الاختلاف ......ووحدة الأمة
...الاسلام جعل لنا اساسيات منعنا من الاختلاف عليها ..اركان الايمان ...و..اركان الاسلام ...وجعلها معالم الايمان عقيدة ومعالم الاسلام مسلكا... واشار الى ان الافهام لاتستقيم على صعيد واحد، والا لاصبح الناس نسخة كربونية مكررة لا يتمايزون...فلا بد من تباين الافهام وتنوعها وتعدد الادراكات ومستوياتها ليبلغ البشر مرحلة التكامل وليس الكمال، لان المخلوق لن يكمل وسيبقى يعاني من افة النقص، لان كمال الامر لله الكامل الواحد لا غير.. فالخلاف واختلاف الافهام في مسيرة البشرية امر طبيعي متوقع وعلامة صحة وليس علامة خطأ. فلذلك حاور الخالق العظيم خلقه وطالبهم على اثبات رايهم بالحجة والبرهان ...( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...) ومن ضاق افقه وضاقت مداركه لم يقبل لا حجة للغير ولا برهان، وتعنت لضيق صدره الناجم من ضيق افقه ، حين يتفرعن و يتأله برأيه المبني غالبا على الظن والوهم ولا يرى صوابا الا ما رأى، ولا يرى مؤمنا او مصيبا الا من اراه هو رؤياه الفرعونية. الاسلام اكبر من الشخص واعظم من ان يختزل برؤيا بشر... فما اوتيتم من العلم الا قليلا....
فهناك امور بالنسبة لامة الاسلام لا ينبغي ان تختلف عليها وهي قطعيات الاعتقاد واساسيات الاسلام والا حصل الخلاف والفرقة ، وهناك امور قد نختلف فيها كفهم الادلة ظنية الدلالة والنصوص حمالة الاوجه ..ولكن الذي لا يصح لامتنا ان يسير ابناؤها وفق اهوائهم في فهمهم للنصوص واستدلالاتهم بالادلة والا كان ذلك اتباعا للشيطان الذي مطيته الهوى.. ولا بد من فهم النص فهما شرعيا وذلك بالضوابط المشروعة والمستنبطة بالاستقراء من طبيعة لغة الشرع والكتاب والحديث ، والتي قررها فقهاء الامة وقعدوها من خلال استقراءهم لمنظومة النصوص الشرعية فاستخرجوا لنا قواعد وضوابط تضبط الفهم ليكون منسجما وروح التشريع الرباني وغاياته ومقاصده ووفق تصوراته العقدية .
وهي بلا شك ضوابط وقواعد حتى الاختلاف على اساسها يستساغ ولا يبلبل وحدة الامة ولا يجرح او يخدش مؤدى وغاية التوحيد في توجيه الامة بل العالمين ليتوحدوا في توجههم للاله الواحد الديان حينها لا يشذ الا من ابى ان يكون من امة الله الواحدة...قال تعالى:-
....وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
- جاء في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله مايلي:-
وقد تقدمت عند قوله تعالي : كان الناس أمّةً واحدةً في سورة [ البقرة : 213 ] . فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال : الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة .
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق ، فآل المعنى إلى : لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص .
وفهم من شرط ( لو ) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : كان النّاس أمّة واحدة [ البقرة : 213 ] وقوله : وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا في سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله : إلاّ من رحم ربك ، أي فعصمهم من الاختلاف .
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه ، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة ، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة ، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين . وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف .
وأما تعقيبه بقوله : ولذلك خلقهم فهو تأكيد بمضمون ولا يزالون مختلفين . والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله : مختلفين ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه : وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون [ الذاريات : 56 ] لأنّ القصر هنالك إضافيّ ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا ، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية .
وتقديم المعمول على عامله في قوله : ولذلك خلقهم ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة ، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين .- اه من تفسير الطاهر رحمه الله.
فالاختلاف المذموم هو الاختلاف المؤدي الى فرقة الامة وانقسام كيانها وشرذمت وحدتها
قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(153) الانعام.
