من احداث و حواديث زمان
يذكر لنا جيل الاجداد رحمهم الله انه حصلت عدة مجاعات بسبب القحط والمحل في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر ، خاصة في بلادنا العربية ،لدرجة ان الكثير منهم عدها نذر شؤم ونحس ، -وبالفعل كانت تلك الفترة فترة شؤم ونحس على امة الاسلام حيث ذهب سلطانها وتلاشت هيبتها ومكانتها من نفوس الاعداء وتسلط عليها اعدائها ،وبدأ عصر الانهزام في كل ميادين الحياة- .
في تلك الفترة وبسبب الجوع وقلة الحيلة والمال انتشرت اللصوصية والسرقات ،وانعدام الامن وقطع الطرقات، حتى ان قوافل حجيج بيت الله لم يسلموا من غارات السلب والنهب ...
وكان ابو العيال يضطر ليسرق الطعام وغيره ليطعم عياله ، فرافق ذلك في تلك الفترة ظهور قيم ومفاهيم جديدة على المجتمع المسلم ، كاعتبار السرقة واللصوصية سباعة ومراجل ، واعتبار الكذب ملحة الرجال، لان السارق كان اذا وجه له اصبع الاتهام يكذب وينكر انه سرق ... ووصل الامر ببعض الناس ان لا يزوجوا الشاب الا اذا اتى لهم بسرقة !! فيطمئنوا ان بنتهم عنده لن تجوع !! فهو يحمل مؤهل حرامي !! ويعيبون على الرجل في المقابل ان كان تقيا لا يسرق، فيقولون (فلان لا تزوجوه فهو لا يقومها من مرقدها) اي لا يسحب الشاة او الدابة من مكان مبيتها ، وبجهل الناس بالاحكام الشرعية وطرق المعالجات الشرعية لمثل هذه الحالات تفشت في المجتمع والى وقت ليس ببعيد مفهوم ان السرقة مراجل وسباعة، وان الكذب ملح الرجال والعيب على من يصدق !!
ويروى ان بعض الفضلاء من الناس والاعيان كان يرى في الليل السارق يسرق من غنمه او مخزن قمحه او شعيره او طعامه فلا يُنفره ، لانه يعلم ان الجوع اضطره الى فعل ذلك ...
ومن الطرائف التي تروى بهذا الصدد انه مات رجل اسمه بشير ، وبشير هذا كان من الرجالات التي تخدم بالسرقة مختار البلد حيث كان يعطي المختار نصيبا مما يسرق، وكان لصا مشهورا ، وعند الدفن لم يجدوا شيخا يُلقنه - حيث كانت العادة ان يقف شيخ يلقن الميت عند الدفن - فقالوا يا مختار لا يوجد شيخ يلقن بشير !! ما العمل؟ فقال انا سالقنه ، فتقدم المختار ووقف على قبر بشير وقال له : اسمع يا بشير ، بس نروح عنك بجيك ناكر ونكير، رح يسالوك عن الكبير والصغير ،اياك ثم اياك تقر لهم لا بغنمة ولا ببعير ، ولا بقمحة ولا بشعير ، والا سحبوك من رقبتك لنار السعير ... وانتوا يا حاضرين اقروا الفاتحة عن روح بشير !!!
اللهم اعزنا بديننا وراية نبينا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يذكر لنا جيل الاجداد رحمهم الله انه حصلت عدة مجاعات بسبب القحط والمحل في نهايات القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر ، خاصة في بلادنا العربية ،لدرجة ان الكثير منهم عدها نذر شؤم ونحس ، -وبالفعل كانت تلك الفترة فترة شؤم ونحس على امة الاسلام حيث ذهب سلطانها وتلاشت هيبتها ومكانتها من نفوس الاعداء وتسلط عليها اعدائها ،وبدأ عصر الانهزام في كل ميادين الحياة- .
في تلك الفترة وبسبب الجوع وقلة الحيلة والمال انتشرت اللصوصية والسرقات ،وانعدام الامن وقطع الطرقات، حتى ان قوافل حجيج بيت الله لم يسلموا من غارات السلب والنهب ...
وكان ابو العيال يضطر ليسرق الطعام وغيره ليطعم عياله ، فرافق ذلك في تلك الفترة ظهور قيم ومفاهيم جديدة على المجتمع المسلم ، كاعتبار السرقة واللصوصية سباعة ومراجل ، واعتبار الكذب ملحة الرجال، لان السارق كان اذا وجه له اصبع الاتهام يكذب وينكر انه سرق ... ووصل الامر ببعض الناس ان لا يزوجوا الشاب الا اذا اتى لهم بسرقة !! فيطمئنوا ان بنتهم عنده لن تجوع !! فهو يحمل مؤهل حرامي !! ويعيبون على الرجل في المقابل ان كان تقيا لا يسرق، فيقولون (فلان لا تزوجوه فهو لا يقومها من مرقدها) اي لا يسحب الشاة او الدابة من مكان مبيتها ، وبجهل الناس بالاحكام الشرعية وطرق المعالجات الشرعية لمثل هذه الحالات تفشت في المجتمع والى وقت ليس ببعيد مفهوم ان السرقة مراجل وسباعة، وان الكذب ملح الرجال والعيب على من يصدق !!
ويروى ان بعض الفضلاء من الناس والاعيان كان يرى في الليل السارق يسرق من غنمه او مخزن قمحه او شعيره او طعامه فلا يُنفره ، لانه يعلم ان الجوع اضطره الى فعل ذلك ...
ومن الطرائف التي تروى بهذا الصدد انه مات رجل اسمه بشير ، وبشير هذا كان من الرجالات التي تخدم بالسرقة مختار البلد حيث كان يعطي المختار نصيبا مما يسرق، وكان لصا مشهورا ، وعند الدفن لم يجدوا شيخا يُلقنه - حيث كانت العادة ان يقف شيخ يلقن الميت عند الدفن - فقالوا يا مختار لا يوجد شيخ يلقن بشير !! ما العمل؟ فقال انا سالقنه ، فتقدم المختار ووقف على قبر بشير وقال له : اسمع يا بشير ، بس نروح عنك بجيك ناكر ونكير، رح يسالوك عن الكبير والصغير ،اياك ثم اياك تقر لهم لا بغنمة ولا ببعير ، ولا بقمحة ولا بشعير ، والا سحبوك من رقبتك لنار السعير ... وانتوا يا حاضرين اقروا الفاتحة عن روح بشير !!!
اللهم اعزنا بديننا وراية نبينا و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته