سؤال:- هل صوت المرأة عورة ؟
الجواب : نحمد الله تعالى الذي خلق الزوجين الذكر والانثى من نفس واحدة وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا وجعل اكرمكم غند الله اتقاكم والصلاة والسلام على من ارسله الله رحمة للعالمين واله وصحبه اجمعين وبعد:-
هناك من يقول بان صوت المرأة عورة ، مستنبطا ذلك خطئا من عدم جواز رفع صوتها في الصلاة لا في قراءة ولا تكبير ولا تأمين ولا في رد الامام اذا اخطأ او سهى، وفي حال السهو او الخطأ تصفق له للتنبيه فقط، فبعلم انه اخطأ او سهى .
علما بان هذا الامر هو امر تعبدي لا علة له شرعا، وبالتالي لا قياس فيه او عليه كون العبادات لا تعلل ولا يكون قياس الا بعلة لان القياس الحاق فرع باصل لاشتراكهما في علة واحدة . بل هو حكم خاص بالمرأة، بان لا ترفع صوتها في الصلاة، لا في قراءة ولا دعاء ولا تسبيح ولا ذكر ولا تذكير لللامام ان سهى او اخطأ، بل تصفق له، والعلة هنا تعبدية، اي ان الله تعبدها بهذه الصورة من الاداء في الصلاة . اي ان هذا الامر من الاحكام التعبدية الخاصة بالمرأة، تماما كاسقاط الصلاة عنها في حالة النفاس والحيض، ولا تطالب بقضاء، في حين تطالب بقضاء الصوم مع حرمته عليها في النفاس والحيض . وللمرأة ان ترفع صوتها وتسمعه للرجال وغيرهم في غير الصلاة كالتلبية بالحج والعمرة، وفي البيع والشراء والمساومة على السلع والبضائع والخدمات وايقاع العقود، وفي حلقات التعليم والتعلم ونصح الحاكم ومحاسبته ومجادلته، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها... )1المجادلة، وهذا يعني انها جادلت بصوت، وكذلك اذا باعت او اشترت او جادلت او ناقشت او علمت او سألت لتتعلم وتسترشد وتهتدي، فانما يكون ذلك بصوت بلا شك. والاية واضحة الدلالة بان صوتها ليس بعورة مطلقا، وانما طلب المشرع الحكيم منها ان تكون مع غير زوجها في غاية الوقار والحشمة اثناء مخاطبتها للرجال، فلا تخضع بالقول ولا تلين في الكلام، قال تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض...)الاحزاب 32. وقد كان الصحابيات الكريمات يخاطبن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابه رضوان الله عليهم، ويسألن عن امور دينهن ويُسمعن آرائهن في مجالس الشورى و المشورة والرأي، اخوات الرجال وبنات الرجال بكل حشمة ووقار، ونذكر منهن خطيبة النساء التي كانت تكثر من عرض قضايا النساء على النبي سلام الله عليه ويستمع اليها بحضرة الصحابة الكرام وهي اسماء بنت يزيد الانصارية رضي الله عنها، ويذكر ان أتت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت: ( بأبي وأمي أنت يا رسول الله, أنا وافدة النساء إليك, إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك. وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم, وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج, وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله تعالى, وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم. أفما نشارككم في هذا الأجر والخير..؟؟
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا: يا رسول الله, ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال: "افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهي تهلل)[أسد الغابة]..حفظ الله المؤمنين والمؤمنات من كل سوء وشر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2020-10-22, 6:37 am عدل 2 مرات