{{بسم الله الرحمن الرحيم }}
[[ العزة ... ]]
العزة: جاء في معاجم اللغة ان العزة ضدها الذلة - و الذلة هي المهانة والصغار والضعف والانكسار ، ومن عاش ذليلاَ هو من عاش محتقرا ضعيفا مهانا ... والذل يدل على الخضوع والاستكانة واللين، فالذل ضد العز، قال الراغب: "الذل ما كان عن قهر. يقال: ذل يذل ذلا، والذِل (بالكسر) ما كان بعد تصعب، وقول الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ مِنَ الرَحْمَةِ)، أي كن كالمقهور لهما، وقريء جَناحَ الذل أي لِن، وانقد لهما."
اما العزة فهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب او يُذل او يُقهر . وهي من قولهم: أرض عزاز. أي: صلبة لا يظهر فيها الاثر ولا تحرثها سكة المحراث. قال تعالى: ﴿أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا﴾ [النساء/ 139]. وتعزز الشيء نزر وقل...وتعزز تظاهر بالعزة .. او طلبها ..
والعزيز: الذي يَقهر ولا يُقهر، ويَغلبُ ولا يُغلب . قال تعالى: ﴿إنه هو العزيز الحكيم﴾ [العنكبوت/26]، ، وقال: ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ [المنافقون/ 8]، ﴿سبحان ربك رب العزة﴾ [الصافات/180]، فقد يمدح بالعزة تارة كما ترى، ويذم بها تارة كعزة الكفار. كما قال: ﴿بل الذين كفروا في عزة وشقاق﴾ [ص/2]. ووجه ذلك أن العزة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية التي هي العزة الحقيقة، والعزة التي هي للكافرين هي التعزز، وهو تصنع العزة غرورا ، وهو في الحقيقة ذل كما قال عليه الصلاة والسلام: (كل عز ليس بالله فهو ذل) (جاء بمعناه عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اعتز بالعبد أذله الله.
قال الامام القرطبي رحمه الله : "فَمَن طَلَب العِزَّة مِن الله وصَدَقَه في طَلَبها بافْتِقَار وذُلّ وسُكُون وخُضُوع وَجَدَها عِنْده - إن شاء الله - غير مَمْنُوعَة ولا مَحْجُوبَة عنه . قال صلى الله عليه وسلم : مَن تَواضع لله رَفَعه الله . ومَن طَلبها مِن غَيره وَكَلَه إلى مَن طَلَبها عِنده . وقد ذَكَرَ قَومًا طَلَبُوا العِزَّة عند مَن سِواه ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) ، فأنْبَأك صَرِيحا لا إشْكَال فيه أنَّ العِزَّة له يُعِزّ بِها مَن يَشاء ، ويُذِلّ مَن يَشاء .
وقال : فَمَن كَان يُرِيد العِزَّة لِيَنَال الفَوْز الأكْبَر ويَدخُل دَار العِزَّة - ولله العِزَّة - فَلْيَقْصد بالعِزَّة الله سبحانه والاعْتِزَاز به ، فإنه مَن اعْـتَزّ بالعَبْد أذَلَّه الله ، ومَن اعْـتَزّ بِالله أعَـزَّه الله" . اهـ .
قال الثعلبي : "والذين آمَنُوا بألْسِنَتِهم مِن غَير مُوَاطَأة قُلُوبِهِم كَانوا يَتَعَزَّزُون بِالْمُشْرِكِين ، كَمَا قَال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)" . اهـ .
وقال الزمخشري : "الْمَذَلَّة والْهَوَان للشَّيْطَان وذَوِيه مِن الكَافِرِين والْمُنَافِقِين" . اهـ .
والامة الحية تطلب العزة لاثبات وجودها بين الامم ، وصون هويتها وتميز شخصيتها، وحفظ مبدأها وقيمها، وصيانة عرضها وكرامتها ..
فإن صيانة النفس، والسمو بها عن المذلة، وحفظ كرامتها وعزتها لهو مما اكدت الدعوة إليه شريعتنا الغراء، وربَّت أبناءها عليه، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" .رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
فلا ينبغي للمؤمن بالله العزيز الا ان يعيش عزيزا بين الخلق، لانتماءه وارتباطه بربه العزيز ،الذي له العزة جميعا ، وكتب العزة لرسوله وللمؤمنين لايمانهم به تعالى وهذا يقتضي تحريم المذلة ضد العزة على المؤمنين..
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ}(54 المائدة) .
