تسابيح افكار للواحد القهار
اعلم ايها المؤمن انه اذا حل اجل الكتاب هيأ الله له الاسباب. .واذا ما عارضت الاسباب الكتاب ..عطلها الله تعالى ليجري ما في الكتاب . فليكن يقينك دوما على الله لا على الاسباب ..فالاسباب بيديه ومن خلقه ان شاء اعملها وان شاء عطلها، فارادته ومشيئته هي العاملة فيها، ولكن لاتغفلها ولا تتركها، فانت مأمور مكلف بالاخذ بها، وفي نفس الوقت لا يكن يقينك عليها ،فانت مكلف بالاعمال التي من شأنها تحصيل النتائج ، وتحقيق النتائج بيد لله ومن امور مشيئته تعالى..
ففي الهجرة اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم بالاسباب، فذهب الى الغار وكلف من يخفي و يطمس اثره ، ورتب من ياتيه بالزاد والشراب ومع ذلك وصل المشركون اليه وصاحبه في الغار، فنسجت دويبة العنكبوت الضعيفة بيتها على باب الغار وباضت الحمامة وعششت فوق الباب ، فلما تعطلت اسباب الحماية التي اتخذها وصاحبه، حماه الله بابسط الاسباب .. ولما اوقدت النار لاحراق ابراهيم، عطل فيها ربها خاصية الاحراق وجعلها بردا وسلاما.. فقد تتعطل الاسباب او يجعل الله اسبابا لم تخطر ببالك ليحقق وعدا كان مفعولا.. فمن مكرمات الله لمن يتقيه ان يرزقه من حيث لا يحتسب ..اي من طريق لم يفكر فيه ولم يخطر له على بال .. فسبح باسم ربك العظيم وكن دوما بالله على يقين .. فسبحان من لاتدركه الابصار ولاتدرك العقول منه الا اسمه لعظمته جل شانه، سبحانه ما اعظم شانه، ربي سبح لك العظم واللحم والنخاع، والبصر والسمع والدماغ ولبى الفؤاد فسجد ولعظمتك ركع واطاع.
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا (78) وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا (79) وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا (80) وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (81) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)الاسراء).
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2017-01-10, 12:34 pm عدل 1 مرات