مسألة العدل الالهي Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
مسألة العدل الالهي I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
مسألة العدل الالهي I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 153 عُضو متصل حالياً :: 1 أعضاء, 0 عُضو مُختفي و 152 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

محمد بن يوسف الزيادي

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
معتصم - 12434
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 
العرين - 1193
مسألة العدل الالهي I_vote_rcapمسألة العدل الالهي I_voting_barمسألة العدل الالهي I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

مسألة العدل الالهي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1<img src=http://cgibin.ero مسألة العدل الالهي 2017-03-16, 11:07 am

محمد بن يوسف الزيادي



مسألة العدل الالهي..
المرادُ بالعدل الالهي هو تنزيه الباري تعالى عن فعل القبيح.بمعنى أنَّ إعتقادكَ بعدل الله تعالى هو أن لاتتهمه في أفعاله بظنِّكَ عدم الحكمة فيها أو بما لايليق به من نسبة القبح والظلم المنفيين عنه سبحانه..فقد سئل سيدنا علي رضي الله عنه عن عدل الله تعالى فقالSadالعدل أن لاتتهمه).علما بان المفهوم العام للعدل هو اعطاء كل ذي حق حقه الذي يستحق..اي هو أن لايصدر الظلم والتعدّي والتجاوز من الفاعل القادر ، فوجود القدرة الكاملة لايتنافى مع الظلم بأن لايبالي حقوق الآخرين .
لقد كان بحث موضوع العدل الالهي موضوعا شائكا بين المعتزلة الذين اوجبوا العدل على الله تعالى وتبع مذهبهم هذا الشيعة الاثني عشرية وما زالوا..وبين السادة الاشاعرة الذين اوجبوه لله تعالى وتبناه تقريبا معظم اهل طوائف السنة ما عدا المعتزلة..وفرق بين من اوجبه على ربه ومن اوجبه لربه تعالى..
والعدل ضده الظلم وهو منقصة يجب ان ننزه الله تعالى عنها ، بل ان الظلم مناف للحكمة والعلم ؛ فإنّ الحكمة تقتضي أن يضع الحكيم كلّ شيء في موضعه المناسب ، ولا يفعل ماهو قبيح في نظر العقل ، فمهما كان للشخص من قدرة لا تفوقه قدرة ، فحكمته تقتضي أن لا يصدر منه الظلم ؛ لأنّ الظلم من قبيل وضع الشيء في غير محلّه وهو مناف للقدرة والعلم والحكمة.
وللعلم فان اصل البحث كله برمته جاء من النظرة الى من هو الحاكم على الافعال؟هل هو الله تعالى بوحيه و بشرعه ام هو العقل؟وبالتالي مسألة التحسين والتقبيح؟هل الحكم بالقبح او الحسن عمل مصدره العقل ام الوحي؟؟
وبالتالي نشات مسالة العدل الالهي من خلال طرح سؤال دور العقل وقدرته على الادراك الذاتي لأنَّ أصل العدل هو من مُدركات العقل العملي عند الإنسان ؟ ام ان العقل لوحده دون الوحي عاجز عن ذلك؟؟!
ذلك العقل الذي يُعبّرُ عنه عند علماء الأديان والعقيدة بالحسن والقبح
ويُعبّرُ عنه عند الفلاسفة بالخير والشر
وعند علماء الأخلاق بالفضيلة والرذيلة.
والمراد من العقل العملي هنا هوالمُدرِكُ لما ينبغي فعله وإيقاعه أو تركه وما لاينبغي فعله .فكان راي المعتزلة اعتماد العقل انه هو القوة المدركة للخير والشر وهو القادر على التحسين والتقبيح والحكم على الاشياء..على اعتبار ان القبح في الاشياء امر متعلق بذاتها ويدركه العقل وان الحسن امر ذاتي في طبيعة الشيء ويدركه العقل.
وهنا وقع الخطأ في الادراك الذاتي للعقل فالملاحظ ان ادراكات العقول ومعقولاتها متفاوته ولكن العقل يستطيع ان يميز القبح من الحسن اذا نبه ووجه فلذلك كان لا بد للعقل من الوحي ليكون هاديا ومرشدا. فالإنسان باعتبار ضعفه وجهله قد يتوهم ما غايته خير شراً وما نهايته شر خيراً، فينظر إلى ظواهر الأمور وبداياتها ولا ينظر إلى عمقها ونهاياتها وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون).فما يراه الإنسان أو ما يشعر به ليس هو دائماً المعيار الحقيقي لفهم المصلحة الحقيقية للفرد والمجتمع، فرب شي‏ء نحبه وفيه شر كثير على صعيد الفرد أو المجتمع أو الأمة، وكذلك رب شي‏ء نكرهه وفيه المصلحة الكبرى للفرد أو الأمة واللَّه تعالى هو المحيط بخفايا الأمور ولا يستطيع البشر مهما بلغ وعيهم وفطنتهم إلا أن يفهموا جانباً من تلك الخفايا والمصالح البعيدة في الأحكام، فعلى المؤمن أن يعتقد أن كل الأحكام الصادرة من اللَّه تعالى هي لصالحه، تشريعية كانت كالصلاة والصوم والجهاد والزكاة، أم تكوينية كالموت والبلاءات والاختلاف في الخلقة والألوان، ويجب أن يصل إلى مرحلة التسليم للَّه تعالى حيث يقول: ﴿ثُمّ‏َ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾. لأن ما توصل إليه الإنسان من العلوم والاكتشافات لأسرار هذا الكون إنما هو النزر اليسير يقول تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.
ويؤكد القرآن الكريم هذه المسألة في قوله تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
فإن الكثير من الآلام هي في واقعها خير والإنسان أخطأ عندما اعتبرها شراً، فملاك وحقيقة الخيرية وعدمها ليس بموافقتها للرغبات التي دائما في العادة ما يخضع لها العقل وتوظف عمله لخدمتها وهو المعبر عنه بالهوى.
وذكر القرآن الكريم صورة أخرى معاكسة وهي أن الشيء قد يكون بالنظر السطحي خيراً ولكنه في الواقع شر وبلاء وفتنة وسبب لسوء العاقبة، يقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنّ‏َ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُم﴾.
ويقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنّ‏َ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.
ان مسألة الشرور والآفات، لماذا وجدت، وهل هي موافقة لعدالة اللَّه تعالى، مسألة قد طرحت منذ القدم طرحها الفلاسفة على مر العصور والانسان يقف عاجزا امام تفسير ابسط الظواهر الطبيعية فكيف بحكمة ومراد رب الوجود الذي لا يمكننا ان نحيط بعلمه وحكمته.
والمؤمن يثق بربه وانه الحكيم الذي لم يوجد ولم يحدث امرا عبثا فسبحانه.
وفي الختام نقول بأنَّ الحسن من الأشياء والافعال ماحسنه الشرع والقبيح منها ماقبَّحه الشرع ووظيفة العقل الاهتداء بالشرع وفقه وفهم ما نزل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن يوسف الزيادي