وبين تعالى ان سبب الفشل المؤدي الى ذهاب الريح والغلبة للامة في الارض انما هو في الاختلاف النابع من معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم طاعة الله ورسوله فقال :- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (46)الانفال.
يارب بك نعيذ امة نبيك الحبيب من الفرقة والشتات والفشل وذهاب الريح...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
...الاسلام جعل لنا اساسيات منعنا من الاختلاف عليها ..اركان الايمان ...و..اركان الاسلام ...وجعلها معالم الايمان عقيدة ومعالم الاسلام مسلكا... واشار الى ان الافهام لاتستقيم على صعيد واحد، والا لاصبح الناس نسخة كربونية مكررة لا يتمايزون...فلا بد من تباين الافهام وتنوعها وتعدد الادراكات ومستوياتها ليبلغ البشر مرحلة التكامل وليس الكمال، لان المخلوق لن يكمل وسيبقى يعاني من افة النقص، لان كمال الامر لله الكامل الواحد لا غير.. فالخلاف واختلاف الافهام في مسيرة البشرية امر طبيعي متوقع وعلامة صحة وليس علامة خطأ. فلذلك حاور الخالق العظيم خلقه وطالبهم على اثبات رايهم بالحجة والبرهان ...( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين...) ومن ضاق افقه وضاقت مداركه لم يقبل لا حجة للغير ولا برهان، وتعنت لضيق صدره الناجم من ضيق افقه ، حين يتفرعن و يتأله برأيه المبني غالبا على الظن والوهم ولا يرى صوابا الا ما رأى، ولا يرى مؤمنا او مصيبا الا من اراه هو رؤياه الفرعونية. الاسلام اكبر من الشخص واعظم من ان يختزل برؤيا بشر... فما اوتيتم من العلم الا قليلا....
فهناك امور بالنسبة لامة الاسلام لا ينبغي ان تختلف عليها وهي قطعيات الاعتقاد واساسيات الاسلام والا حصل الخلاف والفرقة ، وهناك امور قد نختلف فيها كفهم الادلة ظنية الدلالة والنصوص حمالة الاوجه ..ولكن الذي لا يصح لامتنا ان يسير ابناؤها وفق اهوائهم في فهمهم للنصوص واستدلالاتهم بالادلة والا كان ذلك اتباعا للشيطان الذي مطيته الهوى.. ولا بد من فهم النص فهما شرعيا وذلك بالضوابط المشروعة والمستنبطة بالاستقراء من طبيعة لغة الشرع والكتاب والحديث ، والتي قررها فقهاء الامة وقعدوها من خلال استقراءهم لمنظومة النصوص الشرعية فاستخرجوا لنا قواعد وضوابط تضبط الفهم ليكون منسجما وروح التشريع الرباني وغاياته ومقاصده ووفق تصوراته العقدية .
وهي بلا شك ضوابط وقواعد حتى الاختلاف على اساسها يستساغ ولا يبلبل وحدة الامة ولا يجرح او يخدش مؤدى وغاية التوحيد في توجيه الامة بل العالمين ليتوحدوا في توجههم للاله الواحد الديان حينها لا يشذ الا من ابى ان يكون من امة الله الواحدة...قال تعالى:-
....وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119)هود
- جاء في تفسير الطاهر بن عاشور رحمه الله مايلي:-
وقد تقدمت عند قوله تعالي : كان الناس أمّةً واحدةً في سورة [ البقرة : 213 ] . فتفسر الأمّة في كل مقام بما تدل عليه إضافتها إلى شيء من أسباب تكوينها كما يقال : الأمّة العربيّة والأمّة الإسلاميّة .
ومعنى كونها واحدة أن يكون البشر كلّهم متّفقين على اتّباع دين الحق كما يدل عليه السياق ، فآل المعنى إلى : لو شاء ربك لجعل الناس أهل ملّة واحدة فكانوا أمّة واحدة من حيث الدّين الخالص .
