كتبت / أ. فداء محمد عبد الجواد
ما أسعد الإنسان عندما يؤدي الأمانات إلي أهلها، وما أجمل قلب من يحمل أسمي المعاني للحق، ويا لعدالة الخالق عندما يُعيد الحق إلي مساره الطبيعي، ويا للطبيعة الحرة النقية الخالية من النفوس البشرية السيئة.. .
كلمات متناثرة.. عابرة في كل عقل.. عندما يستعد للإصلاح في الأرض.. فإن كان إسلامنا الحنيف يحثنا على نصرة الظُلم على الظالم، ورجوع الحق المسلوب إلي أهله، فهذه هي الأمانة الحقيقية.. .
قاتلة تلك العبارات في كثير من الوقائع التي نمر بها، وخانقة لمن لا يملك إلا الجشع والطمع، ومثيرة لمن لا يعلم ما في النفوس.. وغريبة على من لم يضع نفسه في مأزق كهذا من قبل .. .
إن كانت الأمانة لازمة على الإنسان إرجاعها، فكيف لو تحدثنا عن الإرث القاتل للأشقاء في ظل الحياة القائمة؟؟ وكيف لو كانت نفوسهم أضعف من إيمانهم؟؟ وكيف لو كانوا كأنهم ليسوا أخوة من أب وأم؟؟
تساؤلات كثيرة دائماً وأبداً نتساءل عنها في العقول، سواء كانت لنا علاقة فيها أو لم تكن.. .
والآن أنتم فعلاً تتساءلون عن ماذا أتحدث.. ولكن بصريح العبارة أتحدث عن واقعة قاتلة تدور فقط في البيوت التي لا نعلم خباياها، ولا نعلم أنه لهذه الدرجة وصلت في البعض الدناءة.. .
ففي يوم قد مر وأنا جالسة مع مجموعة من الصديقات، فكنا نتحدث عن قضية الميراث ومشاكله ومدي خطورته، فتفاجئنا بإحداهن تقول قصتها مع إخوتها عن الميراث وماذا جري من وراءه ومدي الطمع القاتل في أعين إخوتها، وبالحرف الواحد أنقله لكم كما قالت: "والله العظيم أبي والحمد لله وضعه المادي جيد، وقد قام بتعمير شقق سكنية لإخوتي، وكلاً منهم أخذ حصته وحقه قبل أن يتوفي والدي، وبعد أن توفي وعدت مدة وجاءت الحرب تضررنا كثيراً، وعندما تم تسجيل المنزل في مساعدات الوكالة (وكالة الغوث الدولية للاجئين)، سُجلت هدم جزئي وهي المفروض هدم كلي ولكن أخوتي منعوا ذلك، كي لا يُبني المنزل بالشكل الكامل، ويضايقوني أنا وأخواتي من أجل الحصول على حصتهم فيه، أليس هذا حرام؟؟ قام والدي بإعطائهم حقهم ويهاجموننا نحن البنات على قطعة صغيرة تؤوينا ولا نعلم ما هي الظروف القادمة؟؟".. .
كانت هذه القصة بمختصر الكلام، لكن الواقع يختلف فهي ليست الوحيدة، ونسمع من هنا وهناك قصص عديدة مشابهة، أو غير مشابهة.. لكنها خناقات على نفس الديباجة.. .
فالميراث هو ما يستحقه الوارث من مال أو حق في تركة موّرثة بعد أداء الحقوق المتعلقة بالتركة.. .
والميراث يجب أن يوزع على منْ يستحقه مِن أقرباء الميت دون غش وخداع، وتوزع كما نص عليه القرآن والسنة والإجماع من إرث فرض ويشمل النصف – الربع – الثمن – الثلثان – الثلث – السدس. وأصحاب الفروض اثنا عشر: أربعة من الذكور هم)الزوج-الأب-الجد الصحيح وإن علا-الأخ لأم) وثمانية من الإناث وهنالزوجة-بنت الابن-الأم-الجدة الصحيحة إن علت-الأخت لأم-الأخت الشقيقة والأخت لأب).. .
