في الولايات المتحدة، سحبت الاستخبارات الأمريكية التصاريح الأمنية الرفيعة التي تُخَوِّلُ "جاريد كوشنير" صهر ومُسْتَشَار الرئيس "دونالد ترامب" وتخول مُساعديه الوصول إلى المعلومات الاستخبارية الحَسّاسَة والسّرّية التي ساعدته وساعدت صهاينة آخرين على فَرْضِ الهيمنة الصهيونية الكاملة على المَشْرِق العربي ومنطقة غرب آسيا، ولكن نفوذه كان محل خلاف مع بعض أعضاء مجلس الأمن القومي ومع وزير الخارجية، ليس بصدد فلسطين وما يُسمّى "الشرق الأوسط" فحسب، بل وأيضًا بصدد إرساء "سياسة خارجية ثانية" (دون تنسيق مع الوزارات المَعْنؤية) بشأن مناطق أخرى من العالم، ومنها القارة الأمريكية (مثل المكسيك) وآسيا (ومنها الصِّين)، والمَناطق والبلدان التي يستثمر فيها صهر الرئيس وله فيها مصالح مالية وتجارية (المكسيك والإمارات والصّين وفلسطين المحتلة...)، ويعتبر بعض النّاقِدين إن صهر الرّئيس يُمثّل -خلال لقاءاته مع ممثلي الدول الأجنبية- مصالحه الإستثمارية الخاصّة (ومصالح زوجته، ابنة الرئيس) ولا يُمثّل مصالح الدولة الأمريكية... أسَّسَ تشارلز كوشنير (والد "جاريد كوشنير") شركة عَقّارية ضخمة سنة 1985، تمتلك حصصا في العديد من المباني السكنية والمكاتب، خصوصًا في الساحل الشرقي للولايات المتحدة (نيويورك ونيوجيرزي) واستحوذت على شركات أو حِصَص في شركات أخرى بقيمة سبعة مليارات دولارا، خلال العقد الماضي، لكن تشالز كوشنير كان يرفض تسديد الضرائب، ويتلاعب بتقارير النتائج السّنوية لمجموعته العقارية، وقضى 14 شهرا في السجن بسبب رفض دفع الضرائب والتلاعب بالشهود، وسلم مقاليد الشركة الضّخمة لابنه الأكبر "جاريد" الذي لم يتجاوز آنذاك الرابعة والعشرين من عُمُرِهِ، وللشركة مصالح واستثمارات كبيرة في فلسطين المحتلة، وتَزور أسرة كوشنير فلسطين المحتلة باستمرار، وتستقبل في أمريكا كبار المسؤولين في الكيان الصهيوني (منهم نتن ياهو، وهو مَصْرِفِي أمريكي، قبل أن يسْتوطن في فلسطين)، وذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية إن شركات وأسرة "كوشنير" من المُساهمين الكبار في الدعم المالي للإستيطان الصهيوني، ويتَبَرّعون باستمرار بمبالغ كبيرة إلى المنظمات والمؤسسات في المستوطنات في الضفة الغربية مباشرة أو من خلال مؤسسات عديدة أخرى، وتُعْتَبَرُ مجموعة آل كوشنير أكبر مساهم في سياسات التأمين على السيارات ومُساهمة في شركة "مينورا" التي تُدِيرُ أكبر صندوق لمعاشات تقاعد المُسْتَوْطِنؤين الصهاينة، واستثمرت سنة 2017 ثلاثين مليون دولارا في شركة تأمين صهيونية، وفي مجمعات سكنية في أكثر المستوطنات تطرفا في الضفة الغربية (مثل "بيت إيل")، كما تَبَرّعت أسرة وشركات "كوشنير" لجيش الإحتلال الصهيوني بمعدل 160 ألف دولارا سنويا منذ 2011، وتبرعت أيضًا لشركات تستهدفها حركة مقاطعة الكيان الصهيوني، ومنها شركة "أوهر تورا ستون" (في "غوش صهيون" إحدى أكبر مُستوطنات الضفة الغربية) والتي تدير شبكة متطرفة من المدارس الثانوية والكليات وبرامج الدراسات العليا في الكيان والولايات المتحدة، ويمتلك كوشنير مع شركات صهيونية استثمارات عقارية بقيمة إجمالية تفوق 500 مليون دولار في عدة أحياء سكنية وتجارية في نيويورك (منها مقر صحيفة نيويورك تايمز السابق في مانهاتن بمبلغ 295 مليون دولارا)، ويُجابِه بعض هؤلاء الشّرَكاء الصهاينة بتهمة الرشوة وغسل الأموال (بقيمة تفوق خمسين مليون دولارا) في الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وسويسرا وغينيا، وتروج أخبار عن تهرب شركات "كوشنير" من الضرائب في أمريكا، مع تهريب الأموال، عبر مصرف "هبوعليم"، أكبر مصرف صهيوني في فلسطين، ويملك "كوشنير" حصة بنسبة 47% في شركة تأمين صهيونية أخرى (شركة "فينيكس") بقيمة 435 مليون دولار...
