***بسم الله الرحمن الرحيم***
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبركة وبر واحسان
لا ينبغي لعاقل ان يكون حياديا الا في القضاء للقضاة وفي المختبر لاهل العلم والتجارب ..!!
هل يوجد نظرة محايدة ؟؟ وهل للحيادية في التفكير وجود؟؟
لايمكن للانسان ان ينظر الى الاحداث و الحوادث ويحكم عليها ويفسرها من منظار الحيادية كما يقولون ويدعون، لان الحيادية تجاه الاحداث والحوادث لا تكون الا لحجر وليس لبشر ، فالبشر فكر وعقل واحساس وشعور ووجدان !! وهذه امور مقتولة في الحجر متبلدة ..!!
فالانسان الحي النفس والفكر والوجدان والقلب والاحاسيس والمشاعر يتفاعل مع الاحداث ومجريات امور الحياة.. و الانسان حين يفسر الاحداث والوقائع لا بد له اولا من منظور فكري وعقائدي وخلفية ثقافية تؤهله للنظر اصلا في الحوادث وادراكه لها بموجب ماعنده من معلومات سابقة ، ثم قياسها بما عنده من مفاهيم وقيم تركزت في نفسه،فاصبحت تتحكم في توجيه هواه ورغباته ومشتهاه!! وتفسيرها بالتالي بموجب ما عنده من وجهة نظر وما يحمل من مفاهيم وقيم، ويحلل ويفسر الاحداث بمخزونه الذهني من سابق معلومات يربطها دماغه بالوقائع، ليصدر حكما عليها و يتخذ ازائها موقفا سلبيا او ايجابيا .وهذه العملية الفكرية تتم بشكل اآلي في الذهن. و هذا يجعل التفكير المتعلق بالاحكام على الحوادث الحياتية بين البشر غير حيادي ،ويجعل الانسان لا يمكن ولا تتصور حياديته في اطلاق احكامه، لانها مرتبطة بشكل وثيق بقاعدته الفكرية التي يبني افكاره على اساسها، وقيمه التي يفسر الحسن والقبح في الاعمال بموجبها.
قد تتحقق الحيادية الفكرية في تفسير الظواهر الطبيعية والفيزيائية و الكيميائية والبيولوجية، لان الانسان عندما يشتغل بهذه الامور انما هدفه اكتشاف ومعرفة وادراك اسرار ومعلومات علمية جديدة، فيستقريء الواقع من خلال ابحاثه المختبرية و اجراءه للتجارب والبحوث العلمية ،فان احسن ادراكها وتفسيرها وصل في الغالب الى حقائق علمية، والبحوث العلمية لا تخضع للقاعدة الفكرية العقائدية، بل تفسر الواقع بحصول المعلومات عنه منه ،بالابحاث والتجارب المخبرية. فلذلك نقول العلم انساني عام يشترك فيه المسلم والمشرك والملحد والكافر لان الاصل فيه وفي الطريقة العلمية عدم الانطلاق من القاعدة الفكرية العقائدية للانسان، وهي المتعلقة ببناء فكرة عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها.فلذلك العالم الهندوسي العابد والمقدس للبقر نفهم منه الامور المتعلقة بالفيزياء والفلك والكيمياء والذرة ،وكذلك اليهودي او النصراني او البوذي او الوثني لانه في البحث العلمي يعتمد طريقة التفكير العلمية التي يفصل القول فيها ادوات المختبر واجهزته!!، وليست الطريقة العقلية التي تبحث بها العلوم الانسانية كالقانون والتشريع وانظمة عيش الانسان وبناء شخصيته وعقليته وانظمة حياته وعيشه وقيمه واخلاقياته ، التي لا تخضع للتجارب ولا يمكن حشرها في المختبرات، ولا رصدها بمناظير مراكز الفلك وبحوثه..!!
فالحيادية في الابحاث العلمية نعم تتحقق عند الباحث, لانه باختصار شديد ليس هو من يعطي الحقيقة العلمية، بل الحقيقة العلمية يقررها المختبر بادواته واجهزته ووظيفة ذهن العالم ادراكها.
