حديث الصيام = خواطر حول اية ايجاب الصوم
بسم الله الرحمن الرحيم
من غايات الصوم التي يرتجى ان يحققها الصيام لدى الناس تقوى الله تعالى..فيوم اوجب الله تعالى الصيام على امة نبينا محمد سلام الله وصلاته عليه في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي شرع للامة فيها القتال واوجبه عليهم اوجبه تعالى بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}183البقرة...ومعلوم ان الله تعالى تعبدنا بعبادات عديدة كلها علنية الا الصوم فانه جعله عبادة سرية العلاقة فيها خاصة ومميزة يرتبط فيها العابد بشكل كلي مع الخالق جل وعلا ولا يستطيع احد الاطلاع على هذه العبادة الا هو وربه..ونلاحظ ان هناك امران سريان اخران في الاسلام لايكشف حقيقتهما الا الله تعالى والعبد بنفسه في نفسه وهما الايمان الذي هو التصديق الجازم اليقيني الذي لا يقبل الشك ولا يعتريه الريب لقول الله تعالى:- ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون . بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )العنكبوت:48- 49. وقوله تعالى:-{قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)ابراهيم}.
وامر التقوى التي يعرفها لنا سيدنا علي رضي الله عنه فيقول "التقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"،
وهي كما عرَّفها ابن مسعود - رضِي الله عنه -: "أن يطاع الله فلا يُعْصَى، وأن يُذْكَر فلا يُنْسَى، وأن يُشْكَر فلا يكفر".وفي الحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه } رواه مسلم. فقد أشار الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى صدره وقال: ((التقوى هاهنها)) فالايمان امر سري وهو بعكس شرائع الاسلام التي ينقاد لها الانسان في الظاهر ويعمل بها و قد يكون في حقيقته من اهل النفاق والعياذ بالله لان حقيقة الايمان التصديق الجازم الدافع للعمل بمرضاة الله تعالى ووفق ما شرع والعمل ثمرته ونتيجته و كتاب الله تعالى يُخبرُ في غير موضعٍ أنّ الإيمانَ يلزَمُه عمَلٌ صالِح ، ولذلكَ ترى الله تعالى يقول : ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) [الفرقان:70] ، وقوله تعالى : ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا)) [الشعراء:227] ، وقول الله تعالى : ((فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)) [القصص:67] ، وقول الله تعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [العنكبوت:07] ، وقول الله تعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ)) [العنكبوت:09] ، تجدهُ جلّ شأنه يقرنُ الإيمان بالعمَل الصّالح ، ويجعلُه شرطُ النّجاة وتكفير الذّنوب والمغفرَة والقَبول فالعقيدة لا تنفعُ بدون عمَل ، والعَمل لا يكونُ إلاّ بعقيدَة وصحتها شرط قبوله لان الاعتقاد الباطل لاينفع اهله صلاح اعمالهم لقوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]،فلا بد لك من عقيدة دافعة الى العمل بمقتضاها. قال الله تعالى : ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) [الكهف:110] .
والصيام كذلك كما اسلفنا من الامور السرية لذلك قال صلى الله عليه وسلم راويا عن ربه تعالى في قدسي الحديث قال:- "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه].
فلما كان الايمان من الامور السرية لا يعلم حقيقته الا من يطلع على اسرار النفس وخفاياها وكذلك كان امر التقوى امرا سريا لايعلمه الا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ويحاك فيها بخفاء وسر ولما كان الصيام عمل سري بين الصائم وربه لا يعلم حقيقته الا هو جمعها الله تعالى في هذه الاية العظيمة التي اوجبته علينا وجعلته يتوسط بين الايمان والتقوى وانظر ترتيب الفاظ الاية واعتبر.
