وسائل الرقابة والردع ما بين شريعة الله وشرائع البشر !!
الشريعة الربانية تردع عن الاخطاء بأمور أربع ، وهي:
1=برقابة داخلية اسمها التقوى وهي مراقبة الله تعالى وابتغاء رضاه والخوف من سخطه وغضبه في السر والعلن.
2= برقابة جماعية اسمها المحاسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر..فالمجتمع مسؤول عن الافراد والدولة، والدولة مسؤولون عن المجتمع ومسيرته.
3= برقابة مجتمعية اسمها النصح والوعظ والارشاد لتوجيه الناس نحو الخير واجتناب الشر وعمل الصالحات من الافعال ، والنهي عن سيء الاخلاق والاعمال ...
4= بعقوبات تنفذها الدولة في العلن رادعة زاجرة جابرة ، تزجر و تمنع من ارتكاب المخالفات والاثام. وتردع من يسمع بها او يشاهد تنفيذها من ارتكاب مثلها ،وتجبر الاثم وتسقط تبعاته الاجتماعية عن المعاقب، وفيها ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره.
فلذلك لا يحتال على تنفيذ شرع الله تقي ، لا في حق نفسه ولا في حق غيره ، وقد جاء الزاني وجاءت الزانية كل يقول لرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه واله - طهرني - اي خلصني من اثم الجريمة التي واقعتها .. ورتب الاسلام حداً للقاذف الذي يخوض في اتهام ومسبة اعراض افراد المجتمع ، وعقوبة اجتماعية اخرى عليه باسقاط شهادته وردها ، و ذلك صيانة لسمعة وكرامة الناس واعراضهم في مجتمع الطهارة والنقاء...
واما الشرائع الارضية الوضعية لا تردع ولا تمنع ،ولا يعاقبوا المجرم الذي خرق القانون الا انتقاما، وفقط ممن لا يعرف الحيل فيقع في مصيدتها ، فهي تماما كبيت العنكبوت، لا تصطاد الا الحشرات الضعيفة، فتصطاد الذباب والناموس ولكن يستحيل ان تصطاد افعى او ثعبان او كلب. وفيها القانون لا يحمي المغفلين..وبمفهوم المخالفة فهو وضع ليحمي المستغفلين. فيفصلون القوانين والتشريعات التي تحميهم وتحمي مصالحهم ويقنون ويشرعنون الفساد والافساد بكل اصنافه واشكاله وترعاه وتحميه القوانين. وهذه طبيعة البشر انهم حين يريدون ان يضعوا نظاما او قانونا ينظرون تلقائيا لحظ انفسهم فيه ... فالرقابة الوحيدة عندهم هي الخوف من بطش صاحب السلطة ، فلذلك يسهل الاحتيال عليه اما بالرشى والاغراء بالاشتراك سرا في مكاسب الجريمة، واما بالتلاعب على القانون والفاظ صياغته، والبحث عن ثغراته ، او المهارة في الخداع وابعاد الشبهة كي لا يقع المجرم متلبسا فيحاكم ويحكم ...
في حين نجد ان شريعة الله تعالى كما خاطبت العقل وبنت القناعات العقائدية ، كذلك خاطبت الوجدان لبناء الاحاسيس والمشاعر الرافضة للمنكر من اي كان مصدر ايقاعه، والقابلة للخير من المعروف المأمور بالحفاظ عليه في الحياة، رجاء ثواب الله تعالى وعملا بتعبده تعالى لكسب رضاه ، وخشية من غضبه وسخطه، مع القناعة القطعية بانه هو الذي يعلم خائنة الاعين وما تُخفي الصدور !! فهي بذلك شريعة حية تعيش معك وتعيش بها ،،،
فشتان مابين شريعة حية تخاطب العقل والوجدان وتُكيف الهوى والرغبات وتولد المشاعر والاحاسيس الايمانية الانسانية الحقيقية ، وما بين شريعة جافة من المشاعر والعقل والوجدان تقول فقط ان فعلت مخالفا فعليك كذا من العقوبة،
قال الله تعالى:- (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) الملك).
وقال سبحانه :- (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)المائدة.
وقال تعالى:- (وَلَوْلَا أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَىٰ ۚ أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ ۖ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)القصص).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-04-11, 1:51 am عدل 1 مرات