بسم الله الرحمن الرحيم
تصحيح افهام ... !!!
القاعدون عن الدعوة لله، والقاعدون الساكتون عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو قوام الحياة بالحق وعلى الحق، يتكئون على فهم خاطيء لآية المائدة الكريمة التي يقول فيها الله تعالى :- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة . فيتكئون على فهمهم الخاطيء لها فيتركون النصح ويتركون الامر بالمعروف ويهجرون النهي عن المنكر ، ولو كان الامر فقط كما يظنون بان ينشغل المسلم بنفسه ويجاهدها على الاتيان بالعبادات فحسب، ويدع عنه غيره من الناس ولا يتحمل مسؤوليتهم ، لما برح الاسلام ودعوته مكة المكرمة، ولما كانت حركة الفتوحات والجهاد ، التي انتشرت في فترة وجيزة من الزمن في ثلاث قارات ...
ولفهم الاية الفهم الصحيح فلا بد من معرفة سبب نزولها اولا ثم كيف فهمها الصحابة الكرام اهل لسان القران ..
ففي اسباب النزول قال الواقدي قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : - (كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل هجر - وعليهم منذر بن ساوى - يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤدوا الجزية ، فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود و النصارى و الصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام ، وكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فاقبل منهم الجزية " ، فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقوا العرب : عجبا من محمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر ما رد على مشركي العرب !! فأنزل الله تعالى : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) يعني من ضل من أهل الكتاب) .
و الآية الكريمة يفسرها لنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه فيقول فيما اخرجه ورواه عنه كل من أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد حيث رووا :- ( أن أبا بكر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية و تضعونها على غير مواضعها: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ـ وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ـ وفي رواية: ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب. ) .
ولتعلم اخي المؤمن حفظك الله أن مجرد هيبة الناس ليست عذراً في ترك الإنكار على مرتكب المنكر ولا عذرا في ترك الامر بالمعروف او ترك النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم ، فقد روى الامام أحمد، وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ، ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى ). وفي رواية لأحمد: فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق أن يقال بحق، أو يذكر بعظيم ......
والخشية تكون من امور منها الخوف على الاجل والرزق وهذا اجابت عنه رواية الامام احمد السابقة والذي يؤكدها قول الله تعالى في الرزق :- (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )(23 الذاريات) وقوله تعالى في الاجل: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) الاعراف)، ومنها ما سببه الكبرياء كأن يرى نفسه أكبر من ان ينصح او يذكر او يامر او ينهى من هو اقل منه، ومنها ما سببه الحياء من الناس ، فيحجم عن الامر او النهي والنصح خجلا وحرجا من ملامة الناس او استهزاءهم ان خالف ما ألفوه ، وفي هذا فقد قال سبحانه ( ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [ سورة النساء: 65].
وقال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران:110]. فالحَيَاء لا يمنع المسلم مِن أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب:53].
وقد احسن القول الامام ابوحامد الغزالي رحمه الله حيث يقول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى حيث يقول: " :العلم خزائن مباركة مفاتيحها الأسئلة" " ويضيع العلم بين شيئين : الحياء ،والكبر ."
وختاما فقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ){التوبة:71} . فمن الموالاة التناصح بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم ومن ثم التعاضد على امر غيرهم ونهيه ...
وقال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.) { المائدة:79،78} . واللعن هو النبذ والطرد من رحمة الله تعالى وسببه هنا عدم التناهي عن المنكرات في المجتمع وحياة الجماعات والامم ....
نسأل الله العفو والعافية واسال الله تعالى ان يمن على مجاهدي امتنا بنصره في فلسطين وفي كل ثغر من ثغور الاسلام وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تصحيح افهام ... !!!
القاعدون عن الدعوة لله، والقاعدون الساكتون عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو قوام الحياة بالحق وعلى الحق، يتكئون على فهم خاطيء لآية المائدة الكريمة التي يقول فيها الله تعالى :- ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105) المائدة . فيتكئون على فهمهم الخاطيء لها فيتركون النصح ويتركون الامر بالمعروف ويهجرون النهي عن المنكر ، ولو كان الامر فقط كما يظنون بان ينشغل المسلم بنفسه ويجاهدها على الاتيان بالعبادات فحسب، ويدع عنه غيره من الناس ولا يتحمل مسؤوليتهم ، لما برح الاسلام ودعوته مكة المكرمة، ولما كانت حركة الفتوحات والجهاد ، التي انتشرت في فترة وجيزة من الزمن في ثلاث قارات ...
