كلمات عن حرمة دماء واموال واعراض أهل الذمّة والمعاهدين في الاسلام
………
جاءتني الرسالة التالية على الخاص من اخ كريم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله بك اخ ابو المنزر، و جزاك الله خير الجزاء. لي عندك طلب ارجو الا تردني بارك الله بك، وهو امر مهم ويتعلق في ما يجري في بعض بلاد المسلمين و خاصة العراق و سوريا،وهو ان هناك افراد من شباب المسلمين يجيزون قتل اهل الكتاب من النصارى ويستبيحوا دمائهم واموالهم.
ارجو منك اخي ان تعطي هذا الموضوع بعضً من وقتك في تبيان الحكم الشرعي مع ادلته . فهو من الامور العملية بنسبة لنا . وشكرا لك و السلام عليكم
………..
واقول ان من البدهيات في الاسلام وجوب الوفاء بالعهود التى أخذها المؤمنون على أنفسهم أو على غيرهم وعدم الإخلال بها، قال تعالى: {وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} سورة النحل:91، وقال سبحانه: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} سورة الإسراء:34…. ومن هذه العهود واحقها بالوفاء هي العهود مع اهل الذمة لانه عهود من الله ورسوله اليهم .
كما ان من المعلوم ان الاسلام اكدّ بشكل كبير على ضرورة الاحسان في التعامل مع اهل الذمة في بلاد الاسلام،حتى كادت حقوق الذمي تداني حقوق المسلم …: " ظل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه ..
ووليس في الحديث تخصيص للجيران بالمسلمين .
ثم ان الاسلام لم يعتبر ان مجرد اختلاف الدين سبب للعداوة بين المسلمين وغيرهم بل جعل السبب او العلة في العداوة للاسلام ..ولهذا فذمي مسالم احق بحسن معاملتنا من مسلم منافق ظهر تامره وكيده غلى امة الاسلام …ولا اوضح دىلة هذا هذا من قوله تعالى :" ويقول تعالى" لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"8" إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ "9".......اي ان العلة ليست في الكفر بل في العداوة .
وجاء البخاري:"ان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا".
ومن هنا فيحرم قتل الذمى بغير حق ولقد كان صلى الله عليه وسلم يوصى كثيرًا بأهل الذمة والمستأمنين وسائر المعاهدين، ويدعو إلى مراعاة حقوقهم وإنصافهم والإحسان إليهم وينهى عن إيذائهم..
روى أبوداود فى السنن عن صفوان بن سليم عن عدة من أبناء أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، عن آبائهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال «ألا من ظلم معاهداً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفسٍ فأنا حجيجه (أى أنا الذى أخاصمه وأحاجه) يوم القيامة.
وأخرج البخارى من طريق عمرو بن ميمون أن عمر رضى الله عنه قال - فى وصيته للخليفة الذى بعده - وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله أن يوفى لهم بعهدهم، وأن يقاتل من وراءهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم".
ويقول القرافى: (إن عَقْد الذمة يوجب حقوقاً علينا لهم؛ لأنهم فى جوارنا وفى خفارتنا، وذمّةِ الله تعالى، وذمّةِ رسوله)، ودِينِ الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غِيبة فى عِرْض أحدهم، أو نوع من أنواع الأذيّة، أو أعان على ذلك، فقد ضيّعَ ذمّة الله تعالى وذمّة رسوله (وذمة دين الإسلام)
وحذّر النبىّ صلى الله عليه وسلم من دُعاء المظلوم ولو كان كافراً، عن أبى عبد الله الأسدى قال سمعت أنس بن مالك رضى الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المظلوم وإن كان كافرا ليس دونها حجاب، فى المسند.
اكتفي بهذا لاقول : انه لافرق بين ايذاء الذمي المسالم وبين ايذاء المسلم فليتق الله من يجهلون هذا المسائل ..وليوجهوا سلاحهم تجاه اعداء امة الاسلام اي كان اسمهم وليتجنبوا من لم يؤذ امة الاسلام ايا كان دينه..فهذا هو حكم الاسلام بالادلة المستفيضة .