ان النبي صلى الله عليه وسلم امر معاذ بن جبل رضى الله عنه؛ حين ارسله الى اليمن فقال له : ( إنك تأتي قوماً أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وتدفع إلى فقرائهم، وإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) فقالوا : هذا دليل واضح وصريح في الدلالة على جواز التدرّج، من حيث إن النبيّ صلى الله عليه وسلم قد بيّن لمعاذ أن لا ينتقل إلى الركن أو الفريضة التالية إلا بعد تقرير الفريضة السابقة للأولى،
الرد على الشبهة :
ان ليس في الحديث مايفهم ان النبي صلى الله عليه وسلم ؛امر معاذ بن جبل رضى الله عنه بالتدرج في تطبيق الاسلام ؛ بل كل مافيه يتعلق بفقه دعوة الكافر الى الاسلام ؛ وبيان مايبدأ به لدعوتهم الى الاسلام فبتدأ باصل واساس لاينفع عمل بدونهما وهى (شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ) ثم بيان مايترتب على هذه الشهادة من اعمال من صلاة وزكاة .
قال ابن رجب الحنبلى : ( فقد كان رسول الله من سأله عن الإسلام يذكر له مع الشهادتين بقية أركان الإسلام كما قال جبريل عليه الصلاة والسلام لما سأله عن الإسلام وكما قال للأعرابي الذي جاءه ثائر الرأس يسأله عن الإسلام ) فموضوع الحديث متعلق بدعوة الكافر الى الاسلام (اي تعريف الكافر بالاسلام ) وتعليم احكامه وشرائعه وليس في تطبيق الاسلام تدريجيا .
ومما يثبت ذلك ان معاذ بن جبل رضى الله عنه لم يكن واليا على اليمن حتى يناط به عمل تطبيق الاسلام فيقال انه تدرج في التطبيق .
فقد جاء في الكامل في التاريخ لابن الاثير مانصه : (لقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم لباذان حين اسلم وأسلم معه اهل اليمن ؛عمل اليمن جميعه فلما مات باذان فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراء في اليمن ؛ فاستعمل عمر بن حزم على نجران وخالد بن سعيد بن العاص على مابين نجران وزبيد وعامر بن شهر على همدان وعلى صنعاء شهر ابن باذان وعلى عك والاشعريين الطاهر بن ابي هالة وعلى مآرب ابا موسى وعلى الجند يعلى بن امية وكان معاذ بن جبل معلما ينتقل بين عماله ).
وجاء في الاستيعاب لابن عبد البر ؛قال ابن اسحق : (لقد ارسل رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل الى اليمن قاضيا الى الجند من اليمن يعلم الناس القرآن وشرائع الاسلام ويقضى بينهم وجعل اليه قبض الصدقات من العمال الذين باليمن ). وقال ابن حجر وهذا ماجزم به ابن عبد البر (اي انه قاضى ومعلما وليس والى ) .
-----------------------
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
المشكلة في دعاة التدرج
أولا هناك خلط كبير بين تنجيم القرآن (نزوله مفرقا) وبين التدرج في تطبيق الأحكام ..
ثانيا : أنهم يقيسون أعمالا محرمة على أمور رخص الشرع بها أو هي مباحة أصلا.
فمثلا :
في مناقشة أحد الإخوة قال : إن محو البسملة وصفة (رسول الله) من وثيقة الصلح مع سهيل بن عمرو هو تنازل من رسول الله
على اعتبار أن الأمر تنازل في سبيل الحصول على ما هو أهم أو أفضل ويستدلون فيه على التنازل المؤقت عن تطبيق شرع الله أو الأخذ ببعضه لغرض تطبيق شرع الله بالتدريج
وكذلك قبل أيام استدل أحدهم بتلفظ سيدنا عمار بن ياسر بالكفر مكرها
قال صلى الله عليه وسلم (إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) [المائدة]
فأين الدليل على الرخصة في الحكم بغير ما انزل الله او ببعضه
يذكر أصحاب السيرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أتى بني عامر بن صعصعة، فدعا إلى الله، وعرض عليهم نفسه، قال له رجل منهم يقال له بَيْحَرة بن فِراس: «والله لو أني أخذت هذا الفتى لأكلت به العرب، ثم قال له: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟ قال: «الأمر لله يضعه حيث يشاء» قال: فقال له: أَفَنُهدفُ نحورنا للعرب دونك، فإذا أظهرك الله كان الأمير لغيرنا؟ لا حاجة لنا بأمرك فأبوا عليه.
بعد سرد هذه الحادثة نقول لدعاة التدرج :
إخوة الإيمان والإسلام والاتباع
أين دعوتكم من دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟
تريدون الوصول إلى الحكم بكتاب الله بواسطة الحكم بغير ما أنزل تعالى ؟؟
هل نحن أكرم من رسول الله وصحبه ؟؟
وهل حياتنا أغلى من حياتهم حتى نحرص عليها ونعمّل عقلنا القاصر في تنظيم حياتنا بنظام بديل عن نظام رب العالمين لنصل بالبديل إلى نظام الله ؟؟
أيمكن أن يصير أحدنا كافرا أو ظالما أو فاسقا ليحقق فيما بعد الإيمان والإسلام الحق لله
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْظالمون
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفاسقون
ما لكم كيف تحكمون
تذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رفض أخذ النصرة من بني عامر وهو في غنى عن نصرة اهل القوة والمنعة
بل كان حال أتباعه أشد حال ، فقد حوصروا وقوطعوا وعذبوا وأوذوا
بل كان وضعهم أخطر من وضعنا لو قارنّا
وذلك لأنهم أقلّة عددا وعدّة ، ولو هلكوا فلن يعبد الله في أرضه بعدهم أحد
ونحن اليوم (ما شاء الله) كثر ولكن غثاء كغثاء السيل (إلا ما رحم ربي)
أسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين لخلع ثوب المهانة وارتداء ثوب العزة الطاهر ثوب الاسلام
ربنا تب علينا واصلح شأننا يا رب
---------------------
Apr 29 2012, 03:02 AM
أحببت أن أتوقف مع حديث معاذ قليلا
عن ابن عباس عن معاذ بن جبل قال أبو بكر ربما قال وكيع عن ابن عباس أن معاذا قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .
وفي رواية:
عن أبي معبد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم
رواية: {إلى شهادة أن لا إله إلا الله } وفي رواية {إلى أن يوحدوا الله } وفي رواية {إلى أن يعبدوا الله }
وقد ذكر الله في القرآن؛ والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الأحاديث هذه الأحكام مرتبة، يقول الله تبارك وتعالى: فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] وفي الآية الأخرى يقول فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التوبة:5] وفي حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة } وهذا الحديث يقول فيه: {فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة }
الآيات ترتب: التوبة عن الكفر ابتداء، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة كناية عن الخضوع لأحكام الاسلام، وفيها واو العطف، فيتحقق فيهم وصف: فإخوانكم في الدين، ووصف: فخلوا سبيلهم، بتحقق: الايمان والعمل أي الخضوع للأحكام، فأحيانا يذكر القرآن أحكاما معينة للدلالة على قضايا مرادة، فحين يقول مثلا: ومن الناس من يقول امنا بالله وباليوم الاخر وما هم بمؤمنين
ذكر اليوم الآخر كناية عن إيمانهم بالحساب على أعمالهم وعقائدهم في الدنيا، فهو شامل لهذا المعنى فاكتفى به.
الحديث ايضا فيه: ترتيب: طلب الإيمان ابتداء وهم أهل كتاب كما نص في أول الحديث
ثم: فإن أطاعوك، ف
وللفاء معان:
فالمعاني الأساسية منها: أن تكون عاطفة وتفيد الترتيب المعنوي والذكري والتعقيب والسببية، ويمثلون للترتيب بقول الله تعالى: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا {البقرة:36}، وللتعقيب بقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً {الحج:63}، وللسببية بقوله تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ {القصص:15}.