يمكن أيضًا إدراج الهند في "جبهة الأعداء" بسبب العلاقات العسكرية والإقتصادية والإيديولوجية المتطورة بسرعة بين الحزب الحاكم في الهند والأحزاب ودولة الإحتلال المنتصبة في فلسطين المحتلة بعد طَرْد السكان الأصليين للبلاد بالقُوّة وتدمير قُراهم، وأعلنت شركة طيران الهند ("إير إنديا") البدء في تسيير رحلات جوية مباشرة إلى فلسطين المحتلة، عبر أجواء السعودية، فيما طلبت شركة "العال" الصهيونية أيضًا استخدام أجواء السعودية، والمرور فوق مكة والمدينة (وهي ليست مِلْكًا لآل سعود، بل لكل المُسْلِمين وللإنسانية) في طريقها إلى الهند (أو غيرها)، وجاء هذا الطلب بعد ارتفاع عدد الوفود الخليجية الرّسمية التي زارت فلسطين المحتلة (بإذْنٍ صهيوني طبعًا) وإعلان أحد ممثلي عشائر الخليج "إن إيران هي العدو الوحيد وتُمثِّلُ الخطر الوحيد" في المشرق العربي، وبعد تكثيف الحملات الإعلامية الخليجية (وباقي الأنظمة العربية) لصالح التطبيع في المنابر الإعلامية وشبكات التلفزيون (العربية والجزيرة) ودعا رئيس "رابطة العالم الإسلامي"، أحد ممثلي السعودية، باسم الإسلام (حسب رواية محمد بن عبد الوهاب؟) في تصريح إلى صحيفة صهيونية (معاريف) إلى التّخلّي عن الشعب الفلسطيني والقبول بالأمر الواقع (احتلال فلسطين وتهجير شَعْبِها)، ودعا إلى "التواصل الحضاري والتبادل الثقافي"، أي التطبيع الأكاديمي والثقافي مع الصهاينة، وفتحت صحيفة "سبق" السعودية صفحاتها للصهاينة، باسم "حوار الأدْيَان"، ومتى كان حُكّام آل سعود يُمارسون أو يؤمنون بحرية الفكر وبحق الإختلاف واحترام الحُرّيات، وإذا كانت السعودية (حيث الكعْبَة ومكّة والمدينة...) تقود عملية التطبيع بلا حُدُود فلا لوم على حُكام قطر أو الإمارات والبحرين وعُمان والكُويت، ف"إذا كان رَبُّ البَيْتِ بالدَّفِّ ضَارِبًا... " لا تَلُومَنَّ الأطْفالَ (أو كافة أهل البيت) عن الرّقْصِ...
على حدود السعودية، وفي قَطَر (مالكة شبكة "الجزيرة" وفُرُوعها المَكْتُوبَة) وَجّهَت العائلة المالكة دعوة لفريقين مدرسيين صهيونيين للمشاركة في بطولة قطر لكرة اليد المدرسية (أقل من 18 سنة)، بهدف "التقارب بين الشعوب"، أي إن الأمر يتجاوز التّطْبِيع الرّياضي، والزج بالتلاميذ في عملية التطبيع التي عارضها بعض التلاميذ والأولياء الذين انخرطوا في حملة "شباب قطر ضد التطبيع"... عن موقع "واشنطن بوست" + موقع "نيويورك تايمز" + وكالة "سبوتنيك" + وكالة "رويترز" 02/03/18