وهناك ارث التعصيب ويأتي من الدرجة الثانية بعد الفرض، والعصبة هم الذكور من ولد الميت وآباؤه وأولاده.. .
هذا ما يخص الميراث من ناحية علمية صحيحة وأكيدة، ولكن من يعمل بها.. فهي تختلف عن الواقع المرير، فكلاً يغني على ليلاه.. .
نحن نناشد أصحاب الضمائر الحية بتوعية الشباب عن مدي خطورة قضية الميراث، وأخذ الحرام منه، فمن ناحية شرعية عقاب سلب الحق بطريقة أو بآخري جسيم.. .
فالمجتمع غير المتشبع للحقائق الواقعة والجوانب المأثرة من وراء الميراث، والرغبات السلوكية التي يرغب البعض بالتورط فيها، تعمل على إغراقنا جميعاً في قعر المحيط، مما يسبب صدمات صاعقة اجتماعياً ونفسياً ليس من السهل التنبؤ بآثارها،، .
ومع هذا الانفتاح الإعلامي الكبير (حدث بلا حرج)، ومع نشر الكثير من القصص والأفلام الوثائقية عن الميراث، ومع وجود الكثير من المؤسسات الأهلية المناصرة لعدم تكتيف الأيدي عن العنف ضد المرأة في حقوقها،، .
للأسف إلى اليوم مازلنا قي قعر المحيط ومازال الميراث الأكثر قضية لابتزاز النساء والإساءة لهن على الدوام من أجل المال، فهل سنتوقع يوماً ما أن نجد الإعلام له دوراً بتحطيم الخطوط الحمراء التي لا يُقترب منها؟؟ وهل سنصل في أحد الأيام إلي القضاء العادل أم سنبقي على الشُرفات نسمع "بفلان وعلان"؟؟ .
الصُحافية فداء عبد الجواد
ما أسعد الإنسان عندما يؤدي الأمانات إلي أهلها، وما أجمل قلب من يحمل أسمي المعاني للحق، ويا لعدالة الخالق عندما يُعيد الحق إلي مساره الطبيعي، ويا للطبيعة الحرة النقية الخالية من النفوس البشرية السيئة.. .
كلمات متناثرة.. عابرة في كل عقل.. عندما يستعد للإصلاح في الأرض.. فإن كان إسلامنا الحنيف يحثنا على نصرة الظُلم على الظالم، ورجوع الحق المسلوب إلي أهله، فهذه هي الأمانة الحقيقية.. .
قاتلة تلك العبارات في كثير من الوقائع التي نمر بها، وخانقة لمن لا يملك إلا الجشع والطمع، ومثيرة لمن لا يعلم ما في النفوس.. وغريبة على من لم يضع نفسه في مأزق كهذا من قبل .. .
إن كانت الأمانة لازمة على الإنسان إرجاعها، فكيف لو تحدثنا عن الإرث القاتل للأشقاء في ظل الحياة القائمة؟؟ وكيف لو كانت نفوسهم أضعف من إيمانهم؟؟ وكيف لو كانوا كأنهم ليسوا أخوة من أب وأم؟؟
تساؤلات كثيرة دائماً وأبداً نتساءل عنها في العقول، سواء كانت لنا علاقة فيها أو لم تكن.. .
والآن أنتم فعلاً تتساءلون عن ماذا أتحدث.. ولكن بصريح العبارة أتحدث عن واقعة قاتلة تدور فقط في البيوت التي لا نعلم خباياها، ولا نعلم أنه لهذه الدرجة وصلت في البعض الدناءة.. .
