* ليست دولة الإسلام علمانية تفصل الدين عن الحياة ... فهذا كفر واحتكام الى الطاغوت..
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ))(60) النساء...
* وليست دولة كهنوت ديني ثيوقراطي يحكم فيه طبقة ما يسمى برجال الدين بأهوائهم وأمزجتهم فيحلون ويحرمون ويشرعون للناس بغير هدى ولا تقى ولا كتاب منير.
روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي : " يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك " ، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ : ( ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) ) . حتى فرغ منها ، قلت له : إنا لسنا نعبدهم ، فقال : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه " ؟ قال قلت : بلى ، قال : " فتلك عبادتهم ".
فهي ليست دولة الحكم بالحق الإلهي الذي يدعي فيه الحاكم أنه ظل الله في الأرض ، ومنفذ مشيئته ، وهو قدره لأهل الأرض ، أو أنه نائب لله في الأرض ، فالله أحد ، لا جنس ولا نوع له ، ولم يكن له كفوا أحد لينيبه عنه في خلقه....
* وليست دولة ديمقراطية مدنبة يشرع فيها نواب الشعب للشعب أو حكم الشعب فيها للشعب كما يزعمون . فذاك كفر أيضا ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))50المائدة
* إنها دولة الاهية التشريع والوجود ، بشرية التنفيذ والتطبيق ... أي أن وجودها حكم الهي لتطبق وتنفذ أحكام شرع الله..
{فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ} [المائدة: 48] {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] {إنَّا أنزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105] {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] .
فهذه النصوص التي تطلب الحكم بما أنزل الله هي نفسها أدلة طلب وجود وإيجاد دولة الحكم بما أنزل الله ، لأنها أداة التنقيذ لها ووسيلة التطبيق للطلب ... فدولة الإسلام المسماة بالأحاديث الشريفة دولة الخلافة هي نظام خاص يستند في وجوده الى عقيدة الإسلام وأحكامه الشرعية ، حيث أن العقيدة تعطي حق الحاكمية على أفعال العباد ، وحق التشريع لحياتهم لله وحده فقط ليس لسواه {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم} [يوسف: الآية 40].
والخلافة ليست خلافة الله في الأرض...لأن الله لا يخلفه أحد ، ولأنه لا يكافئه أحد ليخلفه ، إنما هي خلافة النبوة ، وخلافة عملها وشغل مهامها في حكم الخلق بما شرع الخالق ، وهداية البشرية بما جاءت به النبوة من وحي أوحي لها ، وبلاغه للعالمين نورا وهدى للناس كافة ... يجتهد فيه الخلق ليئدوه على أكمل وجه مطلوب ولا عصمة لأحد منهم بعد رسول الله ، لأن العصمة كانت مطلوبة لمبلغ الشرع عن ربه فلما اكتمل ما عاد هناك لزوم للعصمة ، وقد اكتمل التشريع وتكفل الله بحفظ اساسه ومرجعه الرئيس...
نعم دولة الهية الوجود لأن الله طلبها ، والهية التشريع لان الله أكمل شريعتها ، وجعل تشريعه مرجعية وجودها وغايتها لتنفيذه وتطبيقه ونشره يحتكم اليه وبه الحاكم والمحكوم ، ويحاسب المحكوم حاكمه به وعلى أساسه فالكل محكوم له حاكم ومحكوم ومحاسب على أساسه .. فهي بشرية التطبيق والتنفيذ.
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله وطيب ثراه ونوّر ضريحه وأسكنه فسيح جناته فى ظلال قوله تعالى:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يوسف
إن الحكم لا يكون إلا لله . فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته ;
إذ الحاكمية من خصائص الألوهية . من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته ; سواء ادعى هذا الحق فرد , أو طبقة , أو حزب . أو هيئة , أو أمة , أو الناس جميعا في صورة منظمة عالمية .
ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها فقد كفر بالله كفرا بواحا , يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة , حتى بحكم هذا النص وحده !
وادعاء هذا الحق لا يكون بصورة واحدة هي التي تخرج المدعي من دائرة الدين القيم , وتجعله منازعا لله في أولى خصائص ألوهيته - سبحانه -
فليس من الضروري أن يقول:
ما علمت لكم من إله غيري ;
أو يقول:
أنا ربكم الأعلى , كما قالها فرعون جهرة . ولكنه يدعي هذا الحق وينازع الله فيه بمجرد أن ينحي شريعة الله عن الحاكمية ;
و
يستمد القوانين من مصدر آخر .
و
بمجرد أن يقرر أن الجهة التي تملك الحاكمية , أي التي تكون هي مصدر السلطات , جهة أخرى غير الله سبحانه . . ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية .
والأمة في النظام الإسلامي هي التي تختار الحاكم فتعطيه شرعية مزاولة الحكم بشريعة الله ; ولكنها ليست هي مصدر الحاكمية التي تعطي القانون شرعيته .
إنما مصدر الحاكمية هو الله .
وكثيرون حتى من الباحثين المسلمين يخلطون بين مزاولة السلطة وبين مصدر السلطة . فالناس بجملتهم لا يملكون حق الحاكمية إنما يملكه الله وحده . والناس إنما يزاولون تطبيق ما شرعه الله بسلطانه , أما ما لم يشرعه الله فلا سلطان له ولا شرعية , وما أنزل الله به من سلطان . .
وختاما اللهم أعزنا بديننا وراية نبينا ، وفقهنا أمور ديننا ، وأعز أمة الإسلام بحكم الإسلام ، ولكم وعليكم السلام .
((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ))(60) النساء...
