كذابون او مجانين.. بالادلة الشرعية والعقلية
.........
اما شرعا فلان الله حرم عدم تطبيق اي جزء من الاسلام، في الكثير من الايات القطعية الدلالة والثبوت والتي لا تخفى على اي عاقل يفهم اقل القليل من اللغة العربية، ومن هذه الادلة :"
قال تعالى: وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ.
فهذا أمر جازم من الله لرسوله، وللحكام المسلمين من بعده بوجوب الحكم بجميع ما أنزل الله من الأحكام، أمراً كانت أم نهياً، لأن لفظ "ما" الوارد في الآية هو من صِيَغ العموم، فتشمل جميع الأحكام المنـزلة.
وقد نهى الله رسـوله، والحكام المسـلمين من بعده عن اتباع أهواء الناس، والانصياع لرغباتهم، حيث قال: وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ
كمـا حـذر الله رسـوله والحكام المسـلمـين من بعده أن يفتنه الناس، وأن يصرفوه عن تطبيق بعض ما أنزل الله إليه من الأحكام، بل يجب عليه أن يطبق جميع الأحكام التي أنزلها الله عليه، أوامر كانت أم نواهي، دون أن يلتفت إلى ما يريده الناس. حيث قال: عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ وقال تعالى: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ، وفي آية ثانية قال تعالى: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ، وفي آية ثالثة قال تعالى: وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، فجـعل الله في هذه الآيات الثلاث مَن لم يحكم بجميع ما أنزل الله من أحكام، أوامر كانت أو نواهي كافـراً، وظـالماً، وفاسـقـاً. لأن "ما" الواردة في الآيات الثلاث من صـيغ العموم، فتشمل جميع الأحكام الشرعية التي أنزلها الله، أوامر كانت أو نواهي.
اما الدليل على استحالة تطبيق جزء من الاسلام دون جزء اخر، فهو ناتج عن الترابط بين جميع اجزاء الاسلام وانظمته ، فلا يمكن ان يطبق جزء دون اخر لان من شان هذا ان لا يؤدي الى الغرض او الغاية المقصودة من تطبيق الاسلام بل يؤدي الى النقيض، فمثلا تطبيق حدالسرقة دون تطبيق نظام الاقتصاد الذي يضمن الحاجات الاساسية لكل مسلم هو ظلم للمسلم الذي سرق،وكذلك الحال في موضوع جلد او رجم الزاني....فالاصل ان تهيا الاجواء لعدم اثارة الغرائز وان يساعد الشباب من قبل الدولة على الزواج ..وان يكون نظام التعليم من المساعدين على ردع الشباب عن ارتكاب الفواحش ..فان لم يكن هذا كله مطبقا فان هذا يؤدي الى الظلم والله عز وجل لا يحب الظلم ولا الظالمين ...ولهذا نقرر استحالة فكرة التدرج عقلا ...لانها مناقضة للشرع والعقل ولا يقول بها الاكذاب منافق او مجنون بلا عقل !!ا