اللهم اعز امتنا يا عزيز - اللهم اعز المجاهدين في سبيلك والمرابطين ببيت المقدس وغزة انك انت العزيز الحكيم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
[[ العزة ... ]]
العزة: جاء في معاجم اللغة ان العزة ضدها الذلة - و الذلة هي المهانة والصغار والضعف والانكسار ، ومن عاش ذليلاَ هو من عاش محتقرا ضعيفا مهانا ... والذل يدل على الخضوع والاستكانة واللين، فالذل ضد العز، قال الراغب: "الذل ما كان عن قهر. يقال: ذل يذل ذلا، والذِل (بالكسر) ما كان بعد تصعب، وقول الله تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِ مِنَ الرَحْمَةِ)، أي كن كالمقهور لهما، وقريء جَناحَ الذل أي لِن، وانقد لهما."
اما العزة فهي حالة مانعة للإنسان من أن يُغلب او يُذل او يُقهر . وهي من قولهم: أرض عزاز. أي: صلبة لا يظهر فيها الاثر ولا تحرثها سكة المحراث. قال تعالى: ﴿أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا﴾ [النساء/ 139]. وتعزز الشيء نزر وقل...وتعزز تظاهر بالعزة .. او طلبها ..
والعزيز: الذي يَقهر ولا يُقهر، ويَغلبُ ولا يُغلب . قال تعالى: ﴿إنه هو العزيز الحكيم﴾ [العنكبوت/26]، ، وقال: ﴿ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ [المنافقون/ 8]، ﴿سبحان ربك رب العزة﴾ [الصافات/180]، فقد يمدح بالعزة تارة كما ترى، ويذم بها تارة كعزة الكفار. كما قال: ﴿بل الذين كفروا في عزة وشقاق﴾ [ص/2]. ووجه ذلك أن العزة التي لله ولرسوله وللمؤمنين هي الدائمة الباقية التي هي العزة الحقيقة، والعزة التي هي للكافرين هي التعزز، وهو تصنع العزة غرورا ، وهو في الحقيقة ذل كما قال عليه الصلاة والسلام: (كل عز ليس بالله فهو ذل) (جاء بمعناه عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اعتز بالعبد أذله الله.
قال الامام القرطبي رحمه الله : "فَمَن طَلَب العِزَّة مِن الله وصَدَقَه في طَلَبها بافْتِقَار وذُلّ وسُكُون وخُضُوع وَجَدَها عِنْده - إن شاء الله - غير مَمْنُوعَة ولا مَحْجُوبَة عنه . قال صلى الله عليه وسلم : مَن تَواضع لله رَفَعه الله . ومَن طَلبها مِن غَيره وَكَلَه إلى مَن طَلَبها عِنده . وقد ذَكَرَ قَومًا طَلَبُوا العِزَّة عند مَن سِواه ، فقال : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) ، فأنْبَأك صَرِيحا لا إشْكَال فيه أنَّ العِزَّة له يُعِزّ بِها مَن يَشاء ، ويُذِلّ مَن يَشاء .
وقال : فَمَن كَان يُرِيد العِزَّة لِيَنَال الفَوْز الأكْبَر ويَدخُل دَار العِزَّة - ولله العِزَّة - فَلْيَقْصد بالعِزَّة الله سبحانه والاعْتِزَاز به ، فإنه مَن اعْـتَزّ بالعَبْد أذَلَّه الله ، ومَن اعْـتَزّ بِالله أعَـزَّه الله" . اهـ .
قال الثعلبي : "والذين آمَنُوا بألْسِنَتِهم مِن غَير مُوَاطَأة قُلُوبِهِم كَانوا يَتَعَزَّزُون بِالْمُشْرِكِين ، كَمَا قَال تعالى : (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)" . اهـ .
وقال الزمخشري : "الْمَذَلَّة والْهَوَان للشَّيْطَان وذَوِيه مِن الكَافِرِين والْمُنَافِقِين" . اهـ .
والامة الحية تطلب العزة لاثبات وجودها بين الامم ، وصون هويتها وتميز شخصيتها، وحفظ مبدأها وقيمها، وصيانة عرضها وكرامتها ..
فإن صيانة النفس، والسمو بها عن المذلة، وحفظ كرامتها وعزتها لهو مما اكدت الدعوة إليه شريعتنا الغراء، وربَّت أبناءها عليه، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه" قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما لا يطيق" .رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
فلا ينبغي للمؤمن بالله العزيز الا ان يعيش عزيزا بين الخلق، لانتماءه وارتباطه بربه العزيز ،الذي له العزة جميعا ، وكتب العزة لرسوله وللمؤمنين لايمانهم به تعالى وهذا يقتضي تحريم المذلة ضد العزة على المؤمنين..
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِۦ فَسَوْفَ يَأْتِى ٱللَّهُ بِقَوْمٍۢ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ ۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ}(54 المائدة) .
اللهم اعز امتنا يا عزيز - اللهم اعز المجاهدين في سبيلك والمرابطين ببيت المقدس وغزة انك انت العزيز الحكيم .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..