صداف .. مذبحة مايو في الجزائر
في آراء 1 سبتمبر,2015 نسخة للطباعة
وليد الزبيدي
قصة هذه المذبحة تحتاج إلى وقفة حقيقية، القضية التي نتحدث عنها تعود إلى حقبة منتصف أربعينات القرن الماضي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما انتصر الحلفاء على المحور وانهزمت ألمانيا، وانتصرت فرنسا التي دخلت حيز المقاومة منذ العام 1940 وقاد المقاومة الجنرال تشارل ديجول، وهنا حصلت مفارقة تاريخية، فقد كان أحمد بن بيلا يعمل ضابطا في الجيش الفرنسي الذي يحتل الجزائر التي وقعت تحت احتلال فرنسا لفترة طويلة منذ العام 1830 وتواصل الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبعد الزحف الألماني صوب فرنسا سقطت الأخيرة بقبضة الاحتلال الألماني، وهرب ديجول إلى لندن ليقود المقاومة الفرنسية من هناك بدعم أميركي وبريطاني مطلق ضد الزحف الهتلري.
فيلم عملية مايو يتناول موقف الحكومة الفرنسية التي خرجت توا من الاحتلال الألماني ضد بلد محتل هو الجزائر، فقد كان الجزائريون ومن بينهم أحمد بن بيلا الضابط في الجيش الفرنسي أن تبادر فرنسا “المقاومة بزعامة ديجول” لمنح الاستقلال للجزائر، بعد أن عاش الفرنسيون تجربة الاحتلال ومآسيه الكثيرة وآلامه المتعددة، ولتحقيق هذا الهدف فقد خرج الجزائريون بمظاهرة سلمية يطالبون بحقوقهم في الاستقلال والعيش بعيدا عن سلطة المحتل، ورغم غبار الاحتلال الذي ما زال يكدر أجواء فرنسا ونفوس ناسها، إلا أن رد القوات الفرنسية كان قويا ودمويا، فقد صدرت الأوامر فورا لهذه القوات لقتل الجزائريين المتظاهرين سلميا، وفتح الضباط والجنود الفرنسيون النار بكل حقد على هؤلاء المساكين، فسفك آلاف القتلى والجرحى خلال ساعات، وشنت تلك القوات حملات اعتقال ومارست التنكيل بحق الجزائريين.
لقد صدمت الممارسات الإجرامية للقوات الفرنسية الكثير من الفرنسيين الذين طالما انتظروا يوم النصر وتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني على أمل أن تبدأ حقبة جديدة يتخلص فيها الجزائريون من ظلام المحتل الفرنسي. لكن الرد الفرنسي كان استعماريا بامتياز.
من بين الذين أصيبوا بتلك الصدمة الضابط الجزائري الشاب أحمد بن بيلا الذي لم يكن حينها يعرف التحدث باللغة العربية، وكانت ثقافته فرنسية، لكن ذلك لم يفصله عن أهله وشعبه الذي يرزح تحت نير الاحتلال الفرنسي، ومنذ ذلك الحين بدأ ابن بيلا يفكر ويخطط للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فقرر مغادرة الجيش الفرنسي وترك كل شيء والتفكير جديا بمصير الجزائر وشعبها.
منذ عام 1945 حيث انتهت الحرب العالمية الثانية وتحررت فرنسا، وخطوات المقاومة الجزائرية تسير في ظروف صعبة، وما كان يحز في نفوس الثوار الأوائل أن الجنرال تشارل ديجول الذي قاد المقاومة الفرنسية ضد احتلال بلاده يصر على استمرار فرنسا في احتلالها للجزائر.
وكان لدماء مايو التي سقطت في ذلك العام الأثر البالغ في تأسيس المقاومة الجزائرية الباسلة التي انطلقت في الأول من نوفمبر/كانون ثاني عام 1954، لتتمكن من الانتصار وتحقيق أهدافها بتحرير الجزائر في تموز/يوليو عام 1962.