ففي يوم قد مر وأنا جالسة مع مجموعة من الصديقات، فكنا نتحدث عن قضية الميراث ومشاكله ومدي خطورته، فتفاجئنا بإحداهن تقول قصتها مع إخوتها عن الميراث وماذا جري من وراءه ومدي الطمع القاتل في أعين إخوتها، وبالحرف الواحد أنقله لكم كما قالت: "والله العظيم أبي والحمد لله وضعه المادي جيد، وقد قام بتعمير شقق سكنية لإخوتي، وكلاً منهم أخذ حصته وحقه قبل أن يتوفي والدي، وبعد أن توفي وعدت مدة وجاءت الحرب تضررنا كثيراً، وعندما تم تسجيل المنزل في مساعدات الوكالة (وكالة الغوث الدولية للاجئين)، سُجلت هدم جزئي وهي المفروض هدم كلي ولكن أخوتي منعوا ذلك، كي لا يُبني المنزل بالشكل الكامل، ويضايقوني أنا وأخواتي من أجل الحصول على حصتهم فيه، أليس هذا حرام؟؟ قام والدي بإعطائهم حقهم ويهاجموننا نحن البنات على قطعة صغيرة تؤوينا ولا نعلم ما هي الظروف القادمة؟؟".. .
كانت هذه القصة بمختصر الكلام، لكن الواقع يختلف فهي ليست الوحيدة، ونسمع من هنا وهناك قصص عديدة مشابهة، أو غير مشابهة.. لكنها خناقات على نفس الديباجة.. .
فالميراث هو ما يستحقه الوارث من مال أو حق في تركة موّرثة بعد أداء الحقوق المتعلقة بالتركة.. .
والميراث يجب أن يوزع على منْ يستحقه مِن أقرباء الميت دون غش وخداع، وتوزع كما نص عليه القرآن والسنة والإجماع من إرث فرض ويشمل النصف – الربع – الثمن – الثلثان – الثلث – السدس. وأصحاب الفروض اثنا عشر: أربعة من الذكور هم)الزوج-الأب-الجد الصحيح وإن علا-الأخ لأم) وثمانية من الإناث وهنالزوجة-بنت الابن-الأم-الجدة الصحيحة إن علت-الأخت لأم-الأخت الشقيقة والأخت لأب).. .
وهناك ارث التعصيب ويأتي من الدرجة الثانية بعد الفرض، والعصبة هم الذكور من ولد الميت وآباؤه وأولاده.. .
هذا ما يخص الميراث من ناحية علمية صحيحة وأكيدة، ولكن من يعمل بها.. فهي تختلف عن الواقع المرير، فكلاً يغني على ليلاه.. .
نحن نناشد أصحاب الضمائر الحية بتوعية الشباب عن مدي خطورة قضية الميراث، وأخذ الحرام منه، فمن ناحية شرعية عقاب سلب الحق بطريقة أو بآخري جسيم.. .
فالمجتمع غير المتشبع للحقائق الواقعة والجوانب المأثرة من وراء الميراث، والرغبات السلوكية التي يرغب البعض بالتورط فيها، تعمل على إغراقنا جميعاً في قعر المحيط، مما يسبب صدمات صاعقة اجتماعياً ونفسياً ليس من السهل التنبؤ بآثارها،، .
ومع هذا الانفتاح الإعلامي الكبير (حدث بلا حرج)، ومع نشر الكثير من القصص والأفلام الوثائقية عن الميراث، ومع وجود الكثير من المؤسسات الأهلية المناصرة لعدم تكتيف الأيدي عن العنف ضد المرأة في حقوقها،، .
للأسف إلى اليوم مازلنا قي قعر المحيط ومازال الميراث الأكثر قضية لابتزاز النساء والإساءة لهن على الدوام من أجل المال، فهل سنتوقع يوماً ما أن نجد الإعلام له دوراً بتحطيم الخطوط الحمراء التي لا يُقترب منها؟؟ وهل سنصل في أحد الأيام إلي القضاء العادل أم سنبقي على الشُرفات نسمع "بفلان وعلان"؟؟ .
الصُحافية فداء عبد الجواد