أفريكوم، برنامج عسكري أمريكي للهيمنة على إفريقيا: أهملت معظم الدول الرأسمالية المتطورة قارة إفريقيا بعد نهْبِ ثرواتها وسلب سُكّانِها القوت والثروة والصّحة، فاستغلّت الصين هذه الثّغرة ودخلت إفريقيا لتُنافِسَ الدول الرأسمالية العريقة، خارج الأسواق الأوروبية والأمريكية لنحو عِقْدَيْن، ولما أصبحت الصِّين ثاني قوة اقتصادية في العالم، أَوْلَتِ الإمبريالية الأمريكية اهتمامًا جِدِّيًّا بالقارة الإفريقية، وقررت استعمارها عسكريا، بدل استثمار رؤوس الأموال في الدول الإفريقية، وكان برنامج "أفريكوم" شبه سِرِّي (رغم التصريحات الرّسْمية بشأن خطوطه العريضة) وغائب عن اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، إلى أن انتشر خبر مقتل أربعة جنود أمريكيين (من القوات الخاصة أو "القُبّعات الخضراء") في النيجر (وخمسة جنود من النيجر لم تُولِيهِم الصحافة "الغربية" أي اهتمام) خلا ل عملية مُشْتركة مع جيش الطّيران الفرنسي وجيش النِّيجر، وفق إعلان وزارة الحرب الأمريكية (بيان "بنتاغون" 05/10/2017)، مِمّا أثار بعض التّساؤلات بشأن تواجد القوات المُسَلّحة الأمريكية في منطقة "السّاحل الإفريقي"، وبدأت تنتشر (في أوساط محدودة) أخبار الحضور الأمريكي الهام في غرب افريقيا وأخبار القاعدة العسكرية الأمريكية في مطار "أغاديس" وقاعدة الطائرات الآلية الأمريكية (درونز) التي تُنَفِّذُ الإغتيالات العديدة "خارج إطار القَضاء" (ما يُعْتَبَرُ جرائم قتل مُتَعمد، دون محاكمة)، ونشرت بعض المواقع وثائق رسمية أمريكية كانت سرية وأُفْرِج عنها سنة 2015 تُبَيِّنُ تواجدًا عسكريّا أمريكيًّا هامًّا في إفريقيا (وفي النيجر بالذات)، مع مخازن للسلاح والذّخيرة، وقواعد جوية في المغرب وفي ليبيريا (غرب إفريقيا) وأخرى في أوغندا وكينيا وغيرها، وتَكَثّف هذا التّواجد العسكري سنة 2002 في تشاد ومالي وموريتانيا والنيجر وغيرها، وتُبَيِّن أن الإمبريالية الأمريكية تعتبر "إن كل السّاحات مُترابطة، من أفغانستان إلى موريتانيا"، وأعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية (23/10/2017) "يوجد حوالي ستة آلاف عسكري أمريكي في 53 دولة إفريقية، مع الطّائرات والمُعِدّات والذّخائر، لتنفيذ مَهَامَّ شبيهة بما يُنَفِّذُهُ زُملاؤهم في العراق وسوريا وأفغانستان..."، بمعدّل عشر عمليات يوميّا في إفريقيا، من الكامرون إبى جيبوتي ومن الصومال إلى ليبيا، وتُجْرِي القوات الأمريكية 3500 مناورة سنويًّا مع جيوش الدول الإفريقية، وخَصَّصَت وزارة الحرب الأمريكية (بنتاغون) 288 مليون دولارا لتجهيز قواتها العسكرية في إفريقيا بين سنتي 2009 و 2013... عرفت قارة إفريقيا هُدُوءًا واستقرارًا خلال أكثر من عقد، حتى سنة 2001، قبل تكثيف التواجد الأمريكي التي ترافق مع تواجد التنظيمات الإرهابية وتَعَدُّدِ أسمائها، ومع تعدّد محاولات الإنقلاب في تشاد سنتي 2006 و 2013 وفي موريتانيا سنتي 2005 و 2008 وانقلاب عسكري في النيجر سنة 2010 وفي مالي سنة 2012... وَوَرَدَ في وثائق رسمية أمريكية "أَدّى الحضور العسكري الأمريكي المُباشِر إلى تأجيج مشاعر أهل البلاد الإفريقية ضد أمريكا، مما يَسَّرَ عمل التنظيمات الإرهابية وتَجْنِيد الإرهابيين"... عن موقع "ذي انترسبت" 28/10/17 (الرجاء مُراجعة مقال "أفريكوم، مخطط امبريالي أمريكي في افريقيا"- الطاهر المعز - آذار/مارس 2009)
هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداك • الرجوع الى صفحة بيانات التصميم