في آراء 1 سبتمبر,2015 نسخة للطباعة
وليد الزبيدي
قصة هذه المذبحة تحتاج إلى وقفة حقيقية، القضية التي نتحدث عنها تعود إلى حقبة منتصف أربعينات القرن الماضي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندما انتصر الحلفاء على المحور وانهزمت ألمانيا، وانتصرت فرنسا التي دخلت حيز المقاومة منذ العام 1940 وقاد المقاومة الجنرال تشارل ديجول، وهنا حصلت مفارقة تاريخية، فقد كان أحمد بن بيلا يعمل ضابطا في الجيش الفرنسي الذي يحتل الجزائر التي وقعت تحت احتلال فرنسا لفترة طويلة منذ العام 1830 وتواصل الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبعد الزحف الألماني صوب فرنسا سقطت الأخيرة بقبضة الاحتلال الألماني، وهرب ديجول إلى لندن ليقود المقاومة الفرنسية من هناك بدعم أميركي وبريطاني مطلق ضد الزحف الهتلري.
فيلم عملية مايو يتناول موقف الحكومة الفرنسية التي خرجت توا من الاحتلال الألماني ضد بلد محتل هو الجزائر، فقد كان الجزائريون ومن بينهم أحمد بن بيلا الضابط في الجيش الفرنسي أن تبادر فرنسا “المقاومة بزعامة ديجول” لمنح الاستقلال للجزائر، بعد أن عاش الفرنسيون تجربة الاحتلال ومآسيه الكثيرة وآلامه المتعددة، ولتحقيق هذا الهدف فقد خرج الجزائريون بمظاهرة سلمية يطالبون بحقوقهم في الاستقلال والعيش بعيدا عن سلطة المحتل، ورغم غبار الاحتلال الذي ما زال يكدر أجواء فرنسا ونفوس ناسها، إلا أن رد القوات الفرنسية كان قويا ودمويا، فقد صدرت الأوامر فورا لهذه القوات لقتل الجزائريين المتظاهرين سلميا، وفتح الضباط والجنود الفرنسيون النار بكل حقد على هؤلاء المساكين، فسفك آلاف القتلى والجرحى خلال ساعات، وشنت تلك القوات حملات اعتقال ومارست التنكيل بحق الجزائريين.
لقد صدمت الممارسات الإجرامية للقوات الفرنسية الكثير من الفرنسيين الذين طالما انتظروا يوم النصر وتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني على أمل أن تبدأ حقبة جديدة يتخلص فيها الجزائريون من ظلام المحتل الفرنسي. لكن الرد الفرنسي كان استعماريا بامتياز.
من بين الذين أصيبوا بتلك الصدمة الضابط الجزائري الشاب أحمد بن بيلا الذي لم يكن حينها يعرف التحدث باللغة العربية، وكانت ثقافته فرنسية، لكن ذلك لم يفصله عن أهله وشعبه الذي يرزح تحت نير الاحتلال الفرنسي، ومنذ ذلك الحين بدأ ابن بيلا يفكر ويخطط للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فقرر مغادرة الجيش الفرنسي وترك كل شيء والتفكير جديا بمصير الجزائر وشعبها.
منذ عام 1945 حيث انتهت الحرب العالمية الثانية وتحررت فرنسا، وخطوات المقاومة الجزائرية تسير في ظروف صعبة، وما كان يحز في نفوس الثوار الأوائل أن الجنرال تشارل ديجول الذي قاد المقاومة الفرنسية ضد احتلال بلاده يصر على استمرار فرنسا في احتلالها للجزائر.
وكان لدماء مايو التي سقطت في ذلك العام الأثر البالغ في تأسيس المقاومة الجزائرية الباسلة التي انطلقت في الأول من نوفمبر/كانون ثاني عام 1954، لتتمكن من الانتصار وتحقيق أهدافها بتحرير الجزائر في تموز/يوليو عام 1962.