البعض يستشهدون بالآية الكريمة «ما فرطنا في الكتاب من شيء» و يجانبون الصواب حيث يضعونها في غير موضعها ،من حيث انهم ارادوا ان يثبتوا ان القرآن تناول جميع الامور ولم يهمل لا كبيرة ولا صغيرة .. ويعتمدون هذه الاية بمعزل عن سياقها وانتزاعا لها من موضعها السليم والجزم بان الكتاب هنا هو- القرآن - وبالتالي فالقرآن يتضمن حسب هذه الاية كل شيء.. ولتوضيح هذه المسألة نقول:-
لا يعقل ان نستشهد بهذه الاية او بغيرها من الايات او الاحاديث النبوية دون التحري في اطارها ومدلولها واسباب نزولها واخراجها عن سياق النص الذي جائت الاية خادمة له و التي نصها «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ، مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ، ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ» (الأنعام 38).. فارتباطها بما قبلها وما بعدها هو الضامن لتفسيرها التفسير الصحيح و الاقرب للصواب.
ولا يعقل ان نجزم بان للفظ القرآني معنى واحدا نقتصر عليه، فثراء العربية كلغة، وخصوصية الجانب الاعجازي للقرآن الكريم توجب البحث عن تعدد المعاني للفظ الواحد وفق السياق الوارد فيه، فلفظة كتاب مثلا لها عدة معان في القرآن الكريم مثل: 1- التشريع الإلهي. 2- كتاب منزل بتشريع مثل التوراة والإنجيل والقرآن. 3- لوح القدر أو اللوح المحفوظ. 4- كتاب سجل الأعمال العام المصنف . 5- رسالة بشرية أو عهد أو ميثاق أو عقد.
وما عليه جل اهل التفسير في المراد بالكتاب في هذه الآية أنه اللوح المحفوظ، وليس القرآن ، وهذا يعني أن جميع الحوادث قد كتبت في اللوح المحفوظ.
واذا رجعنا الى تفسير التحرير والتنوير.. للشيخ العلامة ابن عاشور رحمه الله نجده يقول:- «وجملة» ما فرطنا في الكتاب من شيء «معترضة لبيان سعة علم الله تعالى وعظيم قدرته. فالكتاب هنا بمعنى المكتوب، وهو المكنّى عنه بالقلم المراد به ما سبق في علم الله وإرادته الجارية على، وفْقِه .. وقيل الكتاب القرآن. وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير....» واضاف العلامة ابن عاشور.. و«الشيء» في قوله «من شيء» هو الموجود. والمراد به هنا أحوال المخلوقات كما يدلّ عليه السياق فشمل أحوال الدّواب والطير فإنّها معلومة لله تعالى مقدّرة عنده بما أودع فيها من حكمة خلقه تعالى....
اما تفسير الجامع لاحكام القرآن للامام القرطبي فانه يقول « أي في اللوح المحفوظ فإنه أثبت فيه ما يقع من الحوادث...»
وان توضيحنا لهذه الاية لا يعني ابدا نفي ان القرآن لم يجمع الامور كلها ، بل ان الله تعالى ما ترك شيئاً من أمر الدين وانتظام سلوك الناس إلا وقد دَلَلْ عليه في القرآن؛ إما دلالة مبينة مفصلة ، وإما مجملة يُتَلقّى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من الإجماع، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب؛ قال الله تعالى: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ» (النحل: 89) وعليه يجب ان توضع كل آية في موضعها السليم دون تداخل او اضطراب او اخراج للنص من سياقه فيختلط الفهم وتضطرب المفاهيم. ونسال الله تعالى ان يرزقنا دوما الفهم السليم ويوفقنا لاتباع مراده وقصده.
لا يعقل ان نستشهد بهذه الاية او بغيرها من الايات او الاحاديث النبوية دون التحري في اطارها ومدلولها واسباب نزولها واخراجها عن سياق النص الذي جائت الاية خادمة له و التي نصها «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ، مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ، ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ» (الأنعام 38).. فارتباطها بما قبلها وما بعدها هو الضامن لتفسيرها التفسير الصحيح و الاقرب للصواب.
ولا يعقل ان نجزم بان للفظ القرآني معنى واحدا نقتصر عليه، فثراء العربية كلغة، وخصوصية الجانب الاعجازي للقرآن الكريم توجب البحث عن تعدد المعاني للفظ الواحد وفق السياق الوارد فيه، فلفظة كتاب مثلا لها عدة معان في القرآن الكريم مثل: 1- التشريع الإلهي. 2- كتاب منزل بتشريع مثل التوراة والإنجيل والقرآن. 3- لوح القدر أو اللوح المحفوظ. 4- كتاب سجل الأعمال العام المصنف . 5- رسالة بشرية أو عهد أو ميثاق أو عقد.
وما عليه جل اهل التفسير في المراد بالكتاب في هذه الآية أنه اللوح المحفوظ، وليس القرآن ، وهذا يعني أن جميع الحوادث قد كتبت في اللوح المحفوظ.
واذا رجعنا الى تفسير التحرير والتنوير.. للشيخ العلامة ابن عاشور رحمه الله نجده يقول:- «وجملة» ما فرطنا في الكتاب من شيء «معترضة لبيان سعة علم الله تعالى وعظيم قدرته. فالكتاب هنا بمعنى المكتوب، وهو المكنّى عنه بالقلم المراد به ما سبق في علم الله وإرادته الجارية على، وفْقِه .. وقيل الكتاب القرآن. وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير....» واضاف العلامة ابن عاشور.. و«الشيء» في قوله «من شيء» هو الموجود. والمراد به هنا أحوال المخلوقات كما يدلّ عليه السياق فشمل أحوال الدّواب والطير فإنّها معلومة لله تعالى مقدّرة عنده بما أودع فيها من حكمة خلقه تعالى....
اما تفسير الجامع لاحكام القرآن للامام القرطبي فانه يقول « أي في اللوح المحفوظ فإنه أثبت فيه ما يقع من الحوادث...»
وان توضيحنا لهذه الاية لا يعني ابدا نفي ان القرآن لم يجمع الامور كلها ، بل ان الله تعالى ما ترك شيئاً من أمر الدين وانتظام سلوك الناس إلا وقد دَلَلْ عليه في القرآن؛ إما دلالة مبينة مفصلة ، وإما مجملة يُتَلقّى بيانها من الرسول عليه الصلاة والسلام، أو من الإجماع، أو من القياس الذي ثبت بنص الكتاب؛ قال الله تعالى: «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ» (النحل: 89) وعليه يجب ان توضع كل آية في موضعها السليم دون تداخل او اضطراب او اخراج للنص من سياقه فيختلط الفهم وتضطرب المفاهيم. ونسال الله تعالى ان يرزقنا دوما الفهم السليم ويوفقنا لاتباع مراده وقصده.