(3) – ميرون بنفنيستي: الدولة ثنائية القومية هي الحلّ:
يمكن تلخيص النقاط الأساسية في أطروحة الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنيستي على النحو التالي:
أولاً: الحقيقة هي أنه حتى الوقت الحاضر (2003) نحن نعيش في (الواقع ثنائي القومية)، حتى لو أعطت الشعور بأن المرء يتخلى عن حلم إقامة (دولة قومية يهودية) على أرض إسرائيل. ما يحصل هنا هو صراع بين حركتين قوميتين على الأرض ذاتها. إنها (قصة السكان الأصليين) الذين يشعرون أن أشخاصاً جاءوا من وراء البحار، وتسللوا إلى موطنهم الطبيعي ومن ثم استولوا عليه. والنتيجة هي أنَّ منطق الحلّ المتمثل بدولتين لشعبين لا يمكن أن ينجح. لانَّ نموذج التقسيم إلى دولتين غير قابل للتطبيق، فهو لا يعكس عمق النزاع، ولا يتناسب مع مقياس (التشابك) الموجود في أجزاء كبيرة من البلاد. هذه البلاد لا يمكنها أن تتحمل حدوداً في وسطها.
ثانياً: كما أدرك حكام (جنوب افريقيا) عند نقطة معينة أنه ليس هناك بديل سوى تفكيك نظامهم، فإنه يجب على المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم أنها غير قادرة على فرض تصوراتها وسيطرتها على (4.7 مليون فلسطيني) في الضفة وغزة، و(مواطني إسرائيل العرب). ما علينا هو محاولة الوصول إلى وضع من المساواة الشخصية والجماعية في إطار نظام شامل وكلي في أنحاء البلاد. وما أراه هو (هيكل فيديرالي) يشمل جميع فلسطين العربية التاريخية مع وجود (كنتونات إثنية)، تحت هذا الهيكل. ومن الواضح أن (الفلسطينيين في إسرائيل) سيكون لهم كانتوناتهم الخاصة، وحكمهم الذاتي الخاص المعبر عن حقوقهم الجماعية، ومن الواضح أن (المستوطنين) سيكون لهم كانتون، وسيعمل رئيس الحكومة الفيدرالية على إيجاد نوع من التوازن بين المجموعتين القوميتين.
ثالثاً: هذه بلاد كان فيها عرب دائماً. هذه بلاد العرب. وأنا حقاً من (الكنعانيين الجدد). أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن أن (الثورة الصهيونية)، قد انتهت، وربما يجب الاعتراف بذلك بصورة رسمية. وإذا لم نفعل ذلك، ستتحول إلى (أقلية يهودية) هنا. وسيواجه أحفادنا نفس المشاكل التي واجهها (دوكليرك) في جنوب افريقيا.
رابعاً: هذه الأرض لا يمكنها تحمّل سيادتين، ولذلك فإن الخيارات سهلة للغاية : إما أن تختفي الأمة الأولى، وإما أن تختفي الأمة الثانية، أو أن تقوم أمة بإخضاع الأمة الثانية، وتحكم على نفسها بالعداوة الدائمة. أو أن (تتنازل الأمتان عن مطالبتهما بالسيادة الكاملة). لقد انتصرت الصهيونية عام 1948، وانتصرت أكثر من اللازم عام 1967، وختمت الصهيونية في الأعوام العشرين التي تلت مصيرها بتطبيق المشروع الصهيوني. أما معاهدات السلام مع مصر والأردن، فقد حصرتنا في داخل الواقع الثنائي القومية في أرض لا يمكن تقسيمها، حيث أصبحت الصهيونية ضحية انتصاراتها.
خامساً: حتى إذا أقيم هنا نوع من الهيكل الفيدرالي، أعرف أنه لن يجلب السلام. لن يكون هناك سلام هنا. وحتى إذا كان هناك نوع من الاتفاق الثنائي القومية، فإنه لن يقوم بشيء أكثر من مجرد (إدارة النزاع)، وسيحدث العنف دائماً على أطرافه. لن تكون هناك دولة قومية هنا، ولن تكون هناك دولتان لشعبين هنا. لكنني أتمسك بالأمل أن يتطور شيء مشترك، (شيءٌ كنعاني جديد)، حيث سنتعلم العيش معاً: الآخر الفلسطيني ليس شيطاناً، بل هو جزء من المكان – (ميرون بنفنستي: هآرتس، ترجمة: جريدة القدس، فلسطين، 16/8/2003).(3) – ميرون بنفنيستي: الدولة ثنائية القومية هي الحلّ:
يمكن تلخيص النقاط الأساسية في أطروحة الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنيستي على النحو التالي:
أولاً: الحقيقة هي أنه حتى الوقت الحاضر (2003) نحن نعيش في (الواقع ثنائي القومية)، حتى لو أعطت الشعور بأن المرء يتخلى عن حلم إقامة (دولة قومية يهودية) على أرض إسرائيل. ما يحصل هنا هو صراع بين حركتين قوميتين على الأرض ذاتها. إنها (قصة السكان الأصليين) الذين يشعرون أن أشخاصاً جاءوا من وراء البحار، وتسللوا إلى موطنهم الطبيعي ومن ثم استولوا عليه. والنتيجة هي أنَّ منطق الحلّ المتمثل بدولتين لشعبين لا يمكن أن ينجح. لانَّ نموذج التقسيم إلى دولتين غير قابل للتطبيق، فهو لا يعكس عمق النزاع، ولا يتناسب مع مقياس (التشابك) الموجود في أجزاء كبيرة من البلاد. هذه البلاد لا يمكنها أن تتحمل حدوداً في وسطها.
ثانياً: كما أدرك حكام (جنوب افريقيا) عند نقطة معينة أنه ليس هناك بديل سوى تفكيك نظامهم، فإنه يجب على المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم أنها غير قادرة على فرض تصوراتها وسيطرتها على (4.7 مليون فلسطيني) في الضفة وغزة، و(مواطني إسرائيل العرب). ما علينا هو محاولة الوصول إلى وضع من المساواة الشخصية والجماعية في إطار نظام شامل وكلي في أنحاء البلاد. وما أراه هو (هيكل فيديرالي) يشمل جميع فلسطين العربية التاريخية مع وجود (كنتونات إثنية)، تحت هذا الهيكل. ومن الواضح أن (الفلسطينيين في إسرائيل) سيكون لهم كانتوناتهم الخاصة، وحكمهم الذاتي الخاص المعبر عن حقوقهم الجماعية، ومن الواضح أن (المستوطنين) سيكون لهم كانتون، وسيعمل رئيس الحكومة الفيدرالية على إيجاد نوع من التوازن بين المجموعتين القوميتين.
ثالثاً: هذه بلاد كان فيها عرب دائماً. هذه بلاد العرب. وأنا حقاً من (الكنعانيين الجدد). أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن أن (الثورة الصهيونية)، قد انتهت، وربما يجب الاعتراف بذلك بصورة رسمية. وإذا لم نفعل ذلك، ستتحول إلى (أقلية يهودية) هنا. وسيواجه أحفادنا نفس المشاكل التي واجهها (دوكليرك) في جنوب افريقيا.
رابعاً: هذه الأرض لا يمكنها تحمّل سيادتين، ولذلك فإن الخيارات سهلة للغاية : إما أن تختفي الأمة الأولى، وإما أن تختفي الأمة الثانية، أو أن تقوم أمة بإخضاع الأمة الثانية، وتحكم على نفسها بالعداوة الدائمة. أو أن (تتنازل الأمتان عن مطالبتهما بالسيادة الكاملة). لقد انتصرت الصهيونية عام 1948، وانتصرت أكثر من اللازم عام 1967، وختمت الصهيونية في الأعوام العشرين التي تلت مصيرها بتطبيق المشروع الصهيوني. أما معاهدات السلام مع مصر والأردن، فقد حصرتنا في داخل الواقع الثنائي القومية في أرض لا يمكن تقسيمها، حيث أصبحت الصهيونية ضحية انتصاراتها.
خامساً: حتى إذا أقيم هنا نوع من الهيكل الفيدرالي، أعرف أنه لن يجلب السلام. لن يكون هناك سلام هنا. وحتى إذا كان هناك نوع من الاتفاق الثنائي القومية، فإنه لن يقوم بشيء أكثر من مجرد (إدارة النزاع)، وسيحدث العنف دائماً على أطرافه. لن تكون هناك دولة قومية هنا، ولن تكون هناك دولتان لشعبين هنا. لكنني أتمسك بالأمل أن يتطور شيء مشترك، (شيءٌ كنعاني جديد)، حيث سنتعلم العيش معاً: الآخر الفلسطيني ليس شيطاناً، بل هو جزء من المكان – (ميرون بنفنستي: هآرتس، ترجمة: جريدة القدس، فلسطين، 16/8/2003).