بسم الله الرحمن الرحيم
اعادة نشر :- مسألة العدل الالهي..
المرادُ بالعدل الالهي هو تنزيه الباري تعالى عن فعل القبيح . بمعنى أنَّ إعتقادكَ بعدل الله تعالى هو أن لاتتهمه في أفعاله بظنِّكَ عدم الحكمة فيها، أو بما لايليق به من نسبة القبح والظلم المنفيين عنه سبحانه.. فقد سئل سيدنا علي رضي الله عنه عن عدل الله تعالى فقال (العدل أن لاتتهمه).علما بان المفهوم العام للعدل هو اعطاء كل ذي حق حقه الذي يستحق..اي هو أن لايصدر الظلم والتعدّي والتجاوز من الفاعل القادر ، فوجود القدرة الكاملة لايتنافى مع الظلم بأن لايبالي حقوق الآخرين .
لقد كان بحث موضوع العدل الالهي موضوعا شائكا بين المعتزلة الذين اوجبوا العدل على الله تعالى، وتبع مذهبهم هذا الشيعة الاثني عشرية وما زالوا..وبين السادة الاشاعرة الذين اوجبوه لله تعالى وتبناه تقريبا معظم اهل طوائف السنة ما عدا المعتزلة.. وفرق بين من اوجبه على ربه ومن اوجبه لربه تعالى..
والعدل ضده الظلم وهو منقصة يجب ان ننزه الله تعالى عنها ، بل ان الظلم مناف للحكمة والعلم ؛ فإنّ الحكمة تقتضي أن يضع الحكيم كلّ شيء في موضعه المناسب ، ولا يفعل ماهو قبيح في نظر العقل ، فمهما كان للشخص من قدرة لا تفوقه قدرة ، فحكمته تقتضي أن لا يصدر منه الظلم ؛ لأنّ الظلم من قبيل وضع الشيء في غير محلّه وهو مناف للقدرة والعلم والحكمة.
وللعلم فان اصل البحث كله برمته جاء من النظرة الى من هو الحاكم على الافعال؟هل هو الله تعالى بوحيه و بشرعه ام هو العقل؟وبالتالي مسألة التحسين والتقبيح؟هل الحكم بالقبح او الحسن عمل مصدره العقل ام الوحي؟؟
وبالتالي نشات مسالة العدل الالهي من خلال طرح سؤال دور العقل وقدرته على الادراك الذاتي لأنَّ أصل العدل هو من مُدركات العقل العملي عند الإنسان ؟ ام ان العقل لوحده دون الوحي عاجز عن ذلك؟؟!
ذلك العقل الذي يُعبّرُ عنه عند علماء الأديان والعقيدة بالحسن والقبح
ويُعبّرُ عنه عند الفلاسفة بالخير والشر
وعند علماء الأخلاق بالفضيلة والرذيلة.
والمراد من العقل العملي هنا هوالمُدرِكُ لما ينبغي فعله وإيقاعه أو تركه وما لاينبغي فعله .فكان راي المعتزلة اعتماد العقل انه هو القوة المدركة للخير والشر وهو القادر على التحسين والتقبيح والحكم على الاشياء..على اعتبار ان القبح في الاشياء امر متعلق بذاتها ويدركه العقل وان الحسن امر ذاتي في طبيعة الشيء ويدركه العقل.
وهنا وقع الخطأ في الادراك الذاتي للعقل، فالملاحظ ان ادراكات العقول ومعقولاتها متفاوته، ولكن العقل يستطيع ان يميز القبح من الحسن اذا نبه ووجه، فلذلك كان لا بد للعقل من الوحي ليكون هاديا ومرشدا.
وايضا مما زاد البحث تعقيدا عدم ادراك كنه العقل ذاته، فاعتبروا العقل جوهر ذا قوة فلذلك علقوا قدرة الادراك بذاته كجوهر، واعتبره قسم منهم القلب واخرون اعتبروه الدماغ واضافوا لهما القوة النورانية الممكنة للادراك، ولم يتنبهوا لان العقل عملية