فاحفظ صيامك اخي واختي في الله بسياج الايمان وسياج التقوى اللذان احاطهما الله به ووقر الله الايمان وثبته في نفوسنا وزادنا الله تقوى وزيننا بها في الدنيا والاخرة وحفظ الله لنا سرنا بينه وبيننا الصيام وتقبله منا ومنكم اجمعين ولكم دوما التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
من غايات الصوم التي يرتجى ان يحققها الصيام لدى الناس تقوى الله تعالى..فيوم اوجب الله تعالى الصيام على امة نبينا محمد سلام الله وصلاته عليه في السنة الثانية من الهجرة وهي السنة التي شرع للامة فيها القتال واوجبه عليهم اوجبه تعالى بقوله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}183البقرة...ومعلوم ان الله تعالى تعبدنا بعبادات عديدة كلها علنية الا الصوم فانه جعله عبادة سرية العلاقة فيها خاصة ومميزة يرتبط فيها العابد بشكل كلي مع الخالق جل وعلا ولا يستطيع احد الاطلاع على هذه العبادة الا هو وربه..ونلاحظ ان هناك امران سريان اخران في الاسلام لايكشف حقيقتهما الا الله تعالى والعبد بنفسه في نفسه وهما الايمان الذي هو التصديق الجازم اليقيني الذي لا يقبل الشك ولا يعتريه الريب لقول الله تعالى:- ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون . بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )العنكبوت:48- 49. وقوله تعالى:-{قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا عَمَّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (10)ابراهيم}.
وامر التقوى التي يعرفها لنا سيدنا علي رضي الله عنه فيقول "التقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"،
وهي كما عرَّفها ابن مسعود - رضِي الله عنه -: "أن يطاع الله فلا يُعْصَى، وأن يُذْكَر فلا يُنْسَى، وأن يُشْكَر فلا يكفر".وفي الحديث الذي يرويه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مرات- بحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه } رواه مسلم. فقد أشار الحبيب المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى صدره وقال: ((التقوى هاهنها)) فالايمان امر سري وهو بعكس شرائع الاسلام التي ينقاد لها الانسان في الظاهر ويعمل بها و قد يكون في حقيقته من اهل النفاق والعياذ بالله لان حقيقة الايمان التصديق الجازم الدافع للعمل بمرضاة الله تعالى ووفق ما شرع والعمل ثمرته ونتيجته و كتاب الله تعالى يُخبرُ في غير موضعٍ أنّ الإيمانَ يلزَمُه عمَلٌ صالِح ، ولذلكَ ترى الله تعالى يقول : ((إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)) [الفرقان:70] ، وقوله تعالى : ((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا)) [الشعراء:227] ، وقول الله تعالى : ((فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ)) [القصص:67] ، وقول الله تعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [العنكبوت:07] ، وقول الله تعالى : ((وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ)) [العنكبوت:09] ، تجدهُ جلّ شأنه يقرنُ الإيمان بالعمَل الصّالح ، ويجعلُه شرطُ النّجاة وتكفير الذّنوب والمغفرَة والقَبول فالعقيدة لا تنفعُ بدون عمَل ، والعَمل لا يكونُ إلاّ بعقيدَة وصحتها شرط قبوله لان الاعتقاد الباطل لاينفع اهله صلاح اعمالهم لقوله تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} [الفرقان: 23]،فلا بد لك من عقيدة دافعة الى العمل بمقتضاها. قال الله تعالى : ((قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)) [الكهف:110] .
والصيام كذلك كما اسلفنا من الامور السرية لذلك قال صلى الله عليه وسلم راويا عن ربه تعالى في قدسي الحديث قال:- "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" [رواه الإمام البخاري في صحيحه].
فلما كان الايمان من الامور السرية لا يعلم حقيقته الا من يطلع على اسرار النفس وخفاياها وكذلك كان امر التقوى امرا سريا لايعلمه الا من يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ويحاك فيها بخفاء وسر ولما كان الصيام عمل سري بين الصائم وربه لا يعلم حقيقته الا هو جمعها الله تعالى في هذه الاية العظيمة التي اوجبته علينا وجعلته يتوسط بين الايمان والتقوى وانظر ترتيب الفاظ الاية واعتبر.
فاحفظ صيامك اخي واختي في الله بسياج الايمان وسياج التقوى اللذان احاطهما الله به ووقر الله الايمان وثبته في نفوسنا وزادنا الله تقوى وزيننا بها في الدنيا والاخرة وحفظ الله لنا سرنا بينه وبيننا الصيام وتقبله منا ومنكم اجمعين ولكم دوما التحية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.