ولفهم الاية الفهم الصحيح فلا بد من معرفة سبب نزولها اولا ثم كيف فهمها الصحابة الكرام اهل لسان القران ..
ففي اسباب النزول قال الواقدي قال الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : - (كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل هجر - وعليهم منذر بن ساوى - يدعوهم إلى الإسلام ، فإن أبوا فليؤدوا الجزية ، فلما أتاه الكتاب عرضه على من عنده من العرب واليهود و النصارى و الصابئين والمجوس ، فأقروا بالجزية ، وكرهوا الإسلام ، وكتب إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أما العرب فلا تقبل منهم إلا الإسلام أو السيف ، وأما أهل الكتاب والمجوس فاقبل منهم الجزية " ، فلما قرأ عليهم كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمت العرب ، وأما أهل الكتاب والمجوس فأعطوا الجزية ، فقال منافقوا العرب : عجبا من محمد يزعم أن الله بعثه ليقاتل الناس كافة حتى يسلموا ، ولا يقبل الجزية إلا من أهل الكتاب ، فلا نراه إلا قبل من مشركي أهل هجر ما رد على مشركي العرب !! فأنزل الله تعالى : ( عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) يعني من ضل من أهل الكتاب) .
و الآية الكريمة يفسرها لنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه فيقول فيما اخرجه ورواه عنه كل من أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد حيث رووا :- ( أن أبا بكر حمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية و تضعونها على غير مواضعها: (عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) ـ وإنا سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب ـ وفي رواية: ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب. ) .
ولتعلم اخي المؤمن حفظك الله أن مجرد هيبة الناس ليست عذراً في ترك الإنكار على مرتكب المنكر ولا عذرا في ترك الامر بالمعروف او ترك النصح لله ولرسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم ، فقد روى الامام أحمد، وابن ماجه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ، ثُمَّ لَا يَقُولُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا؟ فَيَقُولُ: خَشْيَةُ النَّاسِ، فَيَقُولُ: فَإِيَّايَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى ). وفي رواية لأحمد: فإنه لا يقرب من أجل، ولا يباعد من رزق أن يقال بحق، أو يذكر بعظيم ......
والخشية تكون من امور منها الخوف على الاجل والرزق وهذا اجابت عنه رواية الامام احمد السابقة والذي يؤكدها قول الله تعالى في الرزق :- (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ )(23 الذاريات) وقوله تعالى في الاجل: ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) الاعراف)، ومنها ما سببه الكبرياء كأن يرى نفسه أكبر من ان ينصح او يذكر او يامر او ينهى من هو اقل منه، ومنها ما سببه الحياء من الناس ، فيحجم عن الامر او النهي والنصح خجلا وحرجا من ملامة الناس او استهزاءهم ان خالف ما ألفوه ، وفي هذا فقد قال سبحانه ( ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [ سورة النساء: 65].
وقال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران:110]. فالحَيَاء لا يمنع المسلم مِن أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ﴾ [الأحزاب:53].
وقد احسن القول الامام ابوحامد الغزالي رحمه الله حيث يقول الإمام أبي حامد الغزالي رحمه الله تعالى حيث يقول: " :العلم خزائن مباركة مفاتيحها الأسئلة" " ويضيع العلم بين شيئين : الحياء ،والكبر ."
وختاما فقد قال الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ){التوبة:71} . فمن الموالاة التناصح بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر فيما بينهم ومن ثم التعاضد على امر غيرهم ونهيه ...
وقال تعالى : ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ.) { المائدة:79،78} . واللعن هو النبذ والطرد من رحمة الله تعالى وسببه هنا عدم التناهي عن المنكرات في المجتمع وحياة الجماعات والامم ....
نسأل الله العفو والعافية واسال الله تعالى ان يمن على مجاهدي امتنا بنصره في فلسطين وفي كل ثغر من ثغور الاسلام وان يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .