الوحدة العربية والحرب على مصر في السياسات والوثائق الصهيونية
ساسين عساف
وجود الأقباط في مصر وجود كنسي لاهوتي مستقلّ مكّنهم من المحافظة على وحدتهم الإجتماعية والثقافية رغم انتشارهم في أقاليم جغرافية متنوّعة من أرض الكنانة. وجودهم ما زال حيّاً ولو بأحجام أقل انتشاراً.
هذا الوجود الكنسي اللاهوتي الإجتماعي الثقافي لم يتهيّأ له يوماً لظروف موضوعية وذاتية أن يتحوّل إلى واقع سياسي منفصل عن الدولة المصرية.
تمسّك الأقباط بحريتهم الدينية ولم يشرطوها يوماً بالتكيّن السياسي بداعي العوامل السوسيو/ثقافية. تجمعهم الهوية العربية بإخوانهم المصريين.
الكنيسة القبطية التي عاداها واضطهدها الحكم البزنطي مهّدت الطريق للفتح العربي في القرن السابع فالأقباط كانوا يشكّلون الشعب المصري بأكثريته الساحقة قبل الإسلام شأنهم في هذا شأن إخوانهم في بلاد الشام الذين توسّموا الخير والخلاص على يد الفاتحين العرب من الإضطهاد الديني ومن ظلم الضرائب. لم يروا في العرب غزاة بل محرّرين.
الأقباط هم شهود عدل، عبر التاريخ، على إنسانية الإسلام العربي.
• الصهيوني عاموس يادلين الرئيس السابق للإستخبارات الحربية الإسرائيلية قال:
إنّ "مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلي حسب الخطط المرسومة منذ عام ١٩٧٩" وإنّهم قد نجحوا فى تحقيق "الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، و فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر فى سبيل تعميق حالة الإهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكى يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك فى معالجة الإنقسام والتخلف والوهن المتفشى فى مصر."
ما يجري في الوطن العربي منتظر ومقروء منذ سنوات فمنذ ثمانينيات القرن الماضي والأحداث في المنطقة تجري وفق المخططات الصهيونية/الأميركية ومنها مخطّط التجزئة والتقسيم الذي اكتسب أهمية خاصة بعد قيام دولة الجنوب في السودان. قيادات الكيان الصهيوني أعلنت أبوّتها لهذه الدولة واعتبرت قيامها إنجازاً تاريخياً وهي لا تخفي تتطلّعها الى إنجاز تاريخي آخر.
• الأخطار التي تتعرّض لها مصر واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية التي نشرتها فى العام 1982 مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية بعنوان إستراتيجية إسرائيل في الثمانينيات. من هذه الوثيقة ما يلي:
- إنً مصر لا تشكّل خطراً عسكرياً استراتيجياً على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى.
- إنّ أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبدّدت في العام 1956 وتأكّد زوالها في العام 1967
- إنّ مصر بطبيعتها وبتركيبتها... هى بمثابة جثة هامدة... وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل.
- إنّ تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى.
- إنّ مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة سوف لا تشكل أيّ تهديد لاسرائيل.
- فإذا ما تفكّكت مصر فستتفكّك سائر الدول الأخرى..
- إنّ فكرة إنشاء دولة قبطية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة هي وسيلتنا لإحداث هذا التطوّر التاريخي.
• من مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية تقسيم مصر إلى أربع دويلات:
- سيناء وشرق الدلتا تحت النفوذ اليهودي ليتحقّق حلم اليهود من النيل إلى الفرات.
- الدولة القبطية وعاصمتها الإسكندرية وهي ممتدّة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتّسع غرباً لتضمّ الفيوم وتمتدّ في خطّ صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية وتتّسع لتضمّ أيضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدّة حتى مرس مطروح.
- دولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية وعاصمتها أسوان وهي تربط الجزء الجنوبي الممتدّ من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم معدولة البربر التي سوف تمتدّ من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
- مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة تضمّ الجزء المتبقّي من مصر. يراد لها أن تكون أيضاً تحت النفوذ الإسرائيلي حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمح اليهود إلى إنشائها.
• نشرت صحيفة "الشروق" أنّ عدداً من قيادات القوات المسلحة إلتقى "ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية" حيث أطلع ممثلي الائتلاف على وثائق تؤكد تعرّض البلاد لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية.
هذه الوثائق " تكشف أهدافاً مختلفة منها الوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر فى صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنة طائفية."
وتهدف أيضاً "المؤامرة إلى الإيقاع بين الشعب والجيش لمعاقبة القوات المسلحة على وقوفها إلى جانب الثورة وحمايتها، والتأثير على القوة العسكرية للدولة وإضعافها".
وذكرت قيادات القوات المسلّحة ان الغاية مما سبق هي تفتيت مصر دويلات صغيرة (دويلة نوبية فى الجنوب، وأخرى مسيحية فى الصعيد، وثالثة إسلامية فى شرق البلاد)، على أن يُطرد الفلسطينيون من قطاع غزة إلى سيناء. وتحدث حرب ثلاثية، أطرافها مصر وفلسطين وإسرائيل، في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان والمحاولات التى جرت فى العراق وتجرى حالياً فى ليبيا، وبهدف إضعاف مصر أمام إسرائيل، وبقاء الكيان الصهيوني "مخلب القط" فى الشرق الأوسط الجديد، كما هو مخطط له."
• ناظم روايا، وهو عالم إجتماع مقيم في كندا، وباحث مشارك في المسائل الإستراتيجية والجيو-سياسية في "مركز الأبحاث حول العولمة" نشر في موقع "فولتير نت" www.voltairenet، التابع لمنظمة إعلامية غير منحازة مقالته الأخيرة، في فبراير الماضي، بعنوان "تقسيم مصر: أخطار تدخّل الولايات المتحدة وإسرائيل والناتو" وفيها يحذّر ناظم روايا من وجود أجندة خفية للولايات المتحدة وإسرائيل بسبب عجزهما عن ضبط الأوضاع. ويذهب إلى القول بأنّهما يعملان بموجبها على زعزعة مصر وتقسيهما، بهدف إحباط أي تهديد إستراتيجي محتمل، والتعجيل في تحقيق غايتهما لتقسيم الوطن العربي..
• مركز ديان في جامعة تل أبيب لأبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تندرج أعماله ضمن إستراتيجية إسرائيل التفتيتية للوطن العربي عمل ويعمل على تدريب قيادات من جماعات إثنية لتكون مؤهلة لتطبيق إستراتيجية التجزئة. فاستراتيجية إسرائيل التي نجحت في تقسيم السودان والعراق موجهة حالياً إلى مصر التي هيأت لإسرائيل فرصة الإختراق المجتمعي.
وهذه الإستراتيجية التفتيتية التي تعتمدها إسرائيل لن تتوقف عند العراق و لا السودان وإنما ستستهدف دولاً عربية أخرى بخاصة مصر التي تتجه الأنظار إليها حالياً ، وهذه الإستراتيجية تعتمد بالدرجة الأولى على التفتيت الجغرافي والديموغرافي لإضعاف الدول العربية بالتوجّه إلى الأقليات والجماعات الإثنية وإقامة صلات تحرّضها على التمرد.
سفير إسرائيل في القاهرة أدارعملية التفتيت في مصر، حيث عمل على التحريض من خلال الإجتماع بقيادات من الأقباط والإسلاميين، وهذا ما تسبّب في الكثير من النزاعات إلى جانب أن هناك سفيراً آخر مرتبطاً بالموساد هوإسحاق ليفانون الذي كان في منصبه بالسفارة الإسرائيلية عندما وقع الهجوم عليها، والذي واصل عملية تفجير الصراع وعملية تعميق الإستقطاب داخل مصر بين الأقباط والمسلمين.. حتى الحوادث التي حصلت في الإسكندرية كان قنصل إسرائيل وراءها..
