---- ميراث الانبياء:-
جاء في القران الكريم ذكر سؤال نبي الله زكريا -عليه السلام- من قوله: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [(5 - 6) سورة مريم].
وقال تعالى: تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [(16) سورة النمل]
ما المراد بالإرث هنا؟
فالوراثة تحتمل هنا احد ثلاثة اوجه 1- المال والعقار 2- النبوة 3- العلم والحكمة
قال أهل التفسير: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ. أي في النبوة، إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته بذلك، ولما كان في الإخبار بذلك كبير فائدة. إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها. وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “إنَّا معشرَ الأنبياء لا نُورَثً ،ما تركناه صدقة” رواه البخاري ومسلم وقوله صلى الله عليه واله وسلم : “إنَّ العلماء ورثةُ الأنبياء” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابْن حبان وغيرهم . فيتعين ان ميراث الانبياء هو العلم والحكمة، وقد قَالَ صلى الله عليه واله وسلم: (( لا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي، فَهُوَ صَدَقَةٌ )) متفق عليه.
والحكمة في ذلك والله أعلم: أن الله تعالى بعثهم مبلغين رسالته، وأمرهم أن لا يأخذوا على ذلك أجرًا، كما قال: ﴿ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الأنعام:90 ، الشورى:23]. وقال نوح وهود وغيرهما نحو ذلك.
فكانت الحكمة في أن لا يُوْرَثوا، لئلا يَظن بعض الناس أن الأنبياء من جنس الملوك، الذين يريدون الدنيا وملكها، فحماهم الله من ذلك أتم الحماية.
ولئلا تتوهم بعض النفوس أنهم يريدون الدنيا لورثتهم من بعدهم.
ولحسم المادة في تمني الوارث، موت المورِّث من أجل المال .
ولتكون أموالهم صدقة بعدهم، تعظيمًا لأجورهم، كما أشار إليه في الحديث: (( مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ )).
اما وراثة النبوة فانها مستحيلة، لانها اصطفاء و هبة من الله يختار لها من يشاء بحكمته من عباده ، قال الله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [(32) سورة فاطر]، فقد يكون المصطفى للنبوة ابن نبي فاصطفاه الله تعالى لوراثة النبوة عن ابيه كداود الذي اورثه الله سليمان، وكيحيى الذي ورث زكريا ،وحصل الاصطفاء والتخصيص في ابناء ابراهيم واسحق و ولد واسماعيل عليهم جميعا سلام الله وصلاته ، وقد يكون لا علاقة له قريبة بالنبي السابق، ومعلوم ان ملوك بني اسرائيل كانوا انبياء ، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247].
وقد عد بعض العلماء المحققين النبوة مانع من الارث والتوريث ، كون النبي لا يرثُ ولا يُوَرِث.
وعلى اية حال فقد ختمت النبوة بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وليس لأحد بعده – وبخاصة ممن ينتسبون إلى بيته، أن يدعيها كميراث، وكان من حِكمة الله تعالى أنه لم يجعل لنبيِّه ولدًا يَعيش من بعده، حتى لا يَدَّعي وراثة النبوة، قال الله تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40 الاحزاب) ، وعلينا أن نهتم بميراثه الذي تركه لنا ،وهو العلم بالشريعة والعقيدة التي انبثقت منها، وعلينا مودة اهل قرابته صلى الله عليه وسلم اكراما له ولقرباهم من رسولنا لقوله تعالى:-(ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23 الشورى) اللهم ارزقنا من ميراث نبيك المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وارزقنا مودته ومحبته وقرابته يا اكرم الاكرمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في القران الكريم ذكر سؤال نبي الله زكريا -عليه السلام- من قوله: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [(5 - 6) سورة مريم].
وقال تعالى: تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ} [(16) سورة النمل]
ما المراد بالإرث هنا؟
فالوراثة تحتمل هنا احد ثلاثة اوجه 1- المال والعقار 2- النبوة 3- العلم والحكمة
قال أهل التفسير: وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ. أي في النبوة، إذ لو كان في المال لما خصه من بين إخوته بذلك، ولما كان في الإخبار بذلك كبير فائدة. إذ من المعلوم المستقر في جميع الشرائع والملل أن الولد يرث أباه، فلولا أنها وراثة خاصة لما أخبر بها. وكل هذا يقرره ويثبته ما صح في الحديث قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “إنَّا معشرَ الأنبياء لا نُورَثً ،ما تركناه صدقة” رواه البخاري ومسلم وقوله صلى الله عليه واله وسلم : “إنَّ العلماء ورثةُ الأنبياء” رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة وابْن حبان وغيرهم . فيتعين ان ميراث الانبياء هو العلم والحكمة، وقد قَالَ صلى الله عليه واله وسلم: (( لا يَقْتَسِمُ وَرَثَتِي دِينَارًا، مَا تَرَكْتُ بَعْدَ نَفَقَةِ نِسَائِي، وَمَئُونَةِ عَامِلِي، فَهُوَ صَدَقَةٌ )) متفق عليه.
والحكمة في ذلك والله أعلم: أن الله تعالى بعثهم مبلغين رسالته، وأمرهم أن لا يأخذوا على ذلك أجرًا، كما قال: ﴿ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ [الأنعام:90 ، الشورى:23]. وقال نوح وهود وغيرهما نحو ذلك.
فكانت الحكمة في أن لا يُوْرَثوا، لئلا يَظن بعض الناس أن الأنبياء من جنس الملوك، الذين يريدون الدنيا وملكها، فحماهم الله من ذلك أتم الحماية.
ولئلا تتوهم بعض النفوس أنهم يريدون الدنيا لورثتهم من بعدهم.
ولحسم المادة في تمني الوارث، موت المورِّث من أجل المال .
ولتكون أموالهم صدقة بعدهم، تعظيمًا لأجورهم، كما أشار إليه في الحديث: (( مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ )).
اما وراثة النبوة فانها مستحيلة، لانها اصطفاء و هبة من الله يختار لها من يشاء بحكمته من عباده ، قال الله تعالى {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} [(32) سورة فاطر]، فقد يكون المصطفى للنبوة ابن نبي فاصطفاه الله تعالى لوراثة النبوة عن ابيه كداود الذي اورثه الله سليمان، وكيحيى الذي ورث زكريا ،وحصل الاصطفاء والتخصيص في ابناء ابراهيم واسحق و ولد واسماعيل عليهم جميعا سلام الله وصلاته ، وقد يكون لا علاقة له قريبة بالنبي السابق، ومعلوم ان ملوك بني اسرائيل كانوا انبياء ، قال تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:247].
وقد عد بعض العلماء المحققين النبوة مانع من الارث والتوريث ، كون النبي لا يرثُ ولا يُوَرِث.
وعلى اية حال فقد ختمت النبوة بسيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وليس لأحد بعده – وبخاصة ممن ينتسبون إلى بيته، أن يدعيها كميراث، وكان من حِكمة الله تعالى أنه لم يجعل لنبيِّه ولدًا يَعيش من بعده، حتى لا يَدَّعي وراثة النبوة، قال الله تعالى : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40 الاحزاب) ، وعلينا أن نهتم بميراثه الذي تركه لنا ،وهو العلم بالشريعة والعقيدة التي انبثقت منها، وعلينا مودة اهل قرابته صلى الله عليه وسلم اكراما له ولقرباهم من رسولنا لقوله تعالى:-(ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ (23 الشورى) اللهم ارزقنا من ميراث نبيك المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وارزقنا مودته ومحبته وقرابته يا اكرم الاكرمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.