فهنا هي تفيد الترتيب والتعقيب: يعني شهدوا
تقوم فورا بإعلامهم بالصلاة ليلتزموها، فإن قبلوها فأعلمهم فورا بالزكاة ليلتزموها
طيب ما هي الاحتمالات؟
أن يعلمهم بالشهادة فلا يشهدوا، عندها هم كفار ولا يقبل منهم الانتقال إلى الفروع قبل الأصل وهو التوحيد والاعتقاد والايمان
الاحتمال الثاني: أن يشهدوا ، لكن حين يعلمهم أن عليهم صلاة لا يقومون بها،
لاحظ قوله عليه سلام الله: فإن أطاعوك
يعني أطاعوا الأمر، خضعوا للأمر، سلموا لله بأنه يأمر بالصلاة فيفعلوها على أنها طاعة لأمره، ومن لم يخضع للأمر ولم يطعه فإنه لا يسلم
فهنا خلل في الاعتقاد، لأنه لم يتبعه تسليم واستسلام، ومعاقدة على الاتباع، وطاعة للأمر فيجب معالجة هذا الخلل
فالأمر أكبر من أن يكون مجرد أن لا يصلوا ، أي يتركوا الصلاة كسلا، بل الأمر فوق ذلك: طاعة وعدم طاعة
فلا يعقل حينها أن ننتقل لنقول لهم وهناك صوم وهناك زكاة وهناك .... لأن الخلل وقع في بداية الطريق، مما يعني أن معاني الاسلام والاستسلام والايمان لم تتحقق فلا بد من معالجتها
فإن قبلوا بالصلاة، فمعناها استسلموا فعند ذلك أعلمهم فورا بأن هناك زكاة وطبق النظام كاملا بدليل قوله بعدها:
فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .
يعني احكم بينهم بالحق والعدل ولا تتعد على أموالهم، واتق دعوة المظلوم إذ أن الحاكم قد يظلم فلا تظلم أحدا
يعني طبق النظام واعدل في تطبيقه
المهم الذي يجب أن نتنبه له هو ما يلي:
بعد أن يعلمهم الشهادتين، ويقبلوا منه، يعلمهم أن هناك أحكاما عملية متمثلة بالصلاة، فإن قبلوا وخضعوا
فأعلمهم أن عليهم زكاة، ولا يسترسل الحديث بعدها بأن علمهم الصوم والحج وغيرها
بل بعد خضوعهم للصلاة: زكاة وحكم عدل، انتهى ، يعني تطبيق الاسلام كاملا عليهم بشكل يضمن إقامة العدل
وإن لم يقبلوا بالصلاة أو الزكاة: فلا يتحقق فيهم أنهم إخوانكم في الدين،
لاحظوا أيضا: أن النص يقول:
فإن هم أطاعوك لذلك
والطاعة تتضمن الخضوع للأمر: تعلم بأن الله أمرك بالزكاة فتطيع
فإن لم تطعه فلست بمسلم ولو شهدت بلسانك
فذكر الطاعة مهم جدا هنا، فإن حصلت الطاعة بالفروض وحصلت الطاعة بالشهادة، فقد تحقق الخضوع للاسلام ولم يعد القوم أهل كتاب
أما إن لم تحصل الطاعة فلا خير في إسلامهم
فأين التدرج؟؟؟؟
بل فوق ذلك أقول
الا ترون أن الحديث حجة على القائلين بالتدرج
فإن من لا يضع أحكام الاسلام موضع التطبيق في مرحلة ما لا يتحقق فيه الطاعة، أمره الله بأن يزكي فرفض وقال بعد حين،
فإلى أن يأتي ذلك الحين لا يتحقق فيه معنى أنه يطيع، فنرجع معه إلى المربع السابق، فنقول له: إذا لم تقم الاقتصاد (وتمثله الزكاة في الحديث) على أساس الاسلام، فهل أنت تطيع في الصلاة ابتداء؟
فإن قال نعم، قلنا له الصلاة والزكاة صنوان
وهما علامة على صدق شهادة أن لا اله الا الله، فإن لم تفعل أحدهما فلا تحقيق لتلك الشهادة
فيلزمه أن يطيع فيهما، فإن أطاع فيهما ألزمه الحديث بسائر أحكام الاسلام يطيع فيها والنص واضح
فالحديث إذن حجة على من يقول بالتدرج لا حجة له
والله تعالى أعلى وأعلم
---------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال اسئله لمن يقول بالتدرج قدر الله لك ودخل الاسلام شخص على يديك كم هي المدة التي سوف تعطيها له مثلا ليبقى يشرب الخمر او يمارس الزنى او يتعامل بالربا 000000 هل ستكون المدة شهر شهرين سنة لا احد يستطيع اعطاء مهلة كهذه ولو لدقيقة اذا اين التدرج