النظام نقصد به ما يصلح ان تنتظم به حياة البشر من شرائع وقوانين ومفاهيم وقيم يوجه بها كافة اشكال انشطة الحياة الانسانية بما يحقق للبشر مصالحهم ويعطيهم حقوقهم دون ان تتصادم هذه المصالح ببعضها البعض وذلك بضبطها وتوجيهها وفق احكام وتشريعات يحترمها ويقدسها الجميع. والاحكام والتشريعات لا ولن تاخذ صفة القدسية والاحترام التام الا اذا كانت صادرة عن جهة معظمة في نفوس البشر ساعتها فقط يسود الانتظام ويكون هناك وازع داخلي يدفع الانسان للانتظام بها كما يدفعه للرهبة من مخالفتها فيكون الرقيب والمحاسب على الالتزام او عدم الانقلات هو الخشية والتقوى قبل الحسيب الخارجي. وبهذا تسقط صلاحية كل الانظمة البشرية الارضية الوضعية.
وحتى يصلح النظام لان يكون عالميا لا بد وان يكون المشرع فيه ينظر للانسان بوصفه انسان.من حيث معالجة متطلباته الغريزية وحاجاته العضوية وان يكون هذا المشرع بذاته محايدا لا يقع تحت تاثير هذه الحاجات وتلك الغرائز وان يكون غنيا عن البشر خبيرا عالما بهم وبحاجاتهم وخبيرا بما يشبعها الاشباع الصحيح وبتوازن الامكانيات الطبيعية مع قدرتها على الاشباع ومدى وفرتها وتوزيعها على الخلق ولا يكون هذا الامر الا للخالق الذي يعلم من خلق وهو اللطبف الخبير .
فالاسلام وهو النظام العالمي الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية ورضيه ليكون نظام الاستخلاف للانسان في الارض ولا يقبل غيره هو وحده القادر على تحقيق سعادة الانسانية كنظام حياة امنة مؤمنة مستقرة للبشر سواء مؤمنهم ام كافرهم حين يستسلمون لاحكامه ونظامه العام الموجه للحياة والمنظم لمسيرها
بغض النظر عن اديان الناس ومعتقداتهم فالاسلام لا يكره الناس في عقائدهم ودينهم بل يطلب منهم الاستسلام لنظامه العام والعيش في اطر احكامه وتشريعاته التي وسعت المؤمن به والكافر به وضمنت حقوق الجميع لانشاء المجتمع العالمي الكوني الواحد. ومن هنا جعل الاسلام السيادة للشرع وليس للناس
فالذي يجب ان يسود هو الشرع الضامن لتحقيق العيش الكريم المنضبط باحكام الله تعالى بغض النظر عن الشخص الذي ينفذه فمن هنا جاء الحديث اسمعوا واطيعوا ولو ولي عليكم عبد حبشي كان راسه زبيبة.فالعبرة تكون ليس بمن يتولى الامر ولكن بماذا بتولى الامر؟؟وانظر معي وتمعن هذه الايات الكريمة التي تفيد عالمية الدعوة والرسالة ( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) 107 الانبياء
(وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون)28 سبأ
(تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا)الفرقان 1
(قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السموات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون)الاعراف158.
وقال النبي الداعي لعالمية الرسالة وكونية الدعوة صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري ومسلم:
عن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا وَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْغَنَائِمُ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ).وفي مسلم قال سلام الله عليهكان كل نبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى كل احمر واسود)
وهذا ايها الناس ما به نجاة من امن منكم في اليوم الاخر وسعادة البشر في الدنيا والله متمه لامحالة ولن يخلف الله وعده مهما تكالبت عليه ملل الكفر والبغي والنفاق والطغيان.. يريدون ليطفؤوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون -8-الصف.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.