاء بحاجة لامر يثبت النفوس ويجعلها مطمئنة
واحوال المسلمين اليوم خصوصا في بيت المقدس واكناف بيت المقدس وحالة اليئس والاحباط في النفوس انما تحتاج الى ما يثبتها ويطمئنها
والله سبحانه وتعالى انزل هذه الطمئنية والتثبيت مع نزول القران
وفي سورة الاسراء زوال دولة اسرائيل الحتمي الذي اخبر به خالق الكون والانسان والحياة
فالشدة التي لقيها رسول الله صل الله عليه وسلم اعقبها رحلة الاسراء منة ورحمة من الله سبحانه وتعالى للرسول صل الله عليه وسلم
والشدة التي نعيشها حاليا سيعقبها منة ورحمة من الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين اليوم
والشاهد في هذا هي رحلة الاسراء التي كانت بعد الشدة التي لقيها رسول الله وصحابته الكرام
حيث ان بداية سورة الاسراء هو رحلة الاسراء ثم جائت الايات التي تتحدث عن زوال اسرائيل
وايضا الدليل الثاني او الشاهد الثاني ان الاسراء كان في زمن لم يكن فيه لرسول الله صل الله عليه وسلم دولة
ونحن نعيش حالة انعدام الدولة مع وجود الشدة
اما الدليل الثالث او الشاهد الثالث فهي بناء العقائد والامور الغيبية في النفووس التي كانت محور الايات من خلال سورة الاسراء
والتي كانت بين اشارتين لزوال اسرائيل في بداية السورة ونهايتها