حوار بين شرطي وسائق
اخبرني احد الاخوة السائقين في سنة 2018م انه شهد حوارا بين شرطي سير من الدوريات الخارجية وسائق شاحنة متوسطة- ديانا تويوتا- ،
على الطريق الصحراوي، حيث كان السائق المتوسط السن يسوق شاحنته بسرعة جنونية ..
فاوقفه الشرطي فتوقف السائق، ومن فوره ناول الشرطي الرخص - رخصته ورخصة السيارة -
وقال لو سمحت بسرعة يا اخي حرر المخالفة.
الشرطي :- يعني عارف نفسك مخالف ؟!
السائق :- نعم اخي ولو سمحت خالفني بسرعة ولا تضيع وقت ولا تأخرني !!
الشرطي:- مستعجل؟؟!
السائق:- نعم كثير..ارجوك لا تأخرني .. خليني الحقه..!!
الشرطي:- اهدأ يارجل..مين هاذا اللي انت بطارده ؟!
السائق:- رغيف الخبز ياسيدي !! طاير وما حدى قادر يلحقه.. والاولاد بصيحوا بدهم اياه.. ارجوك خالفني واتركني اطير وراه..بدي الحقه..!!
الشرطي وقد ضرب كفا بكف .. وقال :لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .. يارجل الا تخاف تعمل حادث او تنقلب سيارتك وتموت؟؟!
السائق :- يا سيدي من مات في سبيل رغيف الخبز مات شهيدا..!!
الشرطي:- حسبنا الله ونعم الوكيل، روح يا رجل الحق رغيفك .. حسبي الله على اللي بده يخالفك...
فعلا حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
هذا الكلام كان قبل حوالي خمسة سنوات ، توالت بعدها ارتفاعات الاسعار للحاجيات والمحروقات حتى وصلنا الى ما وصلنا اليه .. حتى انحنى ظهر المواطن بل اصبح لا يقوى على الوقوف واصبح يزحف زحفا ...
وكأني بهذه القصة ان ذاك ومثيلاتها من شكاوى الناس وتذمرهم، التي لم يوصلها المعنيون الى اصحاب القرار، وربما اوصلوا عكسها تماما ، تذكرني برسالة نصر بن سيار محذرا فيها بني امية، يوم كان واليا لهم على خراسان، فصدقهم النصيحة لكنهم لم يابهوا لنصحه ، فكان ما كان من قول التاريخ كلمته ، وجريان سنته التي لا تتخلف ، وكان قد قال في قصيدته المشهورة :
أرى تحت الرماد وميض جمر *** ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى *** وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم *** يكون وقودها جثث وهام
فقلت من التعجب ليت شعري*** أأيقاظ أمية أم نيام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ *** وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً *** فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي *** على الإسلام والعرب السلام
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2022-12-22, 1:12 pm عدل 3 مرات