اختلاف المطالع ووحدة الامة
من المعلوم في الشرع بالضرورة وجوب وحدة الامة، وحرمة فرقتها وتنازعها واختلافها، سواء كان الاختلاف في امور الدنيا ام في امور دينها. قال الله تعالى:- ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) (آل عمران: من الآية 103)
وقد حذرنا ربنا من أن نسلك درب السابقين في الاختلاف فقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)) (آل عمران). وقد حذر الله تعالى من التنازع والاختلاف وبين ان مؤداه الفشل وذهاب الهيبة والمكانة و نتيجته التفرق والذل والهوان فقال سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) (الأنفال: 46).
ان الفتوى انما هي حكم شرعي لمقتضى الحال ينزل على الواقع الذي يقتضيه، وكل حكم شرعي له علته الباعثة على تشريعه، وله سببه الموجب لوجوده، فعلة تشريع الصوم هي عبادة الله تعالى وطاعته ، وسبب ايجاب الصوم هو دخول الشهر برؤية ومشاهدة هلاله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)البقرة)).
ولما كانت رؤية الهلال تتعسر في بعض الاماكن وتتيسر في غيرها ، ولما كان يستحيل نقل الخبر وقت لزومه لاتساع الافاق وبعد الشقة بين البلدان والامصار، فانهم قالوا بجواز اختلاف المطالع .
ولما كان السبب يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم، فان فتوى اختلاف المطالع اليوم وقد تقارب الزمان، وانعدمت المسافات امام سرعة وسائل نقل الخبر، وايصاله بالصوت والصورة وقت لزومه، و في اجزاء من الثانية ، فان سبب اختلاف المطالع اصبح معدوما، فبمجرد اكتشاف الراديو لم يعد هناك مبرر لاختلاف مطالع الامة الواحدة ، وعليه ينعدم القول بجوازه ويلزم المسلمين كافة برؤية العدل منهم للصيام ورؤية العدلين للفطر فهم الامة الواحدة التي يسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70-71].
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:102-103].
نسال الله تعالى الهداية والسداد والرشاد والقبول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من المعلوم في الشرع بالضرورة وجوب وحدة الامة، وحرمة فرقتها وتنازعها واختلافها، سواء كان الاختلاف في امور الدنيا ام في امور دينها. قال الله تعالى:- ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا) (آل عمران: من الآية 103)
وقد حذرنا ربنا من أن نسلك درب السابقين في الاختلاف فقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)) (آل عمران). وقد حذر الله تعالى من التنازع والاختلاف وبين ان مؤداه الفشل وذهاب الهيبة والمكانة و نتيجته التفرق والذل والهوان فقال سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)) (الأنفال: 46).
ان الفتوى انما هي حكم شرعي لمقتضى الحال ينزل على الواقع الذي يقتضيه، وكل حكم شرعي له علته الباعثة على تشريعه، وله سببه الموجب لوجوده، فعلة تشريع الصوم هي عبادة الله تعالى وطاعته ، وسبب ايجاب الصوم هو دخول الشهر برؤية ومشاهدة هلاله: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)البقرة)).
ولما كانت رؤية الهلال تتعسر في بعض الاماكن وتتيسر في غيرها ، ولما كان يستحيل نقل الخبر وقت لزومه لاتساع الافاق وبعد الشقة بين البلدان والامصار، فانهم قالوا بجواز اختلاف المطالع .
ولما كان السبب يلزم من وجوده الوجود ومن عدمه العدم، فان فتوى اختلاف المطالع اليوم وقد تقارب الزمان، وانعدمت المسافات امام سرعة وسائل نقل الخبر، وايصاله بالصوت والصورة وقت لزومه، و في اجزاء من الثانية ، فان سبب اختلاف المطالع اصبح معدوما، فبمجرد اكتشاف الراديو لم يعد هناك مبرر لاختلاف مطالع الامة الواحدة ، وعليه ينعدم القول بجوازه ويلزم المسلمين كافة برؤية العدل منهم للصيام ورؤية العدلين للفطر فهم الامة الواحدة التي يسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71)} [الأحزاب: 70-71].
وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:102-103].
نسال الله تعالى الهداية والسداد والرشاد والقبول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.