وفهم من شرط ( لو ) أنّ جعلهم أمّة واحدة في الدّين منتفية ، أي منتف دوامها على الوحدة في الدّين وإنْ كانوا قد وُجدوا في أوّل النشأة متّفقين فلم يلبثوا حتّى طرأ الاختلاف بينَ ابنيْ آدم عليه السّلام لقوله تعالى : كان النّاس أمّة واحدة [ البقرة : 213 ] وقوله : وما كان النّاس إلاّ أمّةً واحدةً فاختلفوا في سورة [ يونس : 19 ] ؛ فعلم أنّ الناس قد اختلفوا فيما مضى فلم يكونوا أمّة واحدة ، ثم لا يدري هل يؤول أمرهم إلى الاتّفاق في الدّين فأعقب ذلك بأنّ الاختلاف دائم بينهم لأنّه من مقتضى ما جُبِلت عليه العقول .ولمّا أشعر الاختلاف بأنه اختلاف في الدّين ، وأنّ معناه العدول عن الحق إلى الباطل ، لأنّ الحق لا يقبل التعدّد والاختلاف ، عُقّب عموم ولا يزالون مختلفين باستثناء من ثبتوا على الدين الحق ولم يخالفوه بقوله : إلاّ من رحم ربك ، أي فعصمهم من الاختلاف .
وفهم من هذا أنّ الاختلاف المذموم المحذّر منه هو الاختلاف في أصول الدّين الذي يترتّب عليه اعتبار المخالف خارجاً عن الدين وإن كان يزعم أنّه من مُتّبعيه ، فإذا طرأ هذا الاختلاف وجب على الأمّة قصمه وبذل الوسع في إزالته من بينهم بكلّ وسيلة من وسائل الحقّ والعدل بالإرشاد والمجادلة الحسنة والمناظرة ، فإنْ لم ينجع ذلك فبالقتال كما فعل أبو بكر في قتال العرب الذين جحدوا وجوب الزكاة ، وكما فعل عليّ كرّم الله وجهه في قتال الحروريّة الذين كفّروا المسلمين . وهذه الآية تحذير شديد من ذلك الاختلاف .
وأما تعقيبه بقوله : ولذلك خلقهم فهو تأكيد بمضمون ولا يزالون مختلفين . والإشارة إلى الاختلاف المأخوذ من قوله : مختلفين ، واللاّم للتعليل لأنّه لمّا خلقهم على جِبِلّة قاضية باختلاف الآراء والنزعات وكان مريداً لمقتضى تلك الجبلّة وعالماً به كما بيّناه آنفاً كان الاختلاف علّة غائية لخلقهم ، والعلّة الغائية لا يلزمها القصر عليها بل يكفي أنها غاية الفعل ، وقد تكون معها غايات كثيرة أخرى فلا ينافي ما هنا قولُه : وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون [ الذاريات : 56 ] لأنّ القصر هنالك إضافيّ ، أي إلاّ بحالة أن يعبدوني لا يشركوا ، والقصر الإضافي لا ينافي وجود أحوال أخرى غير ما قُصدَ الردّ عليه بالقصر كما هو بيّن لمن مارس أساليب البلاغة العربية .
وتقديم المعمول على عامله في قوله : ولذلك خلقهم ليس للقصر بل للاهتمام بهذه العلّة ، وبهذا يَندفع ما يوجب الحيرة في التفسير في الجمع بين الآيتين .- اه من تفسير الطاهر رحمه الله.
فالاختلاف المذموم هو الاختلاف المؤدي الى فرقة الامة وانقسام كيانها وشرذمت وحدتها
قال الله تعالى : (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )(153) الانعام.
وبين تعالى ان سبب الفشل المؤدي الى ذهاب الريح والغلبة للامة في الارض انما هو في الاختلاف النابع من معصية الله ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم طاعة الله ورسوله فقال :- (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (46)الانفال.
يارب بك نعيذ امة نبيك الحبيب من الفرقة والشتات والفشل وذهاب الريح...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.