3- كلام في العقل....3
العقل نعمة وهبها الله تعالى للانسان اعطاها عباده لمعرفته تعالى ومعرفة مراده تعالى منهم
وهذه النعمة هي التي ترفع صاحبها إلى مستوى التكاليف الشرعية الإلهية، وتؤهله لإدراكها وفهمها؛ فالعقل مناط التكليف. يقول أبو الوفاء ابن عقيل (ت 513 هـ) موضحا معنى التكليف:-وهو المطالبة بالفعل أو الاجتناب له، وذلك لازم في الفرائض العامة؛ نحو التوحيد، والنبوة، والصلاة، وما جرى مجرى ذلك، لكل عاقل، بالغ...) فالتكليف اذا للعاقل.
ويقول الامام الآمدي:- (اتفق العقلاء على أن شرط المكلف أن يكون عاقلا، فاهما للتكليف؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال؛ كالجماد، والبهيمة) . فالمكلف لا بد أن يكون عاقلا يفهم الخطاب. ومن هنا لم يكلف المجنون؛ لأن مقتضى التكليف: الطاعة والامتثال، ولا تمكن إلا بقصد الامتثال. وشرط القصد: العلم بالمقصود، والفهم للتكليف؛ إذ من لا يفهم، كيف يقال له: افهم، ومن لا يسمع، لا يقال له: تكلم. وإن سمع ولم يفهم كالبهيمة، فهو كمن لا يسمع...(ابن تيمية في النبوات) . فالعقل هو الذي يرفع الإنسان إلى مستوى التكاليف الإلهية.
وليس ثمة عقيدة تقوم على احترام العقل الإنساني، وتكريمه، والاعتزاز به والاعتماد عليه في فهم النصوص، كالعقيدة الإسلامية.
بل إن العقيدة الإسلامية تدعو العقل إلى تشغيل طاقاته وتستثيره ليؤدي دوره الذي خلقه الله من أجله وتنبهه ليتدبر ويتفكر وينظر ويتأمل مدللة بذلك على أن الدعوة إلى الإيمان قامت على الإقناع العقلي.
ويبدوا هذا واضحا في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم تكررت عشرات المرات في السياق القرآني، مدح الله عز وجل من خلالها مسمى العقل ورفع من شأنه من خلال توجيهه إلى النظر والتفكر والتدبر والتأمل؛ مثل قوله سبحانه وتعالى كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وقوله عز وجل: إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وقوله جل جلاله: كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وقوله عز وجل: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وقوله سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ، وقوله عز وجل: كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ وقوله سبحانه وتعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا وغير ذلك من الآيات إلى لا يمكن حصرها في مكان واحد. و الشريعة الإسلامية تدور أحكامها حول حماية خمسه أمور، هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، ويسمونها الضروريات الخمس، وهى: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ المال.
وقد اتخذ الاسلام خطوات تشريعية لحماية العقل وحفظه منها:-
1 - تربيته على حسن المعرفة، والادراك والاستدلال..وبناءه على اليقين والقطعي وابعاد الاوهام والخرافات والخزعبلات المدمرة له عنه...
2 - النهي عن كل ما يضر به، أو يعطل وظيفته؛ كالنهي عن المسكرات والمفترات، والمخدرات.
3 - الأمر بتغذيته بالعلوم النافعة، واستعماله في الخير.وايجاب طلب العلم.
4 - النهي عن الاعتداء عليه بأي نوع من أنوع الاعتداء؛ المعطل للتفكير كالقهر والظلم والاستبداد والقمع والتعذيب والضرب والاستهانة والاستعباد وجعل حياة العقلاء تقوم على اساس الحوار والمناظرة
من منطلق -قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين-.
