(1) نظرة فرآنية في واقع النفس الانسانية(1)
الحلقة الاولى
في اول كلمات خاطب بها القرآن الكريم البشرية ، بين لنبيه سلام الله عليه طبائع النفس البشرية ، وكيف انها تضل طريق الهداية ، وتذهب تائهة هائمة في طرق الغواية، وتخالف الفطرة السليمة، حين يركب صاحبها ويمتطي صهوة الغرور والكبرياء ،فيظل السبيل ويتيه في ظلمات الظلم حين يغرق في الطغيان سواءا كان جان او مجني عليه.
(اقرأ باسم ربك الذي خلق.....علم الانسان ما لم يعلم*كلا ان الانسان ليطغى* ان رآه استغنى*).
ان خداع الانسان لنفسه وايهام الشيطان للنفس المريضة الضعيفة، بان صاحبها قد استغنى بما عنده من قوى وامكانيات وقدرات ،عن ربه هو سبب خطيئة الطغيان العظمى التي تخرج الانسان من انسانيته ، وتحوله الى مفترس يفترس بني جنسه واخوته من البشر ، ففرعون علا في الارض وظن ان لن يقدر عليه احد ، وفال انا ربكم الاعلى . والنمرود بغى وطغى وفال انا احيي واميت ، وقارون قال عن ماله اوتيته على علم مني ، ونسي علم الانسان ما لم يعلم ، وكل ظن ان لن يقدر علبه احد.
ولكل زمان فراعنته وقوارينه ونماردته ، لان الطغيان ممكن في النفس ان تهيات له اسبابه ودواعيه ، ولم يجد اتباع ابراهيم وموسى وهارون ليبطلوا حجتهم ،ويدحضوا زعمهم ،ويبهتوا من كفر، ويبطلوا سحر سحرتهم ، ببيان الحقيقة امام تخييل السحر الكاذب ، الذي يعمي اعين الناس عن الحق والحقيقة.بالترهيب من المخالفة والاسترهاب من الاخذ ظلما ، وقطع الاعناق وقطيعة الارزاق.
ان الفرعونية كظاهرة بشرية طاغية متالهة لم تنته بل في كل زمان نرى من يعاني من عقدة التاله ، ولا يرى الرشاد الا فيما يراه هو للناس، ولا كذلك القارونية الراسمالية الجشعة الشحيحة البخيلة الحاسدة البغيضة، وكذلك لم تنته ظاهرة النمردة والتمرد على الحق ، والتاله والظن بانه يحيي ويميت وبيده مقاليد تصريف امور الحياة والممات...وهكذا يستمر الصراع في النفس كما هو في المجتمع والامة بين قوى الخير وقوى الشر-- ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها --
ولنا لقاء في حلقة اخرى بعون الله تعالى وعلى مائدة الذكر الحكيم ولكم كل التحية ايها الاحبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2016-07-27, 8:33 pm عدل 2 مرات