• ويبقى الأهمّ من كلّ ذلك المقال الذي نشرته في شهر يونيه عام 2006 مجلة القوات المسلحة الأمريكية بعنوان حدود الدم Blood Borders يتحدث فيه كاتب المقال (رالف بيتر)عن خرائط أعدّتها وزارة الدفاع الأمريكية. يقول إن حدود الشرق الأوسط الحالية كانت سبباً لنزاعات مذهبية وعرقية ضمن الدولة الواحدة، أو بين دول المنطقة حيث نتج عن ذلك ممارسات لا أخلاقية ضد الأقليات القومية والدينية، لذلك يقترح فصل المذاهب أو القوميات التي لا يمكنها التعايش مع بعضها وتأسيس دولة خاصة بكل منها. ويضيف: بما أن تصحيح الحدود يتطلب في العادة توافقاً في الإرادات بين الشعوب المعنية، وبما أنّ هذا التوافق غير متوافر لذلك إن إعادة التصحيح هذه تحتاج إلى حدود فاصلة بالدماء.(تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية هو المثال عليها)
ما يعني ان الشعوب تتقاتل إلي أن تصل إلي التفكيك، وهي الفكرة نفسها التي أعلنتها كوندوليسا رايس في حديث أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست في شهر إبريل 2005 أن الدماء بين الشعوب لا بدّ منه لأنّه يهيّئ لولادة شرق أوسط جديد.
ساسين عساف
وجود الأقباط في مصر وجود كنسي لاهوتي مستقلّ مكّنهم من المحافظة على وحدتهم الإجتماعية والثقافية رغم انتشارهم في أقاليم جغرافية متنوّعة من أرض الكنانة. وجودهم ما زال حيّاً ولو بأحجام أقل انتشاراً.
هذا الوجود الكنسي اللاهوتي الإجتماعي الثقافي لم يتهيّأ له يوماً لظروف موضوعية وذاتية أن يتحوّل إلى واقع سياسي منفصل عن الدولة المصرية.
تمسّك الأقباط بحريتهم الدينية ولم يشرطوها يوماً بالتكيّن السياسي بداعي العوامل السوسيو/ثقافية. تجمعهم الهوية العربية بإخوانهم المصريين.
الكنيسة القبطية التي عاداها واضطهدها الحكم البزنطي مهّدت الطريق للفتح العربي في القرن السابع فالأقباط كانوا يشكّلون الشعب المصري بأكثريته الساحقة قبل الإسلام شأنهم في هذا شأن إخوانهم في بلاد الشام الذين توسّموا الخير والخلاص على يد الفاتحين العرب من الإضطهاد الديني ومن ظلم الضرائب. لم يروا في العرب غزاة بل محرّرين.
الأقباط هم شهود عدل، عبر التاريخ، على إنسانية الإسلام العربي.
• الصهيوني عاموس يادلين الرئيس السابق للإستخبارات الحربية الإسرائيلية قال:
إنّ "مصر هى الملعب الأكبر لنشاطات جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلي حسب الخطط المرسومة منذ عام ١٩٧٩" وإنّهم قد نجحوا فى تحقيق "الاختراقات السياسية والأمنية والاقتصادية والعسكرية فى أكثر من موقع، و فى تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى، لتوليد بيئة متصارعة متوترة دائماً، ومنقسمة إلى أكثر من شطر فى سبيل تعميق حالة الإهتراء داخل البنية والمجتمع والدولة المصرية، لكى يعجز أي نظام يأتي بعد حسنى مبارك فى معالجة الإنقسام والتخلف والوهن المتفشى فى مصر."
ما يجري في الوطن العربي منتظر ومقروء منذ سنوات فمنذ ثمانينيات القرن الماضي والأحداث في المنطقة تجري وفق المخططات الصهيونية/الأميركية ومنها مخطّط التجزئة والتقسيم الذي اكتسب أهمية خاصة بعد قيام دولة الجنوب في السودان. قيادات الكيان الصهيوني أعلنت أبوّتها لهذه الدولة واعتبرت قيامها إنجازاً تاريخياً وهي لا تخفي تتطلّعها الى إنجاز تاريخي آخر.
