بسم الله الرحمن الرحيم
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالنصر والنصرة والعزة والتمكين
ضرورة دراسة التاريخ واهمية قصصه وادبيات حكاياته :-
قال الشاعر:
مَن لم يعِ التاريخَ في صدرِه -- لم يَدْرِ حُلوَ العَيشِ مِن مُرِّه
ومَن وَعَى التاريخَ في صَدْرِه -- أضافَ أعمارًا إلى عُمْرِه
وجاء القرآن الكريم بنظرة عالمية الى التاريخ ،تتمثل في توالي النبوات-وهي في أساسها انما هي رسالةواحدة بشر بها وحملها انبياء عديدون عبر مسيرة تاريخ البشر، وكان الرسول والنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين. وكان لهذه النظرة اثرها في الاللتفات الى تاريخ الأنبياء والرسل واممهم السابقة ، مما استدعى البحث والتحري عن قصص الانبياء واخبار الامم الغابرة .. ونلاحظ ان منهج القران في الحديث عن التاريخ منهج تذكيري لأخذ العبر واستخلاص الدروس والمواعظ وليس للتسلية وتضييع الوقت وهدره.. فهو يرسم لنا صور القدوة والاسوة .. ويبين لنا مواطن الاعتبار والادكار والاتعاظ !!
يقول الإمام الشافعي رحمه الله : "من قرأ التاريخ زاد عقله وقل خطأه". وقال الامام السخاوي رحمه الله: «مَن عرف التاريخ كمن عاش الدهر وجرب الأمور بأسرها»
فالتاريخ هو ذاكرة الأمم التى تعى به ماضيها وتأخذ منه العبرة والعظة، وتفسر حاضرها وتستشرف مستقبلها، ومن ليس له ماض ليس له حاضر، والذى لم يعرف ماضيه لن يفهم حاضره ولا يستشرف مستقبله.
والمثل الشعبي عندنا يقول:-" اعرف عدو ابوك وجدك لانه لن يودك".
فالتاريخ فيه العظة والاعتبار، وبه يقيس العاقل نفسه على مَن مضى مِن أمثاله من الخلق .. ويتعرف على طبائع الشعوب والامم ، وهذا امر مهم لان الطباع تورث .. وميراثها يكاد يشبه الميراث الجيني ،لان الطفل يتربى عليها وهو رضيع في حضن امه ..فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.
فقد دل هذا الحديث على أن الأصل في كل مولود أنه يولد مسلماً، وأن التهود أو التنصر أو التمجس أمر طارئ على أصل الفطرة، قال ابن حجر في فتح الباري: الكفر ليس من ذات المولود ومقتضى طبعه بل إنما حصل بسبب خارجي، فإن سلم من ذلك السبب استمر على الحق.
قبل الخوض في بحار التاريخ لا تدرس هذا العلم قبل تحصيل نصاب من العلم الشرعي لترسيخ الأصول العقدية والخلقية، ويجب ان يكون هناك مرجعية صحيحة تستند عليها أحكامك وتصوراتك وجميع خلاصاتك وهي القرآن والسنة. لان منظارنا للوجود ومقياسنا لاحداثه انما يكون من خلالهما .. والا وقعنا في عالم الظنون والاوهام التي لا تغني من العلم شيئا !!
ويجب ان نفرق بين روايات وكتابات التاريخ وعلم التاريخ الذي ينقد الروايات ويقيسها بمقاييس الواقع بالمقارنة و العقل والعقيدة ..
فنحن نتعلم من التاريخ التجربة البشرية ونستفيد منها ولكننا نحمل شريعة ربانية هي التي تحكمنا وتقضي بيننا. ويجب ان ندرك ان التاريخ ليس مقدسا بل هو ملحمة تروي مسيرة بشرية، فلا يجوز أن يتحول لمصدر تشريع و اعتقاد، إنما يستفاد منه لفهم حركة البشر عموما والاسلام والمسلمين خصوصا ،ومسيرتهم في التاريخ، والإنصاف في قراءتها بعيدا عن التهويل والتهوين. هذا يتطلب العناية بتدريس الأبناء تاريخهم الحق والصحيح .. و يتوجب علينا أن نحذر من الوقوع في فخاخ كتابات أعداء الإسلام من أصحاب الهوى من أهل الملل والنحل، والنصارى والمستشرقين الذين عمدوا إلى تفريغ التاريخ الإسلامي من محتواه وجعله روايات مختلة ومضللة. مع ادراك ان ما من كاتب يكتب ويحلل ويربط الا من خلال منظاره وخلفيته الثقافية والعقائدية ...