لكن هذا العالم سواء في الطب او الفيزياء او الكيمياء او الفلك لو سالته سؤالا عن امور تتعلق بنظام التشريع والحياة، لاجابك من وجهة نظره المبنية على قاعدته الفكرية المكونة لوجهة نظره عن الحياة والكون والانسان، اي عقيدته الفكرية!! ولو نظرت في اعماله وسلوكياته لوجدته يقيمها بالفكرة العقائدية التي يحملها، فلذلك وجدنا علماء اوروبا كانو في وقت قريب يجرون التجارب العلمية على المساجين!! وعلى ابناء الشعوب المستعمرة من قبلهم !! و اسئلوا تاريخ الجزائر والهند وغيرها من بلادنا عن تجارب الاستعمار النووية والمخبرية الطبية ووسائل التعذيب و غيرها الكثير من جرائمه ...
وهذا العالم الطبيب او النفسي او الاجتماعي يجري ابحاثه على هؤلاء البشر من خلال نظرته المسبقة انهم ليسوا من الجنس الفوقي الابيض!!! وكأن الانسانية فقط محصورة في هذا الجنس !! وغيرهم من البشر خُلقوا خدما لهم !! وهذا طبعا راجع لمخزون ثقافي ورثه وزرعه اصحاب التلمود للغرب لفرض القبول بفكرة شعب الله المختار !! فقد كان الكتاب والادباء في فترة من زمن اوروبا هم من اهل التلمود !! فلذلك اسسوا ونظروا لهذه الحضارة المسخ ، التي مسخت كل القيم وكل مفاهيم الخير والصلاح ...
والخلاصة ان التفكير الحيادي في الحكم على الاشياء والاحداث انما هو دعوة للتخلي عن العقيدة والايمان باسلوب خبيث،،، اي التخلي عن القاعدة الفكرية للانسان !! وهذا مؤداه ان يترك الانسان بلا هوية ولا لون ولا طعم ولا رائحة مائعا، يتجه مائلا مع الريح حيث اتجهت ومالت!! مما يجعله مطية لمن يمتطيه، اوركوبة سهلة لمن يركب . لانه فقد القدرة على اتخاذ الموقف المبدأي العقائدي ، وظن نفسه بحياديته انه على خير ، في حين انه يعمه في الضلال..
فلذلك جاء القران الكريم في معظم اياته الكريمة ليبني العقيدة التي جعلها اساس بناء العقل المسلم المستنير ليصبح المسلم ينظر بنور الله.
اما الحيادية بمعنى عدم الانحياز لطرف دون طرف فيُنظر!! فان كانت في امر القضاء وبيان الحقوق فتنبغي ومطلوبة، لان العدل اساس الحياة و السيادة ، فلا ينحاز القاضي والوالي والمسؤل ولا يحابي احدا في الحكم في الخصومة واظهار الحق واعطاءه لصاحبه .
وان كانت الحيادية في طلب نصرة فينظر، فان كان المستنصر شخصا مظلوما فتقف معه حتى يسترد مظلمته ، وان كان ظالما اخذت على يده حتى يرجع عن ظلمه وينزع .. وان كان المستنصر يستنصر لفكرة فينظر ايضا، فان كانت الفكرة حقا وقفت معه وناصرته لاظهارها ونشرها واعلاء كلمتها، وان كانت فكرة باطل زجرت داعيها وردعته عنها ..
وحتى هذه الامور لا يقوم بها المسلم من منطلق الحيادية البحته !! بل يؤديها المسلم لانها مطلوب شرعي متولد من انبثاقه من ايمان وعقيدة تأمر احكام شريعتها بذلك !!
وختاما فان دعوة الحيادية في التفيكر للمسلمين، فلا تعني الا التخلي عن نور الله ، وهذا مطلب الكفار من كل الملل، ان يردوا المسلمين كفارا من بعد ايمانهم ان استطاعوا، وذلك حسدا من انفسهم لكم، فتنبهوا و تفقهوا امة الاسلام في دينكم وتبينوا عقيدتكم اساس بناء عقولكم، فالعقيدة هي باختصار شديد بانية العقل وصانعته ومنظاره وبصره وبصيرته ان صحت، وبمدى الانحراف فيها بقدر ما يضل الانسان ويتيه عن الطريق المستقيم، ويخطيء الحق، وانها لهي المحجة البضاء التي ترككم عليها نبيكم سلام الله وصلاته عليه واله، وهي الدرع الواقي لعقل الفرد ولهوية الامة وشخصيتها وانتماءها وولائها... والدعوة للحيادية في التفكير انما هي دعوة للتجرد من مفاهيم وقيم وافكار العقيدة، فهي دعوة خبيثة تخدم فكرا هداما !!!!!
