بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم احبائي في الله ورحمة الله وبركاته
مع الحلقة الثالثة من هذه السلسلة ارحب بكم في رحاب ايات كتاب الله نتفيأ ظلالها و
نتفهم مداركها ونتعرف الى طبيعة الخلق واسرارهم ومكنونات النفوس ممن خلقها وخبرها ولا ينبئك مثل خبير.
ومع حالة مرضية اخرى تصيب النفس الانسانية وهي ايضا من اخطر امراضها وافتك ادوائها على الانسان نفسه وعلى بني جنسه .انها حالة الظلم وكم هو بشع اذا تاصل في النفس وتجسد في الحياة واقعا ولنستمع معا لقول الله تعالى:-
(وآتاكم من كل ما سألتموه.وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها.ان الانسان لظلوم كفار)س
ابراهيم-اية 34-
وقال سبحانهان الله لايظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون)44 يونس
القرآن الكريم الموصوف في ثناياه بالذكر الحكيم اراد فيما اراد وقصد الى تقويم النفس البشرية وتزكيتها وتطهيرها من ملوثات الشذوذ والانحراف عن الفطرةوحملها على الرجوع الى تلك الفطرة الجميلة الطاهرة النقية والبراءة الخلقية والخلقية وينقيها من براثن الظلم والظلمات ويزيل اغشيتها عنها لتحقق المرور الآمن والسليم عبر ممر الحياة الدنيا ذاهبة الى ربها راضية مطمئنة مستبشرة.
وفي النصوص اعلاه يحكي لنا القران عن نفوس قتلها الانحراف والشذوذ حتى اصبحت هي بذاتها آفة من ألآفات المهددة للوجود والحياة حيث اظلمت تلك النفوس وغاصت في الظلم وظلماته فمسخت شر مسخ واصبحت عدوة للانسانية واهلها وحملة لواء اسعادها.
والظلم مجاوزة الحد والتجاوز على الحق وهضم الحقوق (ومن يتعد حدود الله فاؤلئك هم الظالمون...) وممارسته ظلم والراضي به ظالم ومناصر الظالم ظالم مثله
(ومن يتولهم منكم فاؤلئك هم الظالمون...) والمظلوم المستكين له والساكت عن الظالم ولم يغير عليه ظالم ومادح الظالم ظالم والمروج له والمزين لشين فعاله ظالم واظلم الظلمة الذين يظلمون الناس باسم الله وباسم دينه ويزينون الظلمة ويروجون لهم بايات الله وكتابه زورا وبهتانا على الله واياته واسمعوا يا دعاة واقلام السوء والضلال ومشايخ الطاغوت:-(فأولئك الذين خسروا انفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون)9الاعراف
(ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا وهو يدعى الى الاسلام)7 الصف
فالظلم واهله عليهم اعلان الحرب وليس مناصرتهم وتوجب انقاذ وتخليص البشرية وانسانيتها من قبضتهم وسوء منهجهم وشين فعالهم (انما السبيل على الذين يظلمون الناس...).
لقد حمل القران حملة كبيرة بين ثنايا نصوصه واياته على الظلم والظلمة ومناهجهم الظلامية واستنفر قوى الخير والهدى لاستئصال تلك الجريمة النكراء من مسرح الحياة البشرية وللاجهاز على تلك الحالة المرضية من اعماق النفوس حيث قرن الاسلام بين الظلم والكفر وجعلهما صنوان في عدة مواقع فتامل معي هداك الله (ان الانسان لظلوم كفار)وفي البقرةوالكافرون هم الظالمون...) ذلك ان الانسان عندما يظلم لايقف ظلمه عند حد بل يتجاوز حدود البشر فيمارس الظلم فيما بينه وبين ربهفينكر ويتنكر لفضله واحسانه .ويمارسه على الناس بتجاوز الحدود وانتهاك حرمات الله بالتعدي على كراماتهم واموالهم واعراضهم وممتلكاتهم وثرواتهم ويمارس البغي والعدوان دون ان يحسب لربه اي حساب فيوغل في ظلمه وبغيه حتى يظلم نفسه بما اوقع عليها من تبعات ثار وحساب وعقاب.
..........تلك ايات الله نتلوها عليك بالحق وما الله يريد ظلما للعالمين.........الاية 108 من
ال عمران
وانظر معي كيف نزه الله حتى اسمه ان يجاور كلمة ظلما فقدم الفاعل لفظ الجلالة على الفعل ليفصل الفعل بين الفاعل والمفعول به تنزيها للفظ الجلالة ان يجاور هذا اللفظ المشين لمن يوصف به
فاتقوا الله عباد الله وتوبوا اليه فانه حرم الظلم على نفسه وجعله بينكم حراما فلا تظالموا
ولا تركنوا الى وعود الظلمة فما هي الا الخديعة والذب والغروربل ان يعد الظالمون بعضهم بعضا الا غرورا...) فحتى المصدق بوعد الظالم له دخل بتصديقه هذا في زمرتهم
نسال الله لنا ولكم العصمة والعون على الخلاص من الظلم واهله والسلام عليكم احبتي في الله ورحمته وبركاته ولا تنسونا من صالح دعاء والى لفاء جديد استودعكم من لاتضيع ودائعه
محمد بن يوسف الزيادي