جواب سؤال
السؤال :- هل لامام المسجد ان يًلزم الناس بما يتبنى من رأي فقهي في المسائل الخلافية التي فيها اكثر من رأي ؟
الجواب:- بعد الحمد لله كما ينبغي ان يحمد والصلاة والسلام على نبيه محمد واله وصحبه اجمعين وبعد:-
عادةُ يسال الناس امام المسجد عن أمور دينهم وعباداتهم لانهم يرون ان الأصل فيه ان يكون عالما بامور الشريعة مؤهلا للإجابة على اسئلتهم وقادرا على افتائهم فيما يعرض لهم من مسائل وامور في حياتهم وعباداتهم..وهكذا ينبغي ان يكون..
فامام المسجد او الحي يجب ان يتعب على نفسه ويثقفها ويتعلم علوم الشريعة واصولها ويتعالى عن النظرة الوظيفية المادية ، فهو مؤتمن على دين الله ومؤتمن على عبادات الناس وشرع ربهم.. وهو الداعي الى الله تعالى بامره في حيه ومحيطه..زقد جاء في السنة مواصفات من يؤم الناس في صلاتهم فقد روى الامام مسلم في صحيحه رحمه الله عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة، سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً -وفي رواية: سناً-، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ).
ومسؤولية الامام عظيمة فهو للحي او البلد كالطبيب الحاذق في المستشفى.. يجب ان يكون عارقا باحوال الناس وقضاياهم ومشاكلهم ولغتهم ليسهل عليه خطابهم فقد جاء في الحديث :-أًمرت ان أًخاطب الناس على قدر عقولهم...ومعلوم انه ما بعث الله تعالى نبيا الا بلسان قومه..وقد بين النبي الكريم سلام الله عليه عظم مسؤولية الامام فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ; اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين ) .
رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والشافعي...وغيرهم.. وقد قال في شرحه في المرقاة :- ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن ) أي : متكفل لصلاة المؤتمين بالإتمام ، ومتحمل عنهم القراءة والقيام إذا أدركوا راكعين ، فالضمان هنا ليس بمعنى الغرامة ، بل يرجع إلى الحفظ والرعاية ، كذا قاله بعض علمائنا . وقال ابن حجر : وضمانهم إما لنحو الإسرار بالقراءة والجهر بها ، أو للدعاء ; بأن يعموا به ولا يخصوا به أنفسهم ، إلا فيما ورد ; كرب اغفر لي بين السجدتين ، أو لتحملهم نحو القراءة عن المسبوق والسهو عن الساهي ، أو بسقوط فرض الكفاية أقوال . ( والمؤذن مؤتمن ) قال القاضي : الإمام متكفل أمور صلاة الجمع ، يتحمل القراءة عنهم إما مطلقا عند من لا يوجب القراءة على المأموم ، أو إذا كانوا مسبوقين ويحفظ عليهم الأركان والسنن وأعداد الركعات ، ويتولى السفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، وعليه الاعتماد إذ بصلاح صلاته صلاحا لصلاتهم ، وبالعكس ، والمؤذن أمين في الأوقات يعتمد الناس على أصواتهم في الصلاة والصيام وسائر الوظائف المؤقتة ، نقله الطيبي . وقال ابن الملك : لأنهم يراعون ويحافظون من القوم صلاتهم ، لأنها في عهدتهم كالمتكلفين لهم صحة صلاتهم وفسادها وكمالها ونقصانها بحكم المتبوعية والتابعية ، ولهذا الضمان كان ثوابهم أوفر إذا راعوا حقها ، ووزرهم أكثر إذا خلوا بها ، أو المراد ضمان الدعاء ، والمؤذنون أمناء ; لأن الناس يعتمدون عليهم في الصلاة ونحوها ، أو لأنهم يرتقون في أمكنة عالية ، فينبغي أن لا يشرفوا على بيوت الناس لكونهم أمناء . ( اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ) ولفظ المصابيح : ( أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ) . قال