• الأخطار التي تتعرّض لها مصر واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية التي نشرتها فى العام 1982 مجلة كيفونيم لسان حال المنظمة الصهيونية العالمية بعنوان إستراتيجية إسرائيل في الثمانينيات. من هذه الوثيقة ما يلي:
- إنً مصر لا تشكّل خطراً عسكرياً استراتيجياً على المدى البعيد بسبب تفككها الداخلى.
- إنّ أسطورة مصر القوية والزعيمة للدول العربية قد تبدّدت في العام 1956 وتأكّد زوالها في العام 1967
- إنّ مصر بطبيعتها وبتركيبتها... هى بمثابة جثة هامدة... وذلك بسبب التفرقة بين المسلمين والمسيحيين والتى سوف تزداد حدتها فى المستقبل.
- إنّ تفتيت مصر إلى أقاليم جغرافية منفصلة هو هدف إسرائيل السياسى.
- إنّ مصر المفككة والمقسمة الى عناصر سيادية متعددة سوف لا تشكل أيّ تهديد لاسرائيل.
- فإذا ما تفكّكت مصر فستتفكّك سائر الدول الأخرى..
- إنّ فكرة إنشاء دولة قبطية في مصر العليا إلى جانب عدد من الدويلات الضعيفة هي وسيلتنا لإحداث هذا التطوّر التاريخي.
• من مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية تقسيم مصر إلى أربع دويلات:
- سيناء وشرق الدلتا تحت النفوذ اليهودي ليتحقّق حلم اليهود من النيل إلى الفرات.
- الدولة القبطية وعاصمتها الإسكندرية وهي ممتدّة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتّسع غرباً لتضمّ الفيوم وتمتدّ في خطّ صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية وتتّسع لتضمّ أيضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدّة حتى مرس مطروح.
- دولة النوبة المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية وعاصمتها أسوان وهي تربط الجزء الجنوبي الممتدّ من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم معدولة البربر التي سوف تمتدّ من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
- مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة تضمّ الجزء المتبقّي من مصر. يراد لها أن تكون أيضاً تحت النفوذ الإسرائيلي حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمح اليهود إلى إنشائها.
• نشرت صحيفة "الشروق" أنّ عدداً من قيادات القوات المسلحة إلتقى "ائتلاف مجلس قيادة الثورة المصرية" حيث أطلع ممثلي الائتلاف على وثائق تؤكد تعرّض البلاد لمؤامرة من أطراف داخلية وخارجية.
هذه الوثائق " تكشف أهدافاً مختلفة منها الوقيعة بين الأقباط والمسلمين لزعزعة استقرار البلاد، وإظهار مصر فى صورة سيئة توحي للعالم بوجود فتنة طائفية."
وتهدف أيضاً "المؤامرة إلى الإيقاع بين الشعب والجيش لمعاقبة القوات المسلحة على وقوفها إلى جانب الثورة وحمايتها، والتأثير على القوة العسكرية للدولة وإضعافها".
وذكرت قيادات القوات المسلّحة ان الغاية مما سبق هي تفتيت مصر دويلات صغيرة (دويلة نوبية فى الجنوب، وأخرى مسيحية فى الصعيد، وثالثة إسلامية فى شرق البلاد)، على أن يُطرد الفلسطينيون من قطاع غزة إلى سيناء. وتحدث حرب ثلاثية، أطرافها مصر وفلسطين وإسرائيل، في إطار خطة أوسع لتقسيم الدول العربية مثلما حدث مع السودان والمحاولات التى جرت فى العراق وتجرى حالياً فى ليبيا، وبهدف إضعاف مصر أمام إسرائيل، وبقاء الكيان الصهيوني "مخلب القط" فى الشرق الأوسط الجديد، كما هو مخطط له."
