حديث السحر
الاسلام وتزكية النفس
جاء الأنبياء بدين واحد هو الاسلام ليرشدوا البشر إلى طريق بناء النفس وتزكيتها. جاءوا ليطهّروا النفوس الإنسانية من الرذائل والأخلاق السيئة والصفات الحيوانية ليرتقي الانسان في فكره وسلوكه، وليعلّموهم الفضائل ومكارم الأخلاق: "إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق".
والتزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة والنماء، يقال زكا المال يزكو إذا نمى، ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له.
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة أمرين:
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ.
ب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، فالمراد بالتزكية في الشرع: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
إن سعي الانسان لاتّباع الشريعة يفرض عليه أن يراقب نفسه. والمقصود من المراقبة مراقبة العبد لربه في نفسه وفي أعماله وسكناته وقلبه، وهي من العوامل المهمة والفعّالة في عملية بناء النفس وتهذيبها. فالإنسان الراغب في تطهير نفسه ونيل السعادة الحقيقية لا يمكن أن يغفل عن عيوبه وأمراض نفسه، بل عليه أن يكتشف هذه العيوب ليتمكّن من معالجتها. ولا سبيل أمام الإنسان لمعرفة هذه العيوب إلا بالمراقبة، بحيث تكون ملكاته وأخلاقه وأعماله وحتى أفكاره تحت مجهره ونظره بالكامل. وقد جاء في تفسير التزكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الطبراني في «المعجم الصغير» وغيره عن عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ... وَزَكَّى نَفْسَهُ»، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ».
وأما التزكية في اللغة والاصطلاح:
التزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة، يقال زكا المال يزكو إذا نمى، ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له.
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة أمرين:
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ.
ب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، فالمراد بالتزكية في الشرع: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
ولأهمية التزكية ولأنها وظيفة الرسل، جاء التنويه بها والدعوة إليها في القرآن الكريم في اكثر من موضع ومنها قوله تعالى بيانا لمهمة النبي سلام الله عليه:-{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّـمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَيُعَلِّـمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٥١].. وآيات أخرى.
واما في سورة الشمس قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: ٩،10]. فقدجاءت هذه الآية في سورة الشمس تخبر بتحقيق نجاة النفس الزكية؛ لأثر نور الوحي وإشراقه في زكاة النفوس، ومن ثم فلاحها. وقد أقسم الله تعالى على هذه الآية بأحد عشر قسماً - هو أطول قسم في القرآن -، استهله بالشمس وما يرجع إليها؛ لأنه بوجودها يكون النهار ويشتد الضحى، وبغروبها يكون الليل ويتبعها القمر، متبعه بالبناء والمهاد حيث محلها وأثرها، والقسم بالنفس التي هي مناط التكليف ومحل الصلاح والفساد. فشأن تزكية النفس عظيم، فبها تكون النجاة ويتحقق الفلاح، وبضدها يكون الخسران المبين.
نعوذ بالله واياكم من الخسران وجعلنا الله واياكم ممن زكى النفس ونهاها عن الهوى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاسلام وتزكية النفس
جاء الأنبياء بدين واحد هو الاسلام ليرشدوا البشر إلى طريق بناء النفس وتزكيتها. جاءوا ليطهّروا النفوس الإنسانية من الرذائل والأخلاق السيئة والصفات الحيوانية ليرتقي الانسان في فكره وسلوكه، وليعلّموهم الفضائل ومكارم الأخلاق: "إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق".
والتزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة والنماء، يقال زكا المال يزكو إذا نمى، ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له.
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة أمرين:
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ.
ب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، فالمراد بالتزكية في الشرع: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
إن سعي الانسان لاتّباع الشريعة يفرض عليه أن يراقب نفسه. والمقصود من المراقبة مراقبة العبد لربه في نفسه وفي أعماله وسكناته وقلبه، وهي من العوامل المهمة والفعّالة في عملية بناء النفس وتهذيبها. فالإنسان الراغب في تطهير نفسه ونيل السعادة الحقيقية لا يمكن أن يغفل عن عيوبه وأمراض نفسه، بل عليه أن يكتشف هذه العيوب ليتمكّن من معالجتها. ولا سبيل أمام الإنسان لمعرفة هذه العيوب إلا بالمراقبة، بحيث تكون ملكاته وأخلاقه وأعماله وحتى أفكاره تحت مجهره ونظره بالكامل. وقد جاء في تفسير التزكية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الطبراني في «المعجم الصغير» وغيره عن عبد الله بن معاوية الغاضِري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طعْمَ الإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ... وَزَكَّى نَفْسَهُ»، فقال رجل: وما تزكية النفس؟ فقال: «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ».
وأما التزكية في اللغة والاصطلاح:
التزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة، يقال زكا المال يزكو إذا نمى، ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له.
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة أمرين:
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ.
ب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة.
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، فالمراد بالتزكية في الشرع: تطهير النفوس وإصلاحها بالعلم النافع والعمل الصالح، وفعل المأمورات وترك المنهيات.
ولأهمية التزكية ولأنها وظيفة الرسل، جاء التنويه بها والدعوة إليها في القرآن الكريم في اكثر من موضع ومنها قوله تعالى بيانا لمهمة النبي سلام الله عليه:-{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّـمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْـحِكْمَةَ وَيُعَلِّـمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} [البقرة: ١٥١].. وآيات أخرى.
واما في سورة الشمس قوله تعالى {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا} [الشمس: ٩،10]. فقدجاءت هذه الآية في سورة الشمس تخبر بتحقيق نجاة النفس الزكية؛ لأثر نور الوحي وإشراقه في زكاة النفوس، ومن ثم فلاحها. وقد أقسم الله تعالى على هذه الآية بأحد عشر قسماً - هو أطول قسم في القرآن -، استهله بالشمس وما يرجع إليها؛ لأنه بوجودها يكون النهار ويشتد الضحى، وبغروبها يكون الليل ويتبعها القمر، متبعه بالبناء والمهاد حيث محلها وأثرها، والقسم بالنفس التي هي مناط التكليف ومحل الصلاح والفساد. فشأن تزكية النفس عظيم، فبها تكون النجاة ويتحقق الفلاح، وبضدها يكون الخسران المبين.
نعوذ بالله واياكم من الخسران وجعلنا الله واياكم ممن زكى النفس ونهاها عن الهوى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.