غاية التدبر من قراءة القران الكريم هي الهداية والاعتبار :
قال ابن عطية عالم التفسير المعروف رحمه الله: "وتدبر القرآن : زعيم بالتبيين والهدى"( ومعنى زعيم اي كفيل ومنه قول الرسول عليه السلام الزعيم غارم).
وهي هدايتان :
هداية عامة: وهي الإيمان بكون هذا القرآن حق من عند الله تعالى ، وأن من جاء به رسول صدق . وهي الواردة في قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82).
وهداية خاصة : وهي الوصول إلى مقاصده التفصيلية التي تدل عليها آياته الكريمة.
قال ابن عاشور رحمه الله: " وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق"( على اعتبار انه كتاب الله المؤيد للرسالة والحامل لها ولاصولها والمثبت لنبوة النبي سلام الله عليه).
و التدبر مبني على معرفة التفسير وفهم المعاني : والتفسير لغة من الفسر وهو كشف المستور وازالة الغطاء كما نقل عن ابن الاعرابي وهو البيان والتفصيل كما قال تعالى: (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) . اما عن اهمية معرفة التفسير وضرورته للتدبر وحصوله فانه
يتضح ذلك من قول الزمخشري رحمه الله تغالى: " فمعنى تدبر القرآن : تأمل معانيه وتبصر ما فيه"
وقول البيضاوي رحمه الله: "( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه"
وقد عرف الزركشي رحمه الله علم التفسير بقوله " علم يعرف به فَهْمُ كتاب الله المنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمِه".
وقال في موضع آخر:
" هو عِلْم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها" قال: "وزاد فيه قوم: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرِها وأمثالها"
وقال أبو حيان رحمه الله:-
"التفسير: علم يُبْحثُ فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحْمَل عليها حال التركيب وتتمات ذلك" وقال رحمه الله في شرح هذا التعريف:
"فقولنا (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم.
وقولنا: (يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن): هذا علم القراءات.
وقولنا: (ومدلولاتها): أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم اللغة الذي يُحتاج إليه في هذا العلم.
وقولنا: (وأحكامها الإفرادية والتركيبية): هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع.
(ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب): شمل بقوله: (التي تحمل عليها): ما لا دلالة عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإنَّ التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً، ويصدُّ عن الحمل على الظاهر صادٌّ، فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على غير الظاهر، وهو المجاز".
وقولنا: (وتتمات ذلك): هو معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصةٌ توضح ما انبهمَ في القرآن، ونحوُ ذلك)"
يقول الله جل وعلا : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24). فالمشركون الذين أصابهم الرين لم ينتفعوا بهذا القرآن . بل وصل بهم تدبرهم إلى القول بأنه شعر أو سحر.وذلك ان التدبر يحتاج الى سلامة القلب وصدق النية والاخلاص لمعرفة الحق وتبينه.
قال الشوكاني رحمه الله معرفا معنى التدبر: " يقال تدبرت الشيء : تفكرت في عاقبته وتأملته ، ثم استعمل في كل تأمل ، والتدبير : أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته"
وقال البغوي رحمه الله المفسر المعروف: " التدبر : هو النظر في آخر الأمر، ودُبر كل شيء آخره"
و قال الزجاج رحمه الله وهو من علماء اللسان: " التدبر : النظر في عاقبة الشيء "
وقال الجرجاني من علماء اللغة في تعريف التدبر انه: " عبارة عن النظر في عواقب الأمور ، وهو قريب من التفكر ، إلا أن التفكرَ تصرفُ القلب بالنظر في الدليل ، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب " وبناءا على ما تقدم نستطيع ان نقول ان التدبر هو مرحلة متقدمة من التفكير تحيط بالواقع ومآلاته ونهايته وعواقبه من خير او من شر وادراك ذلك بعمق واستنارة تفكروهو واقعيا ضرب من ضروب التفكير المستنير ولا يعامل القران الكريم الا بهذا النوع من الفهم الدقيق المولد للفقه والادراك المستنير المولد للتدبر ومن ثم الباني للتدبير والرعاية ووضوح التصور والاستعداد لكل المتوقعات بالنور الرباني لسياسة الحياة وحسن تدبيرها بما اراد الله وشرع للخلائق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قال ابن عطية عالم التفسير المعروف رحمه الله: "وتدبر القرآن : زعيم بالتبيين والهدى"( ومعنى زعيم اي كفيل ومنه قول الرسول عليه السلام الزعيم غارم).
