قيام الدين ووحدة الامة...
ان قيام الدين يرتكز على امرين مهمين وقاعدتين اساسيتين :-
1- عقيدة التوحيد وكلمتها المباركة التي يجب ان تكون اساس التفكير وقاعدة تكوين العقلية الاسلامية وبناء النفسية الاسلامية ومقياس الفكر ومنطلق السلوك والعمل....
2- وحدة الامة وتوحيد كلمتها انطلاقا من وحدة عقيدتها قال الله تعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [سورة الشورى: 13].
قال البغوي رحمه الله: (بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة).
نعم اخي المسلم ان كلمة التوحيد تقتضي توحيد الكلمة، ولا يستقيم أمور المسلمين في الدين والدنيا إلا بهما.
وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تؤكد ما ورد في القرآن الكريم من الأمر بالوحدة والاجتماع والنهي الاختلاف والفرقة، ومن تلك الأحاديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
قال النووي رحمه الله: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم (ولا تفرقوا): فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتألف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام، واعلم أن الثلاثة المرضية إحداها: أن يعبدوه، الثانية: أن لا يشركوا به شيئا، الثالثة: أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا.
وقوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة). وقد تكرر منه صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بلزوم الجماعة في أحاديث أخرى كثيرة. حتى في العبادة والصلاة فان النبي سلام الله عليه امر بتسوية الصفوف ورصها وتقارب القلوب وتآلفها فقد روي عن أبى مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم).
انها وصية الله تعالى لنا يا امة الاسلام بوحدة الصف والطريق والمنهج لنكون عباد الله اخوانا
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ٣٥١].
ولا ننس ان كل فعل أو قول يؤدي إلى شق العصى وتفريق الكلمة يعد جريمة يعاقب عليها الشرع في الدنيا قبل عقاب الاخرة لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه).
قال الماوردي رحمه الله: (إذا عقدت الإمامة لإمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما، لأنه لا يجوز أن يكون للأمة إمامان في وقت واحد).وفي سبيل حفظ الكيان المسلم من الشرذمة والتفرق والشتات شرع الله تعالى قتال البغاة والمحاربين كما في قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [سورة الحجرات: 9].
ان الحكم اخواني في جميع أمور الدين إلى الله ورسوله، ولا يكون الرد عند الاختلاف إلا إليهما، أو إلى ما دلا عليه من مناهج الاستدلال وطرق الاستنباط.فالامة عامة مرجعيتها واحدة
فالإسلام هو الدين الذي تعتنقه جماهير الأمة الإسلامية الغفيرة، ونظراً لكون الإسلام يتسم بالشمول، فإنه يولد تجانساً روحياً وثقافياً وسلوكياً وتشريعياً.. وهكذا تتقارب الشعوب الإسلامية في كل جوانب حضارتها وحياتها، ويشعر الجميع بالرابطة العقائدية المبدأية التي تجمعهم اخوانا متحابين في الله . رغم ما أحدثه الغزو الفكري من تدمير في البنية الاجتماعية والثقافية للامة الواحدة التي لا يقبل الله تعالى لها الا ان تكون امة واحدة ممتدة بايمانها من عهد ادم عليه السلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها...(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )92الانبياء
(وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)المؤمنون 52. ان وحدة الامة ليست مجرد خيار استرتيجي بل هي خيار عقائدي وتكليف شرعي اعتقادي.
اللهم الف بين قلوب ابناء امة حبيبك المصطفى من مشارق الارض ومغاربها واجمعنا على محبتك وطاعتك والحكم بكتابك وسنة نبيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان قيام الدين يرتكز على امرين مهمين وقاعدتين اساسيتين :-
1- عقيدة التوحيد وكلمتها المباركة التي يجب ان تكون اساس التفكير وقاعدة تكوين العقلية الاسلامية وبناء النفسية الاسلامية ومقياس الفكر ومنطلق السلوك والعمل....
2- وحدة الامة وتوحيد كلمتها انطلاقا من وحدة عقيدتها قال الله تعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [سورة الشورى: 13].
قال البغوي رحمه الله: (بعث الله الأنبياء كلهم بإقامة الدين والألفة والجماعة وترك الفرقة والمخالفة).
نعم اخي المسلم ان كلمة التوحيد تقتضي توحيد الكلمة، ولا يستقيم أمور المسلمين في الدين والدنيا إلا بهما.
وردت في السنة النبوية المطهرة أحاديث كثيرة تؤكد ما ورد في القرآن الكريم من الأمر بالوحدة والاجتماع والنهي الاختلاف والفرقة، ومن تلك الأحاديث:
قوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم: أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال).
قال النووي رحمه الله: (وأما قوله صلى الله عليه وسلم (ولا تفرقوا): فهو أمر بلزوم جماعة المسلمين وتألف بعضهم ببعض، وهذه إحدى قواعد الإسلام، واعلم أن الثلاثة المرضية إحداها: أن يعبدوه، الثانية: أن لا يشركوا به شيئا، الثالثة: أن يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا.
وقوله صلى الله عليه وسلم (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة). وقد تكرر منه صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بلزوم الجماعة في أحاديث أخرى كثيرة. حتى في العبادة والصلاة فان النبي سلام الله عليه امر بتسوية الصفوف ورصها وتقارب القلوب وتآلفها فقد روي عن أبى مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم).
انها وصية الله تعالى لنا يا امة الاسلام بوحدة الصف والطريق والمنهج لنكون عباد الله اخوانا
{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ٣٥١].
ولا ننس ان كل فعل أو قول يؤدي إلى شق العصى وتفريق الكلمة يعد جريمة يعاقب عليها الشرع في الدنيا قبل عقاب الاخرة لقوله صلى الله عليه وسلم: (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه).
قال الماوردي رحمه الله: (إذا عقدت الإمامة لإمامين في بلدين لم تنعقد إمامتهما، لأنه لا يجوز أن يكون للأمة إمامان في وقت واحد).وفي سبيل حفظ الكيان المسلم من الشرذمة والتفرق والشتات شرع الله تعالى قتال البغاة والمحاربين كما في قوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [سورة الحجرات: 9].
ان الحكم اخواني في جميع أمور الدين إلى الله ورسوله، ولا يكون الرد عند الاختلاف إلا إليهما، أو إلى ما دلا عليه من مناهج الاستدلال وطرق الاستنباط.فالامة عامة مرجعيتها واحدة
فالإسلام هو الدين الذي تعتنقه جماهير الأمة الإسلامية الغفيرة، ونظراً لكون الإسلام يتسم بالشمول، فإنه يولد تجانساً روحياً وثقافياً وسلوكياً وتشريعياً.. وهكذا تتقارب الشعوب الإسلامية في كل جوانب حضارتها وحياتها، ويشعر الجميع بالرابطة العقائدية المبدأية التي تجمعهم اخوانا متحابين في الله . رغم ما أحدثه الغزو الفكري من تدمير في البنية الاجتماعية والثقافية للامة الواحدة التي لا يقبل الله تعالى لها الا ان تكون امة واحدة ممتدة بايمانها من عهد ادم عليه السلام الى ان يرث الله الارض ومن عليها...(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )92الانبياء
(وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)المؤمنون 52. ان وحدة الامة ليست مجرد خيار استرتيجي بل هي خيار عقائدي وتكليف شرعي اعتقادي.
اللهم الف بين قلوب ابناء امة حبيبك المصطفى من مشارق الارض ومغاربها واجمعنا على محبتك وطاعتك والحكم بكتابك وسنة نبيك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته