بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالنصر والعز والتمكين
في رحاب ذكرى الهجرة المجيدة
(الهجرة) في اللغة من مادة: (هـ ج ر) التي تدل على التَّرْك والإعراض، يقال: «هَجَرَه يَهْجُرُه هَجْرًا، بالفتح، وهِجْرانًا، بالكسر: صَرَمه وقطعه. والهَجْر: ضد الوصل. وهَجَر الشيء يهجره هجرًا: تركه وأغفله وأعرض عنه»[تاج العروس للزبيدي]. فالمعنى العامّ للكلمة هو (التَّرْك)، والمعنى الخاص للكلمة هو (الانتقال من بلد إلى بلد). وفي معجم لسان العرب: «الهِجْرَة والهُجْرَة: الخروج من أرض إلى أرض»[لسان العرب لابن منظور]. وتعرّضَت الكلمة للتخصيص بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من مكة إلى المدينة، فانتقل معنى الكلمة من المعنى العامّ إلى المعنى الخاص، ليصبح المعنى الاصطلاحي للكلمة في الإسلام هو: «الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام»[الموسوعة الفقهية الكويتية].
لقد خلد القران الكريم ذكر الهجرة الشريفة ، و ذكرها خاصة في اشد لحظات الخوف و دواعيه في مسيرتها ، حيث الاحتماء والاختباء عن اعين المطاردين من اهل الكفر والشرك الذين قرروا التخلص من محمد ورسالته، في غار ثور مدركين لخطورة ظهورها وتمكنها وتمكينها بنصرة الاوس والخزرج لها .. وانها ستغير نظامهم القائم وما الفوه من مفاهيم وما ورثوه من تقاليد ...
فقال عز وجل مذكرا بها المؤمنين ومحفزا لهم على الثبات والمداومة على نصرته صلى الله عليه واله وسلم بنصرة دينه ورفع لواءه واعلاء رايته فقال:-
﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠﴾ (التوبة: 40).
وقد وقعت الهجرة في حياة المسلمين الاوائل على ثلاتة اصناف منها:-
1- الهجرة هربا وطلبا- اي هربا من الاذى وخشية الفتنة في الدين وطلبا للامن على النفس والمال ، فكان الهجرتين الى الحبشة ..
2- الهجرة من دار الكفر لاقامة دار الاسلام وهي هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وصحابته من مكة الى المدينة والتي كانت بعد بيعة العقبة الكبرى الثانية ...
3- الهجرة الواجبة على المسلمين من دار الكفر الى دار الاسلام بعد اقامة دار الاسلام ، ومنها هجرة القبائل بمجموعها او افرادها او جماعات منها الى النبي في المدينة بعد دخول الاسلام طلبا للامن والامان بامان الدار التي اصبح امانها بامان الاسلام، وتركا لدار الكفر التي تسيطر عليها احكامه وسيادته...وقد بقي هذا الحكم نافذا حتى تم فتح مكة فقال النبي عليه واله الصلاة والسلام :-"لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا أُستنفرتم فانفروا ".
ولقد خلد الله تعالى في القران الكريم ذكر المهاجرين الاوائل لما لهم من الفضل في حمل الرسالة والتضحية في سبيلها بالغالي والنفس والنفيس، فقال تعالى في سورة ال عمران:- {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}. وقال تعالى في فضلهم وتفضيلهم على غيرهم :- {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[التوبة: 20]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[النحل: 41]، و{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[النحل: 110]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج: 58].
وقد اثنى سبحانه على الانصار وقرن فضلهم بفضل المهاجرين مخلدا ذكرهم وذكراهم في عدة مواضع من القران الكريم منها قوله تعالى :- {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الأنفال: 72]، و{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال: 74]
فالهجرة قامت على ركنين اساسين:- 1- بيعة على النصرة لاقامة دار الايمان والاسلام 2- ترك دار الفر التي تسودها احكامه وتعاليمه ومفاهيمه والتحول الى دار الاسلام ...
اللهم اعز المسلمين بدار اسلام يأمنون فيها على العباد والبلاد بامان الاسلام ويجاهدون في سبيلك وي رفعون راية دينك الحق يا حق...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بكل خير وبالنصر والعز والتمكين
في رحاب ذكرى الهجرة المجيدة
(الهجرة) في اللغة من مادة: (هـ ج ر) التي تدل على التَّرْك والإعراض، يقال: «هَجَرَه يَهْجُرُه هَجْرًا، بالفتح، وهِجْرانًا، بالكسر: صَرَمه وقطعه. والهَجْر: ضد الوصل. وهَجَر الشيء يهجره هجرًا: تركه وأغفله وأعرض عنه»[تاج العروس للزبيدي]. فالمعنى العامّ للكلمة هو (التَّرْك)، والمعنى الخاص للكلمة هو (الانتقال من بلد إلى بلد). وفي معجم لسان العرب: «الهِجْرَة والهُجْرَة: الخروج من أرض إلى أرض»[لسان العرب لابن منظور]. وتعرّضَت الكلمة للتخصيص بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه من مكة إلى المدينة، فانتقل معنى الكلمة من المعنى العامّ إلى المعنى الخاص، ليصبح المعنى الاصطلاحي للكلمة في الإسلام هو: «الانتقال من دار الكفر إلى دار الإسلام»[الموسوعة الفقهية الكويتية].
لقد خلد القران الكريم ذكر الهجرة الشريفة ، و ذكرها خاصة في اشد لحظات الخوف و دواعيه في مسيرتها ، حيث الاحتماء والاختباء عن اعين المطاردين من اهل الكفر والشرك الذين قرروا التخلص من محمد ورسالته، في غار ثور مدركين لخطورة ظهورها وتمكنها وتمكينها بنصرة الاوس والخزرج لها .. وانها ستغير نظامهم القائم وما الفوه من مفاهيم وما ورثوه من تقاليد ...
فقال عز وجل مذكرا بها المؤمنين ومحفزا لهم على الثبات والمداومة على نصرته صلى الله عليه واله وسلم بنصرة دينه ورفع لواءه واعلاء رايته فقال:-
﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٤٠﴾ (التوبة: 40).
وقد وقعت الهجرة في حياة المسلمين الاوائل على ثلاتة اصناف منها:-
1- الهجرة هربا وطلبا- اي هربا من الاذى وخشية الفتنة في الدين وطلبا للامن على النفس والمال ، فكان الهجرتين الى الحبشة ..
2- الهجرة من دار الكفر لاقامة دار الاسلام وهي هجرة النبي صلى الله عليه واله وسلم وصحابته من مكة الى المدينة والتي كانت بعد بيعة العقبة الكبرى الثانية ...
3- الهجرة الواجبة على المسلمين من دار الكفر الى دار الاسلام بعد اقامة دار الاسلام ، ومنها هجرة القبائل بمجموعها او افرادها او جماعات منها الى النبي في المدينة بعد دخول الاسلام طلبا للامن والامان بامان الدار التي اصبح امانها بامان الاسلام، وتركا لدار الكفر التي تسيطر عليها احكامه وسيادته...وقد بقي هذا الحكم نافذا حتى تم فتح مكة فقال النبي عليه واله الصلاة والسلام :-"لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا أُستنفرتم فانفروا ".
ولقد خلد الله تعالى في القران الكريم ذكر المهاجرين الاوائل لما لهم من الفضل في حمل الرسالة والتضحية في سبيلها بالغالي والنفس والنفيس، فقال تعالى في سورة ال عمران:- {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195)}. وقال تعالى في فضلهم وتفضيلهم على غيرهم :- {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ}[التوبة: 20]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}[النحل: 41]، و{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}[النحل: 110]، و{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}[الحج: 58].
وقد اثنى سبحانه على الانصار وقرن فضلهم بفضل المهاجرين مخلدا ذكرهم وذكراهم في عدة مواضع من القران الكريم منها قوله تعالى :- {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الأنفال: 72]، و{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}[الأنفال: 74]
فالهجرة قامت على ركنين اساسين:- 1- بيعة على النصرة لاقامة دار الايمان والاسلام 2- ترك دار الفر التي تسودها احكامه وتعاليمه ومفاهيمه والتحول الى دار الاسلام ...
اللهم اعز المسلمين بدار اسلام يأمنون فيها على العباد والبلاد بامان الاسلام ويجاهدون في سبيلك وي رفعون راية دينك الحق يا حق...