عبثية المفاوضات على مدى الرؤى الفلسطينية
رانية عبد الرحيم المدهون
في تفاقُم للمتناقضات الفلسطينية الداخلية، وبرعاية من متناقضات إقليمية ودولية متصاعدة، اختلفت وجهات النظر، فيما يخص الوسيلة المناسبة المتَّسِقة مع المرحلة الحالية لاستكمال المسيرة الفلسطينية العثِرة، وخوض الطريق الفلسطيني المُبهَم.
فلقد أدرك من يتمسّك بالمقاومة - من كافة فصائل وأطياف الشعب الفلسطيني، - الوسيلة تتلخّص في التشبُّث بالمقاومة، والتمسُّك بالثوابت التاريخية الفلسطينية، في حضور ثوابت مختلفة، تتعاطى مع وجهة النظر الإسرائيلية، إلى جانب من يدعمها من وجهات النظر الغربية.
في حين وجد من يُفضِّل إقامة دولة فلسطينية – حتى لو على حدود 67، والذي يجد لنفسه أسباب مُقنِعة لذلك – أن الوسيلة المناسبة اليوم تكمن في الحلول الدبلوماسية، والوثب على أعتاب المؤسسات الدولية، على أمل شغل أي موقع لحياة شبه طبيعية؛ كما يُبصِر من ليس له أي رؤية سياسية في حل مناسب للقضية الفلسطينية، الوسيلة المناسبة اليوم، في قالب محاولة للتعايش اليومي المُلِحْ بين المحتل وأصحاب الأرض،كنظرة ضيِّقة لإمكانية حياة الفلسطيني بشكل أفضل.
أما عن خيار المفاوضات، أو ما أسموها بالمفاوضات، فلا داعِم لها ولا طالب. لقد أثبتت المفاوضات عبثيتها، وأودت بأي مُرتجى منها إلى أبعد أُفق.
ماذا يَنتظر من يؤيِّد خيار التفاوُض؟! في مدى مفعَم بالمؤامرات، والحسابات المتداخلة، التي لا يمكن أن نُدرك مداها، أو نفُك طلاسم مخطّطاتها.
أتساءل، هل، على مدى الأرض، توجد أمة، ترتضي بأن تُقتسم أراضيها، باتفاق يُبرم معها، وتُمنح هذه الأراضي لمحتل لا يستحقها؟ هل، على مدى التاريخ، يوجد مُحتل، مَنَحَ أصحاب الأرض المُستلّبة الأصليين دولة، دون مقاومة واستبسال وتضحيات من أهلها؟ هل، على مدى التفكير، يمكن أن يتنازل القوي، عن مُلك استلبه، دون نضال من أبناء ذلك المُلك الحقيقيين، أم أن الفطرة تقود الإنسان بشكل عام، وأكيد للجهاد، من أجل استرجاع ما اقتُطِع من أرضه، وإن لم يستطع فيموت سواها؟!
رانية عبد الرحيم المدهون
في تفاقُم للمتناقضات الفلسطينية الداخلية، وبرعاية من متناقضات إقليمية ودولية متصاعدة، اختلفت وجهات النظر، فيما يخص الوسيلة المناسبة المتَّسِقة مع المرحلة الحالية لاستكمال المسيرة الفلسطينية العثِرة، وخوض الطريق الفلسطيني المُبهَم.
فلقد أدرك من يتمسّك بالمقاومة - من كافة فصائل وأطياف الشعب الفلسطيني، - الوسيلة تتلخّص في التشبُّث بالمقاومة، والتمسُّك بالثوابت التاريخية الفلسطينية، في حضور ثوابت مختلفة، تتعاطى مع وجهة النظر الإسرائيلية، إلى جانب من يدعمها من وجهات النظر الغربية.
في حين وجد من يُفضِّل إقامة دولة فلسطينية – حتى لو على حدود 67، والذي يجد لنفسه أسباب مُقنِعة لذلك – أن الوسيلة المناسبة اليوم تكمن في الحلول الدبلوماسية، والوثب على أعتاب المؤسسات الدولية، على أمل شغل أي موقع لحياة شبه طبيعية؛ كما يُبصِر من ليس له أي رؤية سياسية في حل مناسب للقضية الفلسطينية، الوسيلة المناسبة اليوم، في قالب محاولة للتعايش اليومي المُلِحْ بين المحتل وأصحاب الأرض،كنظرة ضيِّقة لإمكانية حياة الفلسطيني بشكل أفضل.
أما عن خيار المفاوضات، أو ما أسموها بالمفاوضات، فلا داعِم لها ولا طالب. لقد أثبتت المفاوضات عبثيتها، وأودت بأي مُرتجى منها إلى أبعد أُفق.
ماذا يَنتظر من يؤيِّد خيار التفاوُض؟! في مدى مفعَم بالمؤامرات، والحسابات المتداخلة، التي لا يمكن أن نُدرك مداها، أو نفُك طلاسم مخطّطاتها.
أتساءل، هل، على مدى الأرض، توجد أمة، ترتضي بأن تُقتسم أراضيها، باتفاق يُبرم معها، وتُمنح هذه الأراضي لمحتل لا يستحقها؟ هل، على مدى التاريخ، يوجد مُحتل، مَنَحَ أصحاب الأرض المُستلّبة الأصليين دولة، دون مقاومة واستبسال وتضحيات من أهلها؟ هل، على مدى التفكير، يمكن أن يتنازل القوي، عن مُلك استلبه، دون نضال من أبناء ذلك المُلك الحقيقيين، أم أن الفطرة تقود الإنسان بشكل عام، وأكيد للجهاد، من أجل استرجاع ما اقتُطِع من أرضه، وإن لم يستطع فيموت سواها؟!