* وليست دولة كهنوت ديني ثيوقراطي يحكم فيه طبقة ما يسمى برجال الدين بأهوائهم وأمزجتهم فيحلون ويحرمون ويشرعون للناس بغير هدى ولا تقى ولا كتاب منير.
روي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي : " يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك " ، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ : ( ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ( 31 ) ) . حتى فرغ منها ، قلت له : إنا لسنا نعبدهم ، فقال : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه " ؟ قال قلت : بلى ، قال : " فتلك عبادتهم ".
فهي ليست دولة الحكم بالحق الإلهي الذي يدعي فيه الحاكم أنه ظل الله في الأرض ، ومنفذ مشيئته ، وهو قدره لأهل الأرض ، أو أنه نائب لله في الأرض ، فالله أحد ، لا جنس ولا نوع له ، ولم يكن له كفوا أحد لينيبه عنه في خلقه....
* وليست دولة ديمقراطية مدنبة يشرع فيها نواب الشعب للشعب أو حكم الشعب فيها للشعب كما يزعمون . فذاك كفر أيضا ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))50المائدة
* إنها دولة الاهية التشريع والوجود ، بشرية التنفيذ والتطبيق ... أي أن وجودها حكم الهي لتطبق وتنفذ أحكام شرع الله..
{فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ} [المائدة: 48] {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44] {إنَّا أنزَلْنَا إلَيْكَ الْكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} [النساء: 105] {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65] .
فهذه النصوص التي تطلب الحكم بما أنزل الله هي نفسها أدلة طلب وجود وإيجاد دولة الحكم بما أنزل الله ، لأنها أداة التنقيذ لها ووسيلة التطبيق للطلب ... فدولة الإسلام المسماة بالأحاديث الشريفة دولة الخلافة هي نظام خاص يستند في وجوده الى عقيدة الإسلام وأحكامه الشرعية ، حيث أن العقيدة تعطي حق الحاكمية على أفعال العباد ، وحق التشريع لحياتهم لله وحده فقط ليس لسواه {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم} [يوسف: الآية 40].
والخلافة ليست خلافة الله في الأرض...لأن الله لا يخلفه أحد ، ولأنه لا يكافئه أحد ليخلفه ، إنما هي خلافة النبوة ، وخلافة عملها وشغل مهامها في حكم الخلق بما شرع الخالق ، وهداية البشرية بما جاءت به النبوة من وحي أوحي لها ، وبلاغه للعالمين نورا وهدى للناس كافة ... يجتهد فيه الخلق ليئدوه على أكمل وجه مطلوب ولا عصمة لأحد منهم بعد رسول الله ، لأن العصمة كانت مطلوبة لمبلغ الشرع عن ربه فلما اكتمل ما عاد هناك لزوم للعصمة ، وقد اكتمل التشريع وتكفل الله بحفظ اساسه ومرجعه الرئيس...
نعم دولة الهية الوجود لأن الله طلبها ، والهية التشريع لان الله أكمل شريعتها ، وجعل تشريعه مرجعية وجودها وغايتها لتنفيذه وتطبيقه ونشره يحتكم اليه وبه الحاكم والمحكوم ، ويحاسب المحكوم حاكمه به وعلى أساسه فالكل محكوم له حاكم ومحكوم ومحاسب على أساسه .. فهي بشرية التطبيق والتنفيذ.
يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله وطيب ثراه ونوّر ضريحه وأسكنه فسيح جناته فى ظلال قوله تعالى:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (40) يوسف
إن الحكم لا يكون إلا لله . فهو مقصور عليه سبحانه بحكم ألوهيته ;
إذ الحاكمية من خصائص الألوهية . من ادعى الحق فيها فقد نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته ; سواء ادعى هذا الحق فرد , أو طبقة , أو حزب . أو هيئة , أو أمة , أو الناس جميعا في صورة منظمة عالمية .
ومن نازع الله سبحانه أولى خصائص ألوهيته وادعاها فقد كفر بالله كفرا بواحا , يصبح به كفره من المعلوم من الدين بالضرورة , حتى بحكم هذا النص وحده !
وادعاء هذا الحق لا يكون بصورة واحدة هي التي تخرج المدعي من دائرة الدين القيم , وتجعله منازعا لله في أولى خصائص ألوهيته - سبحانه -
فليس من الضروري أن يقول:
ما علمت لكم من إله غيري ;
أو يقول:
أنا ربكم الأعلى , كما قالها فرعون جهرة . ولكنه يدعي هذا الحق وينازع الله فيه بمجرد أن ينحي شريعة الله عن الحاكمية ;
و
يستمد القوانين من مصدر آخر .
و
بمجرد أن يقرر أن الجهة التي تملك الحاكمية , أي التي تكون هي مصدر السلطات , جهة أخرى غير الله سبحانه . . ولو كان هو مجموع الأمة أو مجموع البشرية .
والأمة في النظام الإسلامي هي التي تختار الحاكم فتعطيه شرعية مزاولة الحكم بشريعة الله ; ولكنها ليست هي مصدر الحاكمية التي تعطي القانون شرعيته .
إنما مصدر الحاكمية هو الله .
وكثيرون حتى من الباحثين المسلمين يخلطون بين مزاولة السلطة وبين مصدر السلطة . فالناس بجملتهم لا يملكون حق الحاكمية إنما يملكه الله وحده . والناس إنما يزاولون تطبيق ما شرعه الله بسلطانه , أما ما لم يشرعه الله فلا سلطان له ولا شرعية , وما أنزل الله به من سلطان . .
وختاما اللهم أعزنا بديننا وراية نبينا ، وفقهنا أمور ديننا ، وأعز أمة الإسلام بحكم الإسلام ، ولكم وعليكم السلام .