35- الحلقة الخامسة والثلاثون من اثر العبادات التربوي على النفس والسلوك
1- الوقفة الاولى مع الحج في موسم الحج :-
لقد دل الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم على وجوب الحج على المستطيع في العمر مرة واحدة، فأما الكتاب فقوله سبحانه {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً } (آل عمران:97) .
فيا من نويت الحج استعد، استعد بدنيا واستعد نفسيا واستعد بالتوبة عن التقصير في جناب الله تعالى وطاعته، وبالتوبة عن اكل المال الحرام ، ومعاملات الحرام، وتجهز بالنفقة الحلال الطيبة لان الله طيب لا يقبل الا طيب .. وتحلل من مظالم العباد وان كانت حقوقا فاعدها لهم او لورثتهم .. فانت راحل الى الله ، فاغسل نفسك وطهر سلوكك وتصرفاتك وطهر قلبك ونفسك قبل السفر للحج ، لتعود منه طاهرًا مُطَهَّرًا، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِه كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ».
وربما ليس هناك من عمل اكبر اجرا من الحج الا الجهاد والرباط في سبيل الله تعالى، فعَنْ سَلْمَانَ، رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ، وَإنْ ماتَ فيهِ جَرَى عَلَيْهِ عمَلُهُ الَّذي كَانَ يَعْمَلُ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزقُهُ، وأمِنَ الفَتَّانَ رواهُ مسلمٌ.
وعَنْ فضَالةَ بن عُبيد، رضي الله عنه، أَنَّ رسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَملِهِ إلاَّ المُرابِطَ فِي سَبيلِ اللَّهِ، فَإنَّهُ يُنَمَّي لهُ عَمَلُهُ إِلَى يوْمِ القِيامَةِ، ويُؤمَّنُ من فِتْنةِ القَبرِ رواه أَبُو داودَ والترمذيُّ ...
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2024-05-11, 12:26 am عدل 1 مرات