• ناظم روايا، وهو عالم إجتماع مقيم في كندا، وباحث مشارك في المسائل الإستراتيجية والجيو-سياسية في "مركز الأبحاث حول العولمة" نشر في موقع "فولتير نت" www.voltairenet، التابع لمنظمة إعلامية غير منحازة مقالته الأخيرة، في فبراير الماضي، بعنوان "تقسيم مصر: أخطار تدخّل الولايات المتحدة وإسرائيل والناتو" وفيها يحذّر ناظم روايا من وجود أجندة خفية للولايات المتحدة وإسرائيل بسبب عجزهما عن ضبط الأوضاع. ويذهب إلى القول بأنّهما يعملان بموجبها على زعزعة مصر وتقسيهما، بهدف إحباط أي تهديد إستراتيجي محتمل، والتعجيل في تحقيق غايتهما لتقسيم الوطن العربي..
• مركز ديان في جامعة تل أبيب لأبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي تندرج أعماله ضمن إستراتيجية إسرائيل التفتيتية للوطن العربي عمل ويعمل على تدريب قيادات من جماعات إثنية لتكون مؤهلة لتطبيق إستراتيجية التجزئة. فاستراتيجية إسرائيل التي نجحت في تقسيم السودان والعراق موجهة حالياً إلى مصر التي هيأت لإسرائيل فرصة الإختراق المجتمعي.
وهذه الإستراتيجية التفتيتية التي تعتمدها إسرائيل لن تتوقف عند العراق و لا السودان وإنما ستستهدف دولاً عربية أخرى بخاصة مصر التي تتجه الأنظار إليها حالياً ، وهذه الإستراتيجية تعتمد بالدرجة الأولى على التفتيت الجغرافي والديموغرافي لإضعاف الدول العربية بالتوجّه إلى الأقليات والجماعات الإثنية وإقامة صلات تحرّضها على التمرد.
سفير إسرائيل في القاهرة أدارعملية التفتيت في مصر، حيث عمل على التحريض من خلال الإجتماع بقيادات من الأقباط والإسلاميين، وهذا ما تسبّب في الكثير من النزاعات إلى جانب أن هناك سفيراً آخر مرتبطاً بالموساد هوإسحاق ليفانون الذي كان في منصبه بالسفارة الإسرائيلية عندما وقع الهجوم عليها، والذي واصل عملية تفجير الصراع وعملية تعميق الإستقطاب داخل مصر بين الأقباط والمسلمين.. حتى الحوادث التي حصلت في الإسكندرية كان قنصل إسرائيل وراءها..
• ويبقى الأهمّ من كلّ ذلك المقال الذي نشرته في شهر يونيه عام 2006 مجلة القوات المسلحة الأمريكية بعنوان حدود الدم Blood Borders يتحدث فيه كاتب المقال (رالف بيتر)عن خرائط أعدّتها وزارة الدفاع الأمريكية. يقول إن حدود الشرق الأوسط الحالية كانت سبباً لنزاعات مذهبية وعرقية ضمن الدولة الواحدة، أو بين دول المنطقة حيث نتج عن ذلك ممارسات لا أخلاقية ضد الأقليات القومية والدينية، لذلك يقترح فصل المذاهب أو القوميات التي لا يمكنها التعايش مع بعضها وتأسيس دولة خاصة بكل منها. ويضيف: بما أن تصحيح الحدود يتطلب في العادة توافقاً في الإرادات بين الشعوب المعنية، وبما أنّ هذا التوافق غير متوافر لذلك إن إعادة التصحيح هذه تحتاج إلى حدود فاصلة بالدماء.(تفجير الكنيسة البطرسية في العباسية هو المثال عليها)
ما يعني ان الشعوب تتقاتل إلي أن تصل إلي التفكيك، وهي الفكرة نفسها التي أعلنتها كوندوليسا رايس في حديث أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست في شهر إبريل 2005 أن الدماء بين الشعوب لا بدّ منه لأنّه يهيّئ لولادة شرق أوسط جديد.