وختاما نسال الله تعالى ان يردنا الى ديننا ردا جميلا وان يكتب لنا العز والنصر والسؤدد وان يتقبل شهداء امتنا وان يشف جرحاهم ومرضاهم ويشبع جوعاهم ويفك اسر اسراهم اللهم امين امين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حديث الصباح اسعد الله صباحكم بالنصر والنصرة والعزة والتمكين
ضرورة دراسة التاريخ واهمية قصصه وادبيات حكاياته :-
قال الشاعر:
مَن لم يعِ التاريخَ في صدرِه -- لم يَدْرِ حُلوَ العَيشِ مِن مُرِّه
ومَن وَعَى التاريخَ في صَدْرِه -- أضافَ أعمارًا إلى عُمْرِه
وجاء القرآن الكريم بنظرة عالمية الى التاريخ ،تتمثل في توالي النبوات-وهي في أساسها انما هي رسالةواحدة بشر بها وحملها انبياء عديدون عبر مسيرة تاريخ البشر، وكان الرسول والنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين. وكان لهذه النظرة اثرها في الاللتفات الى تاريخ الأنبياء والرسل واممهم السابقة ، مما استدعى البحث والتحري عن قصص الانبياء واخبار الامم الغابرة .. ونلاحظ ان منهج القران في الحديث عن التاريخ منهج تذكيري لأخذ العبر واستخلاص الدروس والمواعظ وليس للتسلية وتضييع الوقت وهدره.. فهو يرسم لنا صور القدوة والاسوة .. ويبين لنا مواطن الاعتبار والادكار والاتعاظ !!
يقول الإمام الشافعي رحمه الله : "من قرأ التاريخ زاد عقله وقل خطأه". وقال الامام السخاوي رحمه الله: «مَن عرف التاريخ كمن عاش الدهر وجرب الأمور بأسرها»
فالتاريخ هو ذاكرة الأمم التى تعى به ماضيها وتأخذ منه العبرة والعظة، وتفسر حاضرها وتستشرف مستقبلها، ومن ليس له ماض ليس له حاضر، والذى لم يعرف ماضيه لن يفهم حاضره ولا يستشرف مستقبله.
والمثل الشعبي عندنا يقول:-" اعرف عدو ابوك وجدك لانه لن يودك".
فالتاريخ فيه العظة والاعتبار، وبه يقيس العاقل نفسه على مَن مضى مِن أمثاله من الخلق .. ويتعرف على طبائع الشعوب والامم ، وهذا امر مهم لان الطباع تورث .. وميراثها يكاد يشبه الميراث الجيني ،لان الطفل يتربى عليها وهو رضيع في حضن امه ..فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا لفظ البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول أبو هريرة -رضي الله عنه- فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم.
فقد دل هذا الحديث على أن الأصل في كل مولود أنه يولد مسلماً، وأن التهود أو التنصر أو التمجس أمر طارئ على أصل الفطرة، قال ابن حجر في فتح الباري: الكفر ليس من ذات المولود ومقتضى طبعه بل إنما حصل بسبب خارجي، فإن سلم من ذلك السبب استمر على الحق.
قبل الخوض في بحار التاريخ لا تدرس هذا العلم قبل تحصيل نصاب من العلم الشرعي لترسيخ الأصول العقدية والخلقية، ويجب ان يكون هناك مرجعية صحيحة تستند عليها أحكامك وتصوراتك وجميع خلاصاتك وهي القرآن والسنة. لان منظارنا للوجود ومقياسنا لاحداثه انما يكون من خلالهما .. والا وقعنا في عالم الظنون والاوهام التي لا تغني من العلم شيئا !!
ويجب ان نفرق بين روايات وكتابات التاريخ وعلم التاريخ الذي ينقد الروايات ويقيسها بمقاييس الواقع بالمقارنة و العقل والعقيدة ..
فنحن نتعلم من التاريخ التجربة البشرية ونستفيد منها ولكننا نحمل شريعة ربانية هي التي تحكمنا وتقضي بيننا. ويجب ان ندرك ان التاريخ ليس مقدسا بل هو ملحمة تروي مسيرة بشرية، فلا يجوز أن يتحول لمصدر تشريع و اعتقاد، إنما يستفاد منه لفهم حركة البشر عموما والاسلام والمسلمين خصوصا ،ومسيرتهم في التاريخ، والإنصاف في قراءتها بعيدا عن التهويل والتهوين. هذا يتطلب العناية بتدريس الأبناء تاريخهم الحق والصحيح .. و يتوجب علينا أن نحذر من الوقوع في فخاخ كتابات أعداء الإسلام من أصحاب الهوى من أهل الملل والنحل، والنصارى والمستشرقين الذين عمدوا إلى تفريغ التاريخ الإسلامي من محتواه وجعله روايات مختلة ومضللة. مع ادراك ان ما من كاتب يكتب ويحلل ويربط الا من خلال منظاره وخلفيته الثقافية والعقائدية ...
وختاما نسال الله تعالى ان يردنا الى ديننا ردا جميلا وان يكتب لنا العز والنصر والسؤدد وان يتقبل شهداء امتنا وان يشف جرحاهم ومرضاهم ويشبع جوعاهم ويفك اسر اسراهم اللهم امين امين .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..