الطيبي : دعاء أخرجه في صورة الخبر مبالغة ، وعبر بالماضي ثقة بالاستجابة كأنه استجيب فيه ، ويخبر عنه موجودا ، والمعنى أرشد الأئمة للعلم بما تكفلوه والقيام به والخروج عن عهدته واغفر للمؤذنين ما عسى يكون لهم تفريط في الأمانة التي حملوها من جهة تقديم على الوقت ، أو تأخير عنه سهوا . قال الأشرف : يستدل بقوله : " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن " على فضل الأذان على الإمامة ، لأن حال الأمين أفضل من حال الضمين تم كلامه ، ورد : بأن هذا الأمين يتكفل الوقت فحسب ، وهذا الضامن يتكفل أركان الصلاة ويتعهد للسفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، فأين أحدهما من الآخر ; وكيف لا والإمام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمؤذن خليفة بلال ، وأيضا الإرشاد الدلالة الموصلة إلى البغية والغفران ). لقد أحببت بهذه الاطالة اخواني واخواتي الاكارم ان ابين خطر المهمة التي يتولاها امام الصلاة في مساجد المسلمين وما ينبغي عليه ان يكون حال الائمة التي مع كل اسف يتهاون بها الكثير في زماننا..
وعودا الى السؤال وموضوعه المحدد فان التبني ملزم للفرد نفسه ان قام تبنيه على البينة والدليل والبرهان ولا يستطيع ان يلزم به غيره في الخلافيات حيث لا الزام لتبني متبنياً الا الامام الأعظم للامة خليفة المسلمين حيث ان رايه المتبنى في الخلافيات ملزم وان خالف رايك وذلك حتى تستقيم أمور حياة الناس والعامة وتجتمع كلمة الامة ولا تتفرق وهو المقصود بقول الفقهاء :- رأي الامام يجب الخلاف.
هذا والله تعالى اعلم ونهساله ان يفقهنا في ديننا ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السؤال :- هل لامام المسجد ان يًلزم الناس بما يتبنى من رأي فقهي في المسائل الخلافية التي فيها اكثر من رأي ؟
الجواب:- بعد الحمد لله كما ينبغي ان يحمد والصلاة والسلام على نبيه محمد واله وصحبه اجمعين وبعد:-
عادةُ يسال الناس امام المسجد عن أمور دينهم وعباداتهم لانهم يرون ان الأصل فيه ان يكون عالما بامور الشريعة مؤهلا للإجابة على اسئلتهم وقادرا على افتائهم فيما يعرض لهم من مسائل وامور في حياتهم وعباداتهم..وهكذا ينبغي ان يكون..
فامام المسجد او الحي يجب ان يتعب على نفسه ويثقفها ويتعلم علوم الشريعة واصولها ويتعالى عن النظرة الوظيفية المادية ، فهو مؤتمن على دين الله ومؤتمن على عبادات الناس وشرع ربهم.. وهو الداعي الى الله تعالى بامره في حيه ومحيطه..زقد جاء في السنة مواصفات من يؤم الناس في صلاتهم فقد روى الامام مسلم في صحيحه رحمه الله عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله تعالى، فإن كانوا في القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة، سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً -وفي رواية: سناً-، ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ).
ومسؤولية الامام عظيمة فهو للحي او البلد كالطبيب الحاذق في المستشفى.. يجب ان يكون عارقا باحوال الناس وقضاياهم ومشاكلهم ولغتهم ليسهل عليه خطابهم فقد جاء في الحديث :-أًمرت ان أًخاطب الناس على قدر عقولهم...ومعلوم انه ما بعث الله تعالى نبيا الا بلسان قومه..وقد بين النبي الكريم سلام الله عليه عظم مسؤولية الامام فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن ، والمؤذن مؤتمن ; اللهم أرشد الأئمة ، واغفر للمؤذنين ) .
رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، والشافعي...وغيرهم.. وقد قال في شرحه في المرقاة :- ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الإمام ضامن ) أي : متكفل لصلاة المؤتمين بالإتمام ، ومتحمل عنهم القراءة والقيام إذا أدركوا راكعين ، فالضمان هنا ليس بمعنى الغرامة ، بل يرجع إلى الحفظ والرعاية ، كذا قاله بعض علمائنا . وقال ابن حجر : وضمانهم إما لنحو الإسرار بالقراءة والجهر بها ، أو للدعاء ; بأن يعموا به ولا يخصوا به أنفسهم ، إلا فيما ورد ; كرب اغفر لي بين السجدتين ، أو لتحملهم نحو القراءة عن المسبوق والسهو عن الساهي ، أو بسقوط فرض الكفاية أقوال . ( والمؤذن مؤتمن ) قال القاضي : الإمام متكفل أمور صلاة الجمع ، يتحمل القراءة عنهم إما مطلقا عند من لا يوجب القراءة على المأموم ، أو إذا كانوا مسبوقين ويحفظ عليهم الأركان والسنن وأعداد الركعات ، ويتولى السفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، وعليه الاعتماد إذ بصلاح صلاته صلاحا لصلاتهم ، وبالعكس ، والمؤذن أمين في الأوقات يعتمد الناس على أصواتهم في الصلاة والصيام وسائر الوظائف المؤقتة ، نقله الطيبي . وقال ابن الملك : لأنهم يراعون ويحافظون من القوم صلاتهم ، لأنها في عهدتهم كالمتكلفين لهم صحة صلاتهم وفسادها وكمالها ونقصانها بحكم المتبوعية والتابعية ، ولهذا الضمان كان ثوابهم أوفر إذا راعوا حقها ، ووزرهم أكثر إذا خلوا بها ، أو المراد ضمان الدعاء ، والمؤذنون أمناء ; لأن الناس يعتمدون عليهم في الصلاة ونحوها ، أو لأنهم يرتقون في أمكنة عالية ، فينبغي أن لا يشرفوا على بيوت الناس لكونهم أمناء . ( اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ) ولفظ المصابيح : ( أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ) . قال الطيبي : دعاء أخرجه في صورة الخبر مبالغة ، وعبر بالماضي ثقة بالاستجابة كأنه استجيب فيه ، ويخبر عنه موجودا ، والمعنى أرشد الأئمة للعلم بما تكفلوه والقيام به والخروج عن عهدته واغفر للمؤذنين ما عسى يكون لهم تفريط في الأمانة التي حملوها من جهة تقديم على الوقت ، أو تأخير عنه سهوا . قال الأشرف : يستدل بقوله : " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن " على فضل الأذان على الإمامة ، لأن حال الأمين أفضل من حال الضمين تم كلامه ، ورد : بأن هذا الأمين يتكفل الوقت فحسب ، وهذا الضامن يتكفل أركان الصلاة ويتعهد للسفارة بينهم وبين ربهم في الدعاء ، فأين أحدهما من الآخر ; وكيف لا والإمام خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمؤذن خليفة بلال ، وأيضا الإرشاد الدلالة الموصلة إلى البغية والغفران ). لقد أحببت بهذه الاطالة اخواني واخواتي الاكارم ان ابين خطر المهمة التي يتولاها امام الصلاة في مساجد المسلمين وما ينبغي عليه ان يكون حال الائمة التي مع كل اسف يتهاون بها الكثير في زماننا..
وعودا الى السؤال وموضوعه المحدد فان التبني ملزم للفرد نفسه ان قام تبنيه على البينة والدليل والبرهان ولا يستطيع ان يلزم به غيره في الخلافيات حيث لا الزام لتبني متبنياً الا الامام الأعظم للامة خليفة المسلمين حيث ان رايه المتبنى في الخلافيات ملزم وان خالف رايك وذلك حتى تستقيم أمور حياة الناس والعامة وتجتمع كلمة الامة ولا تتفرق وهو المقصود بقول الفقهاء :- رأي الامام يجب الخلاف.
هذا والله تعالى اعلم ونهساله ان يفقهنا في ديننا ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.