وقفة مع حديث الدافة
و ادخار لحوم الاضاحي
روى الامام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دفَّ أهلُ أبياتٍ من البادية حضْرَة الأَضْحَى، زمن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (( ادَّخِروا ثلاثا،ثمّ تصدّقوا بما بقي )). فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله! إنَّ النَّاس يتخذون الأسقيةَ من ضحاياهم ويَجْمِلُون منها الودك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( وما ذاك؟)) قالوا: نَهيْتَ أن تؤكل لحومُ الضَّحايا بعد ثلاثٍ. فقال: (( إنَّما نهيتكم من أجل الدَّافَّة التي دَفَّتْ؛ فكُلُوا وادّخِروا وتصدّقوا).
وهذا الحديث فيه من الفقه مافيه فقد ظنّ بعض الصحابة -رضي الله عنهم- أنَّ نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- في عامٍ سابق، عن ادّخار لحوم الأضاحي كان حكماً عاماً دائماً، فبيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه إنّما نهى عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث في ذلك العام، لعلّة كانت موجودة حين النهي، وهي: وصول (الدافّة)، أي: مجموعة من الناس النازحين او اللاجئين من ضعفاء أهل البادية، للمدينة طلباً للمواساة في المعيشة؛ بخلاف الحال التي لم يكن فيه دافّة. فكانت علة النهي وصول الدافة فلما زالت العلة زال النهي والعلة يدور معها الحكم وجودا وعدما، فاذا وجدت وجد الحكم المتعلق بها واذا انعدمت ينعدم ما تعلق بها لان المعلول يدور مع علته وجودا وعدما.
فامام الامة وحاكمها صلى الله عليه وسلم اصدر توجيهاته لامته ليحل مشكلة تزامن وجودها مع حضور موعد الاضاحي فمنع الناس ان يدخروا فوق ثلاث ليحلوا مشكلة هؤلاء الدافين الى المدينة هربا من قسوة باديتهم عليهم وعلى معيشتهم في تلك السنة المجدبة عليهم.وهذا اصل مهم يجب التنبه اليه في السياسة الشرعية للرعية من قبل امامها وحاكمها. وايضا هذا موقف مهم في بيان صلة العبادة بالامة والمجتمع ومعالجات الاحوال العامة للامة وظروفها التي تمر بها....
قال الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة :- "فإذا دفّت الدافّةُ ثبت النهي عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث، وإذا لم تدفّ دافّة فالرخصة ثابتةٌ بالأكل والتزوّد والادّخار والصَّدقة".
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-: "والذي أراه راجحاً عندي: أنَّ النهي عن الادخار بعد ثلاث إنّما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لمعنى دفّ الدافّة، وأنَّه تصرّف منه -صلى الله عليه وسلم- على سبيل تصرّف الإمام والحاكم، فيما يَنظر فيه لمصلحة النّاس".
وفي هذه الايام التي تمر على امتنا وقد كثر النازحون واللاجئون من بلاد المسلمين وحيث اصبحت امتنا ايتام لا راعي لها بل وكل بها كل ناهش وآكل يتداعون اليها تداعي الاكلة الى قصعة طعامها فنذكر ونقول الدافة موجودة فلا تدخروا يا امة محمد امة الكرم والجود عنهم من جودكم شيئا وارحموا من في الارض يرحمكم من خلق السماء ولا تنسوا - انما المؤمنون اخوة - واعاد الله عليكم امتنا الكريمة الامجاد وقد اعزكم ربنا بنصره ونصرته ومكن لكم دينكم الذي ارتضى في الارض وجعلكم الاعلون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
و ادخار لحوم الاضاحي
روى الامام مسلم رحمه الله في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (دفَّ أهلُ أبياتٍ من البادية حضْرَة الأَضْحَى، زمن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: (( ادَّخِروا ثلاثا،ثمّ تصدّقوا بما بقي )). فلما كان بعد ذلك قالوا: يا رسول الله! إنَّ النَّاس يتخذون الأسقيةَ من ضحاياهم ويَجْمِلُون منها الودك؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (( وما ذاك؟)) قالوا: نَهيْتَ أن تؤكل لحومُ الضَّحايا بعد ثلاثٍ. فقال: (( إنَّما نهيتكم من أجل الدَّافَّة التي دَفَّتْ؛ فكُلُوا وادّخِروا وتصدّقوا).
وهذا الحديث فيه من الفقه مافيه فقد ظنّ بعض الصحابة -رضي الله عنهم- أنَّ نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- في عامٍ سابق، عن ادّخار لحوم الأضاحي كان حكماً عاماً دائماً، فبيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنَّه إنّما نهى عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث في ذلك العام، لعلّة كانت موجودة حين النهي، وهي: وصول (الدافّة)، أي: مجموعة من الناس النازحين او اللاجئين من ضعفاء أهل البادية، للمدينة طلباً للمواساة في المعيشة؛ بخلاف الحال التي لم يكن فيه دافّة. فكانت علة النهي وصول الدافة فلما زالت العلة زال النهي والعلة يدور معها الحكم وجودا وعدما، فاذا وجدت وجد الحكم المتعلق بها واذا انعدمت ينعدم ما تعلق بها لان المعلول يدور مع علته وجودا وعدما.
فامام الامة وحاكمها صلى الله عليه وسلم اصدر توجيهاته لامته ليحل مشكلة تزامن وجودها مع حضور موعد الاضاحي فمنع الناس ان يدخروا فوق ثلاث ليحلوا مشكلة هؤلاء الدافين الى المدينة هربا من قسوة باديتهم عليهم وعلى معيشتهم في تلك السنة المجدبة عليهم.وهذا اصل مهم يجب التنبه اليه في السياسة الشرعية للرعية من قبل امامها وحاكمها. وايضا هذا موقف مهم في بيان صلة العبادة بالامة والمجتمع ومعالجات الاحوال العامة للامة وظروفها التي تمر بها....
قال الامام الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة :- "فإذا دفّت الدافّةُ ثبت النهي عن إمساك لحوم الضحايا بعد ثلاث، وإذا لم تدفّ دافّة فالرخصة ثابتةٌ بالأكل والتزوّد والادّخار والصَّدقة".
وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله-: "والذي أراه راجحاً عندي: أنَّ النهي عن الادخار بعد ثلاث إنّما كان من النبي -صلى الله عليه وسلم-، لمعنى دفّ الدافّة، وأنَّه تصرّف منه -صلى الله عليه وسلم- على سبيل تصرّف الإمام والحاكم، فيما يَنظر فيه لمصلحة النّاس".
وفي هذه الايام التي تمر على امتنا وقد كثر النازحون واللاجئون من بلاد المسلمين وحيث اصبحت امتنا ايتام لا راعي لها بل وكل بها كل ناهش وآكل يتداعون اليها تداعي الاكلة الى قصعة طعامها فنذكر ونقول الدافة موجودة فلا تدخروا يا امة محمد امة الكرم والجود عنهم من جودكم شيئا وارحموا من في الارض يرحمكم من خلق السماء ولا تنسوا - انما المؤمنون اخوة - واعاد الله عليكم امتنا الكريمة الامجاد وقد اعزكم ربنا بنصره ونصرته ومكن لكم دينكم الذي ارتضى في الارض وجعلكم الاعلون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.