يمكن تلخيص النقاط الأساسية في أطروحة الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنيستي على النحو التالي:
أولاً: الحقيقة هي أنه حتى الوقت الحاضر (2003) نحن نعيش في (الواقع ثنائي القومية)، حتى لو أعطت الشعور بأن المرء يتخلى عن حلم إقامة (دولة قومية يهودية) على أرض إسرائيل. ما يحصل هنا هو صراع بين حركتين قوميتين على الأرض ذاتها. إنها (قصة السكان الأصليين) الذين يشعرون أن أشخاصاً جاءوا من وراء البحار، وتسللوا إلى موطنهم الطبيعي ومن ثم استولوا عليه. والنتيجة هي أنَّ منطق الحلّ المتمثل بدولتين لشعبين لا يمكن أن ينجح. لانَّ نموذج التقسيم إلى دولتين غير قابل للتطبيق، فهو لا يعكس عمق النزاع، ولا يتناسب مع مقياس (التشابك) الموجود في أجزاء كبيرة من البلاد. هذه البلاد لا يمكنها أن تتحمل حدوداً في وسطها.
ثانياً: كما أدرك حكام (جنوب افريقيا) عند نقطة معينة أنه ليس هناك بديل سوى تفكيك نظامهم، فإنه يجب على المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم أنها غير قادرة على فرض تصوراتها وسيطرتها على (4.7 مليون فلسطيني) في الضفة وغزة، و(مواطني إسرائيل العرب). ما علينا هو محاولة الوصول إلى وضع من المساواة الشخصية والجماعية في إطار نظام شامل وكلي في أنحاء البلاد. وما أراه هو (هيكل فيديرالي) يشمل جميع فلسطين العربية التاريخية مع وجود (كنتونات إثنية)، تحت هذا الهيكل. ومن الواضح أن (الفلسطينيين في إسرائيل) سيكون لهم كانتوناتهم الخاصة، وحكمهم الذاتي الخاص المعبر عن حقوقهم الجماعية، ومن الواضح أن (المستوطنين) سيكون لهم كانتون، وسيعمل رئيس الحكومة الفيدرالية على إيجاد نوع من التوازن بين المجموعتين القوميتين.
ثالثاً: هذه بلاد كان فيها عرب دائماً. هذه بلاد العرب. وأنا حقاً من (الكنعانيين الجدد). أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن أن (الثورة الصهيونية)، قد انتهت، وربما يجب الاعتراف بذلك بصورة رسمية. وإذا لم نفعل ذلك، ستتحول إلى (أقلية يهودية) هنا. وسيواجه أحفادنا نفس المشاكل التي واجهها (دوكليرك) في جنوب افريقيا.
رابعاً: هذه الأرض لا يمكنها تحمّل سيادتين، ولذلك فإن الخيارات سهلة للغاية : إما أن تختفي الأمة الأولى، وإما أن تختفي الأمة الثانية، أو أن تقوم أمة بإخضاع الأمة الثانية، وتحكم على نفسها بالعداوة الدائمة. أو أن (تتنازل الأمتان عن مطالبتهما بالسيادة الكاملة). لقد انتصرت الصهيونية عام 1948، وانتصرت أكثر من اللازم عام 1967، وختمت الصهيونية في الأعوام العشرين التي تلت مصيرها بتطبيق المشروع الصهيوني. أما معاهدات السلام مع مصر والأردن، فقد حصرتنا في داخل الواقع الثنائي القومية في أرض لا يمكن تقسيمها، حيث أصبحت الصهيونية ضحية انتصاراتها.
خامساً: حتى إذا أقيم هنا نوع من الهيكل الفيدرالي، أعرف أنه لن يجلب السلام. لن يكون هناك سلام هنا. وحتى إذا كان هناك نوع من الاتفاق الثنائي القومية، فإنه لن يقوم بشيء أكثر من مجرد (إدارة النزاع)، وسيحدث العنف دائماً على أطرافه. لن تكون هناك دولة قومية هنا، ولن تكون هناك دولتان لشعبين هنا. لكنني أتمسك بالأمل أن يتطور شيء مشترك، (شيءٌ كنعاني جديد)، حيث سنتعلم العيش معاً: الآخر الفلسطيني ليس شيطاناً، بل هو جزء من المكان – (ميرون بنفنستي: هآرتس، ترجمة: جريدة القدس، فلسطين، 16/8/2003).(3) – ميرون بنفنيستي: الدولة ثنائية القومية هي الحلّ:
يمكن تلخيص النقاط الأساسية في أطروحة الباحث الإسرائيلي ميرون بنفنيستي على النحو التالي:
أولاً: الحقيقة هي أنه حتى الوقت الحاضر (2003) نحن نعيش في (الواقع ثنائي القومية)، حتى لو أعطت الشعور بأن المرء يتخلى عن حلم إقامة (دولة قومية يهودية) على أرض إسرائيل. ما يحصل هنا هو صراع بين حركتين قوميتين على الأرض ذاتها. إنها (قصة السكان الأصليين) الذين يشعرون أن أشخاصاً جاءوا من وراء البحار، وتسللوا إلى موطنهم الطبيعي ومن ثم استولوا عليه. والنتيجة هي أنَّ منطق الحلّ المتمثل بدولتين لشعبين لا يمكن أن ينجح. لانَّ نموذج التقسيم إلى دولتين غير قابل للتطبيق، فهو لا يعكس عمق النزاع، ولا يتناسب مع مقياس (التشابك) الموجود في أجزاء كبيرة من البلاد. هذه البلاد لا يمكنها أن تتحمل حدوداً في وسطها.
ثانياً: كما أدرك حكام (جنوب افريقيا) عند نقطة معينة أنه ليس هناك بديل سوى تفكيك نظامهم، فإنه يجب على المؤسسة الإسرائيلية أن تفهم أنها غير قادرة على فرض تصوراتها وسيطرتها على (4.7 مليون فلسطيني) في الضفة وغزة، و(مواطني إسرائيل العرب). ما علينا هو محاولة الوصول إلى وضع من المساواة الشخصية والجماعية في إطار نظام شامل وكلي في أنحاء البلاد. وما أراه هو (هيكل فيديرالي) يشمل جميع فلسطين العربية التاريخية مع وجود (كنتونات إثنية)، تحت هذا الهيكل. ومن الواضح أن (الفلسطينيين في إسرائيل) سيكون لهم كانتوناتهم الخاصة، وحكمهم الذاتي الخاص المعبر عن حقوقهم الجماعية، ومن الواضح أن (المستوطنين) سيكون لهم كانتون، وسيعمل رئيس الحكومة الفيدرالية على إيجاد نوع من التوازن بين المجموعتين القوميتين.
ثالثاً: هذه بلاد كان فيها عرب دائماً. هذه بلاد العرب. وأنا حقاً من (الكنعانيين الجدد). أعتقد أن الوقت قد حان للإعلان عن أن (الثورة الصهيونية)، قد انتهت، وربما يجب الاعتراف بذلك بصورة رسمية. وإذا لم نفعل ذلك، ستتحول إلى (أقلية يهودية) هنا. وسيواجه أحفادنا نفس المشاكل التي واجهها (دوكليرك) في جنوب افريقيا.
رابعاً: هذه الأرض لا يمكنها تحمّل سيادتين، ولذلك فإن الخيارات سهلة للغاية : إما أن تختفي الأمة الأولى، وإما أن تختفي الأمة الثانية، أو أن تقوم أمة بإخضاع الأمة الثانية، وتحكم على نفسها بالعداوة الدائمة. أو أن (تتنازل الأمتان عن مطالبتهما بالسيادة الكاملة). لقد انتصرت الصهيونية عام 1948، وانتصرت أكثر من اللازم عام 1967، وختمت الصهيونية في الأعوام العشرين التي تلت مصيرها بتطبيق المشروع الصهيوني. أما معاهدات السلام مع مصر والأردن، فقد حصرتنا في داخل الواقع الثنائي القومية في أرض لا يمكن تقسيمها، حيث أصبحت الصهيونية ضحية انتصاراتها.
خامساً: حتى إذا أقيم هنا نوع من الهيكل الفيدرالي، أعرف أنه لن يجلب السلام. لن يكون هناك سلام هنا. وحتى إذا كان هناك نوع من الاتفاق الثنائي القومية، فإنه لن يقوم بشيء أكثر من مجرد (إدارة النزاع)، وسيحدث العنف دائماً على أطرافه. لن تكون هناك دولة قومية هنا، ولن تكون هناك دولتان لشعبين هنا. لكنني أتمسك بالأمل أن يتطور شيء مشترك، (شيءٌ كنعاني جديد)، حيث سنتعلم العيش معاً: الآخر الفلسطيني ليس شيطاناً، بل هو جزء من المكان – (ميرون بنفنستي: هآرتس، ترجمة: جريدة القدس، فلسطين، 16/8/2003).