وهي هدايتان :
هداية عامة: وهي الإيمان بكون هذا القرآن حق من عند الله تعالى ، وأن من جاء به رسول صدق . وهي الواردة في قوله تعالى : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82).
وهداية خاصة : وهي الوصول إلى مقاصده التفصيلية التي تدل عليها آياته الكريمة.
قال ابن عاشور رحمه الله: " وذلك يحتمل معنيين : أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين ، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله ، وأنّ الذي جاء به صادق"( على اعتبار انه كتاب الله المؤيد للرسالة والحامل لها ولاصولها والمثبت لنبوة النبي سلام الله عليه).
و التدبر مبني على معرفة التفسير وفهم المعاني : والتفسير لغة من الفسر وهو كشف المستور وازالة الغطاء كما نقل عن ابن الاعرابي وهو البيان والتفصيل كما قال تعالى: (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) . اما عن اهمية معرفة التفسير وضرورته للتدبر وحصوله فانه
يتضح ذلك من قول الزمخشري رحمه الله تغالى: " فمعنى تدبر القرآن : تأمل معانيه وتبصر ما فيه"
وقول البيضاوي رحمه الله: "( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه"
وقد عرف الزركشي رحمه الله علم التفسير بقوله " علم يعرف به فَهْمُ كتاب الله المنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمِه".
وقال في موضع آخر:
" هو عِلْم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها" قال: "وزاد فيه قوم: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرِها وأمثالها"
وقال أبو حيان رحمه الله:-
"التفسير: علم يُبْحثُ فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحْمَل عليها حال التركيب وتتمات ذلك" وقال رحمه الله في شرح هذا التعريف:
"فقولنا (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم.
وقولنا: (يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن): هذا علم القراءات.
وقولنا: (ومدلولاتها): أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم اللغة الذي يُحتاج إليه في هذا العلم.
وقولنا: (وأحكامها الإفرادية والتركيبية): هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع.
(ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب): شمل بقوله: (التي تحمل عليها): ما لا دلالة عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإنَّ التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً، ويصدُّ عن الحمل على الظاهر صادٌّ، فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على غير الظاهر، وهو المجاز".
وقولنا: (وتتمات ذلك): هو معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصةٌ توضح ما انبهمَ في القرآن، ونحوُ ذلك)"
يقول الله جل وعلا : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24). فالمشركون الذين أصابهم الرين لم ينتفعوا بهذا القرآن . بل وصل بهم تدبرهم إلى القول بأنه شعر أو سحر.وذلك ان التدبر يحتاج الى سلامة القلب وصدق النية والاخلاص لمعرفة الحق وتبينه.
قال الشوكاني رحمه الله معرفا معنى التدبر: " يقال تدبرت الشيء : تفكرت في عاقبته وتأملته ، ثم استعمل في كل تأمل ، والتدبير : أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته"
وقال البغوي رحمه الله المفسر المعروف: " التدبر : هو النظر في آخر الأمر، ودُبر كل شيء آخره"
و قال الزجاج رحمه الله وهو من علماء اللسان: " التدبر : النظر في عاقبة الشيء "
وقال الجرجاني من علماء اللغة في تعريف التدبر انه: " عبارة عن النظر في عواقب الأمور ، وهو قريب من التفكر ، إلا أن التفكرَ تصرفُ القلب بالنظر في الدليل ، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب " وبناءا على ما تقدم نستطيع ان نقول ان التدبر هو مرحلة متقدمة من التفكير تحيط بالواقع ومآلاته ونهايته وعواقبه من خير او من شر وادراك ذلك بعمق واستنارة تفكروهو واقعيا ضرب من ضروب التفكير المستنير ولا يعامل القران الكريم الا بهذا النوع من الفهم الدقيق المولد للفقه والادراك المستنير المولد للتدبر ومن ثم الباني للتدبير والرعاية ووضوح التصور والاستعداد لكل المتوقعات بالنور الرباني لسياسة الحياة وحسن تدبيرها بما اراد الله وشرع للخلائق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.