5- ولقد جعل الإسلام الدية كاملة في حق من ضرب او روع آخر، فأذهب عقله. وكانه قتله باذهاب عقله. اتم الله علينا نعمة العقل والدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
العقل نعمة وهبها الله تعالى للانسان اعطاها عباده لمعرفته تعالى ومعرفة مراده تعالى منهم
وهذه النعمة هي التي ترفع صاحبها إلى مستوى التكاليف الشرعية الإلهية، وتؤهله لإدراكها وفهمها؛ فالعقل مناط التكليف. يقول أبو الوفاء ابن عقيل (ت 513 هـ) موضحا معنى التكليف:-وهو المطالبة بالفعل أو الاجتناب له، وذلك لازم في الفرائض العامة؛ نحو التوحيد، والنبوة، والصلاة، وما جرى مجرى ذلك، لكل عاقل، بالغ...) فالتكليف اذا للعاقل.
ويقول الامام الآمدي:- (اتفق العقلاء على أن شرط المكلف أن يكون عاقلا، فاهما للتكليف؛ لأن التكليف خطاب، وخطاب من لا عقل له ولا فهم محال؛ كالجماد، والبهيمة) . فالمكلف لا بد أن يكون عاقلا يفهم الخطاب. ومن هنا لم يكلف المجنون؛ لأن مقتضى التكليف: الطاعة والامتثال، ولا تمكن إلا بقصد الامتثال. وشرط القصد: العلم بالمقصود، والفهم للتكليف؛ إذ من لا يفهم، كيف يقال له: افهم، ومن لا يسمع، لا يقال له: تكلم. وإن سمع ولم يفهم كالبهيمة، فهو كمن لا يسمع...(ابن تيمية في النبوات) . فالعقل هو الذي يرفع الإنسان إلى مستوى التكاليف الإلهية.
وليس ثمة عقيدة تقوم على احترام العقل الإنساني، وتكريمه، والاعتزاز به والاعتماد عليه في فهم النصوص، كالعقيدة الإسلامية.
بل إن العقيدة الإسلامية تدعو العقل إلى تشغيل طاقاته وتستثيره ليؤدي دوره الذي خلقه الله من أجله وتنبهه ليتدبر ويتفكر وينظر ويتأمل مدللة بذلك على أن الدعوة إلى الإيمان قامت على الإقناع العقلي.
ويبدوا هذا واضحا في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم تكررت عشرات المرات في السياق القرآني، مدح الله عز وجل من خلالها مسمى العقل ورفع من شأنه من خلال توجيهه إلى النظر والتفكر والتدبر والتأمل؛ مثل قوله سبحانه وتعالى كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وقوله عز وجل: إِنَّا أَنْـزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ، وقوله جل جلاله: كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وقوله عز وجل: كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وقوله سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ ، وقوله عز وجل: كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ وقوله سبحانه وتعالى: أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا وغير ذلك من الآيات إلى لا يمكن حصرها في مكان واحد. و الشريعة الإسلامية تدور أحكامها حول حماية خمسه أمور، هي أمهات لكل الأحكام الفرعية، ويسمونها الضروريات الخمس، وهى: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ العرض، حفظ المال.
وقد اتخذ الاسلام خطوات تشريعية لحماية العقل وحفظه منها:-
1 - تربيته على حسن المعرفة، والادراك والاستدلال..وبناءه على اليقين والقطعي وابعاد الاوهام والخرافات والخزعبلات المدمرة له عنه...
2 - النهي عن كل ما يضر به، أو يعطل وظيفته؛ كالنهي عن المسكرات والمفترات، والمخدرات.
3 - الأمر بتغذيته بالعلوم النافعة، واستعماله في الخير.وايجاب طلب العلم.
4 - النهي عن الاعتداء عليه بأي نوع من أنوع الاعتداء؛ المعطل للتفكير كالقهر والظلم والاستبداد والقمع والتعذيب والضرب والاستهانة والاستعباد وجعل حياة العقلاء تقوم على اساس الحوار والمناظرة
من منطلق -قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين-.
5- ولقد جعل الإسلام الدية كاملة في حق من ضرب او روع آخر، فأذهب عقله. وكانه قتله باذهاب عقله. اتم الله علينا نعمة العقل والدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.