اللهم اعزنا براية الاسلام ولواء نبيك المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبركة وبر واحسان
لا ينبغي لعاقل ان يكون حياديا الا في القضاء للقضاة وفي المختبر لاهل العلم والتجارب ..!!
هل يوجد نظرة محايدة ؟؟ وهل للحيادية في التفكير وجود؟؟
لايمكن للانسان ان ينظر الى الاحداث و الحوادث ويحكم عليها ويفسرها من منظار الحيادية كما يقولون ويدعون، لان الحيادية تجاه الاحداث والحوادث لا تكون الا لحجر وليس لبشر ، فالبشر فكر وعقل واحساس وشعور ووجدان !! وهذه امور مقتولة في الحجر متبلدة ..!!
فالانسان الحي النفس والفكر والوجدان والقلب والاحاسيس والمشاعر يتفاعل مع الاحداث ومجريات امور الحياة.. و الانسان حين يفسر الاحداث والوقائع لا بد له اولا من منظور فكري وعقائدي وخلفية ثقافية تؤهله للنظر اصلا في الحوادث وادراكه لها بموجب ماعنده من معلومات سابقة ، ثم قياسها بما عنده من مفاهيم وقيم تركزت في نفسه،فاصبحت تتحكم في توجيه هواه ورغباته ومشتهاه!! وتفسيرها بالتالي بموجب ما عنده من وجهة نظر وما يحمل من مفاهيم وقيم، ويحلل ويفسر الاحداث بمخزونه الذهني من سابق معلومات يربطها دماغه بالوقائع، ليصدر حكما عليها و يتخذ ازائها موقفا سلبيا او ايجابيا .وهذه العملية الفكرية تتم بشكل اآلي في الذهن. و هذا يجعل التفكير المتعلق بالاحكام على الحوادث الحياتية بين البشر غير حيادي ،ويجعل الانسان لا يمكن ولا تتصور حياديته في اطلاق احكامه، لانها مرتبطة بشكل وثيق بقاعدته الفكرية التي يبني افكاره على اساسها، وقيمه التي يفسر الحسن والقبح في الاعمال بموجبها.
قد تتحقق الحيادية الفكرية في تفسير الظواهر الطبيعية والفيزيائية و الكيميائية والبيولوجية، لان الانسان عندما يشتغل بهذه الامور انما هدفه اكتشاف ومعرفة وادراك اسرار ومعلومات علمية جديدة، فيستقريء الواقع من خلال ابحاثه المختبرية و اجراءه للتجارب والبحوث العلمية ،فان احسن ادراكها وتفسيرها وصل في الغالب الى حقائق علمية، والبحوث العلمية لا تخضع للقاعدة الفكرية العقائدية، بل تفسر الواقع بحصول المعلومات عنه منه ،بالابحاث والتجارب المخبرية. فلذلك نقول العلم انساني عام يشترك فيه المسلم والمشرك والملحد والكافر لان الاصل فيه وفي الطريقة العلمية عدم الانطلاق من القاعدة الفكرية العقائدية للانسان، وهي المتعلقة ببناء فكرة عن الكون والانسان والحياة وعلاقتها بما قبلها وما بعدها.فلذلك العالم الهندوسي العابد والمقدس للبقر نفهم منه الامور المتعلقة بالفيزياء والفلك والكيمياء والذرة ،وكذلك اليهودي او النصراني او البوذي او الوثني لانه في البحث العلمي يعتمد طريقة التفكير العلمية التي يفصل القول فيها ادوات المختبر واجهزته!!، وليست الطريقة العقلية التي تبحث بها العلوم الانسانية كالقانون والتشريع وانظمة عيش الانسان وبناء شخصيته وعقليته وانظمة حياته وعيشه وقيمه واخلاقياته ، التي لا تخضع للتجارب ولا يمكن حشرها في المختبرات، ولا رصدها بمناظير مراكز الفلك وبحوثه..!!
فالحيادية في الابحاث العلمية نعم تتحقق عند الباحث, لانه باختصار شديد ليس هو من يعطي الحقيقة العلمية، بل الحقيقة العلمية يقررها المختبر بادواته واجهزته ووظيفة ذهن العالم ادراكها.
لكن هذا العالم سواء في الطب او الفيزياء او الكيمياء او الفلك لو سالته سؤالا عن امور تتعلق بنظام التشريع والحياة، لاجابك من وجهة نظره المبنية على قاعدته الفكرية المكونة لوجهة نظره عن الحياة والكون والانسان، اي عقيدته الفكرية!! ولو نظرت في اعماله وسلوكياته لوجدته يقيمها بالفكرة العقائدية التي يحملها، فلذلك وجدنا علماء اوروبا كانو في وقت قريب يجرون التجارب العلمية على المساجين!! وعلى ابناء الشعوب المستعمرة من قبلهم !! و اسئلوا تاريخ الجزائر والهند وغيرها من بلادنا عن تجارب الاستعمار النووية والمخبرية الطبية ووسائل التعذيب و غيرها الكثير من جرائمه ...
وهذا العالم الطبيب او النفسي او الاجتماعي يجري ابحاثه على هؤلاء البشر من خلال نظرته المسبقة انهم ليسوا من الجنس الفوقي الابيض!!! وكأن الانسانية فقط محصورة في هذا الجنس !! وغيرهم من البشر خُلقوا خدما لهم !! وهذا طبعا راجع لمخزون ثقافي ورثه وزرعه اصحاب التلمود للغرب لفرض القبول بفكرة شعب الله المختار !! فقد كان الكتاب والادباء في فترة من زمن اوروبا هم من اهل التلمود !! فلذلك اسسوا ونظروا لهذه الحضارة المسخ ، التي مسخت كل القيم وكل مفاهيم الخير والصلاح ...
والخلاصة ان التفكير الحيادي في الحكم على الاشياء والاحداث انما هو دعوة للتخلي عن العقيدة والايمان باسلوب خبيث،،، اي التخلي عن القاعدة الفكرية للانسان !! وهذا مؤداه ان يترك الانسان بلا هوية ولا لون ولا طعم ولا رائحة مائعا، يتجه مائلا مع الريح حيث اتجهت ومالت!! مما يجعله مطية لمن يمتطيه، اوركوبة سهلة لمن يركب . لانه فقد القدرة على اتخاذ الموقف المبدأي العقائدي ، وظن نفسه بحياديته انه على خير ، في حين انه يعمه في الضلال..
فلذلك جاء القران الكريم في معظم اياته الكريمة ليبني العقيدة التي جعلها اساس بناء العقل المسلم المستنير ليصبح المسلم ينظر بنور الله.
اما الحيادية بمعنى عدم الانحياز لطرف دون طرف فيُنظر!! فان كانت في امر القضاء وبيان الحقوق فتنبغي ومطلوبة، لان العدل اساس الحياة و السيادة ، فلا ينحاز القاضي والوالي والمسؤل ولا يحابي احدا في الحكم في الخصومة واظهار الحق واعطاءه لصاحبه .
وان كانت الحيادية في طلب نصرة فينظر، فان كان المستنصر شخصا مظلوما فتقف معه حتى يسترد مظلمته ، وان كان ظالما اخذت على يده حتى يرجع عن ظلمه وينزع .. وان كان المستنصر يستنصر لفكرة فينظر ايضا، فان كانت الفكرة حقا وقفت معه وناصرته لاظهارها ونشرها واعلاء كلمتها، وان كانت فكرة باطل زجرت داعيها وردعته عنها ..
وحتى هذه الامور لا يقوم بها المسلم من منطلق الحيادية البحته !! بل يؤديها المسلم لانها مطلوب شرعي متولد من انبثاقه من ايمان وعقيدة تأمر احكام شريعتها بذلك !!
وختاما فان دعوة الحيادية في التفيكر للمسلمين، فلا تعني الا التخلي عن نور الله ، وهذا مطلب الكفار من كل الملل، ان يردوا المسلمين كفارا من بعد ايمانهم ان استطاعوا، وذلك حسدا من انفسهم لكم، فتنبهوا و تفقهوا امة الاسلام في دينكم وتبينوا عقيدتكم اساس بناء عقولكم، فالعقيدة هي باختصار شديد بانية العقل وصانعته ومنظاره وبصره وبصيرته ان صحت، وبمدى الانحراف فيها بقدر ما يضل الانسان ويتيه عن الطريق المستقيم، ويخطيء الحق، وانها لهي المحجة البضاء التي ترككم عليها نبيكم سلام الله وصلاته عليه واله، وهي الدرع الواقي لعقل الفرد ولهوية الامة وشخصيتها وانتماءها وولائها... والدعوة للحيادية في التفكير انما هي دعوة للتجرد من مفاهيم وقيم وافكار العقيدة، فهي دعوة خبيثة تخدم فكرا هداما !!!!!
اللهم اعزنا براية الاسلام ولواء نبيك المصطفى صلى الله عليه واله وسلم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.