حديث الصيام..
...............خواطر صائم..
الغرض من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة فحسب، ولكن هو ترويض النفس على ترك المحبوب لنوال رضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجِماع، وهذه هي شهوات النفس والتي بها استمرار الحياة سارية في الجسد.
واستمرار وجود الجنس البشري في الوجود اجيالا متناسلة عبر مسيرة الزمن.
أماالمحبوب المطلوب رضاه فهو الله تعالى عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة، أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل. فان كنا نترك المباح اللازم لوجودنا واستمرار جنسنا ، فمن باب اولى نحن اقدر على ترك المحرمات من مشروبات وماكولات وشهوات.
والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل والرجاء، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وجاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ». وقول الزور هو كل باطل من الفكر والكلام الذي لا يستند الى مفاهيم القران وفكره ومنهجه.
أي أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سابَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة كما يجري هذه الايام في مجتمعاتنا التي صامت عن المباح وتفطر على محرم الاقوال والافعال، لدرجة ارتكاب الجرائم من الايذاء والقتل في رمضان مع كل اسف، ولو قال : إني صائم،متبعا امر الرسول سلام الله عليه لأعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن مقابلته، ولكن الذي منعه من ذلك الصوم،وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا يستمر في السبِّ والمقاتلة.
هذه هي جانب من الحكمة المبتغى تحقيقها من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، وكل ما نستطيع أن نهذِّب أنفسنا به فإننا نعمله. لنحقق مفهوم التقوى المرتجى والذي يريده منا ربنا جل وعلا .
فإذا ظلَّ المسلم على هذه الحالة منضبطا قولا وسلوكا طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات، وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة. تطهر النفس وتزكيها اي تنميها بتنمية قيم البذل والعطاء وما يرافقها من مشاعر خير واحاسيس مرهفة تجاه الغير من الناس، فتكون خريج مدرسة رمضان مستحقا لولوج الجنة من باب الريان جعلنا الله واياكم من اهله ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...............خواطر صائم..
الغرض من الصيام ليس ترويض البدن على تحمل العطش وتحمل الجوع والمشقة فحسب، ولكن هو ترويض النفس على ترك المحبوب لنوال رضا المحبوب. والمحبوب المتروك هو الأكل والشرب والجِماع، وهذه هي شهوات النفس والتي بها استمرار الحياة سارية في الجسد.
واستمرار وجود الجنس البشري في الوجود اجيالا متناسلة عبر مسيرة الزمن.
أماالمحبوب المطلوب رضاه فهو الله تعالى عز وجل، فلابد أن نستحضر هذه النيَّة، أننا نترك هذه المفطرات طلباً لرضا الله عز وجل. فان كنا نترك المباح اللازم لوجودنا واستمرار جنسنا ، فمن باب اولى نحن اقدر على ترك المحرمات من مشروبات وماكولات وشهوات.
والحكمة من فرض الصيام على هذه الأمة قد بيَّنها الله سبحانه وتعالى في قوله: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]، ولعلَّ هنا للتعليل والرجاء، أي لأجل أن تتقوا الله، فتتركوا ما حرَّم الله، وتقوموا بما أوجب الله. وجاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه واله وسلّم أنه قال: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ». وقول الزور هو كل باطل من الفكر والكلام الذي لا يستند الى مفاهيم القران وفكره ومنهجه.
أي أن الله لا يريد أن ندع الطعام والشراب، إنما يريد منا أن ندع قول الزور والعمل به والجهل، ولهذا يندب للصائم إذا سابَّه أحدٌ وهو صائم أو قاتله فليقل: إني صائم، ولا يرد عليه؛ لأنه لو ردَّ عليه لردَّ عليه الأول ثم ردَّ عليه ثانياً، فيرد الأول، ثم هكذا يكون الصيام كله سباً ومقاتلة كما يجري هذه الايام في مجتمعاتنا التي صامت عن المباح وتفطر على محرم الاقوال والافعال، لدرجة ارتكاب الجرائم من الايذاء والقتل في رمضان مع كل اسف، ولو قال : إني صائم،متبعا امر الرسول سلام الله عليه لأعلم الذي سبَّه أو قاتله بأنه ليس عاجزاً عن مقابلته، ولكن الذي منعه من ذلك الصوم،وحينئذٍ يكفُّ الأول ويخجل، ولا يستمر في السبِّ والمقاتلة.
هذه هي جانب من الحكمة المبتغى تحقيقها من إيجاب الصيام، وإذا كان كذلك فينبغي لنا في الصوم أن نحرص على فعل الطاعات من الذكر، وقراءة القرآن، والصلاة، والصدقة، والإحسان إلى الخلق، وبسط الوجه، وشرح الصدر، وحسن الخلق، وكل ما نستطيع أن نهذِّب أنفسنا به فإننا نعمله. لنحقق مفهوم التقوى المرتجى والذي يريده منا ربنا جل وعلا .
فإذا ظلَّ المسلم على هذه الحالة منضبطا قولا وسلوكا طوال الشهر، فلابد أن يتأثر ولن يخرج الشهر إلا وهو قد تغيَّر حاله، ولهذا شُرع في آخر الشهر أن يُخْرِج الإنسان زكاة الفطر تكميلاً لتزكية النفس؛ لأن النفس تزكو بفعل الطاعات وترك المحرمات، وتزكوا أيضاً ببذل المال، ولهذا سُمِّي بذل المال زكاة. تطهر النفس وتزكيها اي تنميها بتنمية قيم البذل والعطاء وما يرافقها من مشاعر خير واحاسيس مرهفة تجاه الغير من الناس، فتكون خريج مدرسة رمضان مستحقا لولوج الجنة من باب الريان جعلنا الله واياكم من اهله ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.