في فقه اللغة
سمي البهيم بهيما لانه لا يفقه و لا يميز
والبهيمة : كل ذات أربع قوائم من دواب البر والماء ، والجمع بهائم . والبهمة : الصغير من أولاد الغنم الضأن والمعز والبقر من الوحش وغيرها ، الذكر والأنثى في ذلك سواء ...
وقال الزجاج في قوله - عز وجل - : أحلت لكم بهيمة الأنعام ; وإنما قيل لها بهيمة الأنعام ; لأن كل حي لا يميز فهو بهيمة لأنه أبهم عن أن يميز . ويقال : أبهم عن الكلام . وطريق مبهم إذا كان خفيا لا يستبين . ويقال : ضربه فوقع مبهما أي مغشيا عليه لا ينطق ولا يميز ، ووقع في بهمة لا يتجه لها أي خطة شديدة . واستبهم عليهم الأمر : لم يدروا كيف يأتون له . واستبهم عليه الأمر أي استغلق ، وتبهم أيضا إذا أرتج عليه.
وأمر مبهم : لا مأتى له . واستبهم الأمر إذا استغلق ، فهو مستبهم . يقال : أمر مبهم إذا كان ملتبسا لا يعرف معناه ولا بابه .
وسئل ابن عباس عن قوله - عز وجل - : وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ; ولم يبين أدخل بها الابن أم لا ، فقال ابن عباس : أبهموا ما أبهم الله ، قال الأزهري : رأيت كثيرا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه ، وهو إشكاله وهو غلط . قال : وكثير من ذوي المعرفة لا يميزون بين المبهم وغير المبهم تمييزا مقنعا ; قال : وأنا أبينه بعون الله - عز وجل - فقوله - عز وجل - : حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ; هذا كله يسمى التحريم المبهم ; لأنه لا يحل بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب ، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لا شية فيه تخالف معظم لونه ; قال : ولما سئل ابن عباس عن قوله : وأمهات نسائكم ; ولم يبين الله الدخول بهن أجاب فقال : هذا من مبهم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم ، سواء دخلتم بالنساء أو لم تدخلوا بهن ; فأمهات نسائكم حرمن عليكم من جميع الجهات ، وأما قوله : وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ; فالربائب ههنا لسن من المبهمات ; لأن لهن وجهين مبينين أحللن في أحدهما وحرمن في الآخر ، فإذا دخل بأمهات الربائب حرمت الربائب ، وإن لم يدخل بأمهات الربائب لم يحرمن ، فهذا تفسير المبهم الذي أراد ابن عباس ، فافهمه ، قال ابن الأثير : وهذا التفسير من الأزهري إنما هو للربائب والأمهات لا للحلائل ، وهو في أول الحديث إنما جعل سؤال ابن عباس عن الحلائل لا عن الربائب .
مستخلص من لسان العرب لابن منظور.
سمي البهيم بهيما لانه لا يفقه و لا يميز
والبهيمة : كل ذات أربع قوائم من دواب البر والماء ، والجمع بهائم . والبهمة : الصغير من أولاد الغنم الضأن والمعز والبقر من الوحش وغيرها ، الذكر والأنثى في ذلك سواء ...
وقال الزجاج في قوله - عز وجل - : أحلت لكم بهيمة الأنعام ; وإنما قيل لها بهيمة الأنعام ; لأن كل حي لا يميز فهو بهيمة لأنه أبهم عن أن يميز . ويقال : أبهم عن الكلام . وطريق مبهم إذا كان خفيا لا يستبين . ويقال : ضربه فوقع مبهما أي مغشيا عليه لا ينطق ولا يميز ، ووقع في بهمة لا يتجه لها أي خطة شديدة . واستبهم عليهم الأمر : لم يدروا كيف يأتون له . واستبهم عليه الأمر أي استغلق ، وتبهم أيضا إذا أرتج عليه.
وأمر مبهم : لا مأتى له . واستبهم الأمر إذا استغلق ، فهو مستبهم . يقال : أمر مبهم إذا كان ملتبسا لا يعرف معناه ولا بابه .
وسئل ابن عباس عن قوله - عز وجل - : وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم ; ولم يبين أدخل بها الابن أم لا ، فقال ابن عباس : أبهموا ما أبهم الله ، قال الأزهري : رأيت كثيرا من أهل العلم يذهبون بهذا إلى إبهام الأمر واستبهامه ، وهو إشكاله وهو غلط . قال : وكثير من ذوي المعرفة لا يميزون بين المبهم وغير المبهم تمييزا مقنعا ; قال : وأنا أبينه بعون الله - عز وجل - فقوله - عز وجل - : حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ; هذا كله يسمى التحريم المبهم ; لأنه لا يحل بوجه من الوجوه ولا سبب من الأسباب ، كالبهيم من ألوان الخيل الذي لا شية فيه تخالف معظم لونه ; قال : ولما سئل ابن عباس عن قوله : وأمهات نسائكم ; ولم يبين الله الدخول بهن أجاب فقال : هذا من مبهم التحريم الذي لا وجه فيه غير التحريم ، سواء دخلتم بالنساء أو لم تدخلوا بهن ; فأمهات نسائكم حرمن عليكم من جميع الجهات ، وأما قوله : وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ; فالربائب ههنا لسن من المبهمات ; لأن لهن وجهين مبينين أحللن في أحدهما وحرمن في الآخر ، فإذا دخل بأمهات الربائب حرمت الربائب ، وإن لم يدخل بأمهات الربائب لم يحرمن ، فهذا تفسير المبهم الذي أراد ابن عباس ، فافهمه ، قال ابن الأثير : وهذا التفسير من الأزهري إنما هو للربائب والأمهات لا للحلائل ، وهو في أول الحديث إنما جعل سؤال ابن عباس عن الحلائل لا عن الربائب .
مستخلص من لسان العرب لابن منظور.