تقع ويحصل بها الادراك نتيجة وقوع الحس على واقع ثم نقل هذا المحسوس الى الدماغ بواسطة اعصاب الحس فيجري في الدماغ عملية الربط للواقع بما يحتفظ به الدماغ في ذاكرته من معلومات سابقة تلقنها الانسان الاول صاحب العقل البشري الاول من ربه يوم علمه الاسماء كلها فنقلها لذريته ليستمر وجود العقل والادراك وبالتالي التفكير عند البشر. فكان وجود العقل بحاجة الى وجود المعلومات السابقة التي كانت تعليما ربانيا لادم من ربه، فاصل وجود العقل كان محتاجا لتعليم الله تعالى.
(وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31البقرة).
فالإنسان باعتبار ضعفه وجهله قد يتوهم ما غايته خير شراً وما نهايته شر خيراً، فينظر إلى ظواهر الأمور وبداياتها ولا ينظر إلى عمقها ونهاياتها وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون).فما يراه الإنسان أو ما يشعر به ليس هو دائماً المعيار الحقيقي لفهم المصلحة الحقيقية للفرد والمجتمع، فرب شي‏ء نحبه وفيه شر كثير على صعيد الفرد أو المجتمع أو الأمة، وكذلك رب شي‏ء نكرهه وفيه المصلحة الكبرى للفرد أو الأمة واللَّه تعالى هو المحيط بخفايا الأمور ولا يستطيع البشر مهما بلغ وعيهم وفطنتهم إلا أن يفهموا جانباً من تلك الخفايا والمصالح البعيدة في الأحكام، فعلى المؤمن أن يعتقد أن كل الأحكام الصادرة من اللَّه تعالى هي لصالحه، تشريعية كانت كالصلاة والصوم والجهاد والزكاة، أم تكوينية كالموت والبلاءات والاختلاف في الخلقة والألوان، ويجب أن يصل إلى مرحلة التسليم للَّه تعالى حيث يقول: ﴿ثُمّ‏َ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا﴾. لأن ما توصل إليه الإنسان من العلوم والاكتشافات لأسرار هذا الكون إنما هو النزر اليسير يقول تعالى: ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.
ويؤكد القرآن الكريم هذه المسألة في قوله تعالى: ﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
فإن الكثير من الآلام هي في واقعها خير والإنسان أخطأ عندما اعتبرها شراً، فملاك وحقيقة الخيرية وعدمها ليس بموافقتها للرغبات التي دائما في العادة ما يخضع لها العقل وتوظف عمله لخدمتها وهو المعبر عنه بالهوى.
وذكر القرآن الكريم صورة أخرى معاكسة وهي أن الشيء قد يكون بالنظر السطحي خيراً ولكنه في الواقع شر وبلاء وفتنة وسبب لسوء العاقبة، يقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنّ‏َ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُم﴾.
ويقول تعالى: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنّ‏َ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾.
ان مسألة الشرور والآفات، لماذا وجدت، وهل هي موافقة لعدالة اللَّه تعالى، مسألة قد طرحت منذ القدم طرحها الفلاسفة على مر العصور والانسان يقف عاجزا امام تفسير ابسط الظواهر الطبيعية فكيف بحكمة ومراد رب الوجود الذي لا يمكننا ان نحيط بعلمه وحكمته.
والمؤمن يثق بربه وانه الحكيم الذي لم يوجد ولم يحدث امرا عبثا فسبحانه.
وفي الختام نقول بأنَّ الحسن من الأشياء والافعال ماحسنه الشرع والقبيح منها ماقبَّحه الشرع ووظيفة العقل الاهتداء بالشرع وفقه وفهم ما نزل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى