=3= حديث ليالي الصيام =3=
للسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ شهر رمضان هو شهرُ الفرح الحقيقي، فإنَّ الناس قد يفرحون بالأموال، والأبناء أو بالمنصب، والجاه والسُّلْطان، وقد يُوقِعهم ذلك في الفرح المذموم؛ {لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]، أمَّا الفرح الحقيقي، فهو: الفَرَح بالطاعة، وبفَضْل الله، وهذا الذي أرشدَ إليه القرآن في قوله – تعالى -: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 85].
وقد بيَّن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الصحيح، الذي رواه البخاري ومسلم، ذلك الفرح الحقيقي الذي يُدركه الصائم، فقال: ((للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عندَ لقاء ربِّه))، فإذا تدبَّرتَ الآية مع الحديث، فإنَّك تقف على وصْفٍ دقيق للسعادة الحقيقية، التي يبحث عنها كلُّ الناس، ولا يُدركها إلاَّ المؤمن، إنَّها: فرحٌ بفضل الله، فرح بإتمام نِعمة الصَّوْم والقيام بما أوجب الله: ((فرحة عندَ فطره))، وفرح عند لقاء ربه، وهو أعظمُ الفرح وأجملُه وأحسنُه...كيف لا و باب التوبة فيه مفتوحٌ على مصراعيه، ولا يَستغني العبدُ عن المغفرة لذنبٍ فَعلَه، أو لإثم ارتكبه.
ولا يَغفر الذنوب إلاَّ اللهُ، وقد ذَكَر القرآن من أخصِّ صفات المتقين: أنَّهم يستغفرون من ذنوبهم، ولا يُصرُّون على فِعْلهم فقال: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
فمَن تدبَّرَ هذا، عَلِمَ أنَّ الصوم يُثمر التقوى؛ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، والتقوى تُثمر الاستغفار، وعدمَ الإصرار؛ {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ...} [آل عمران: 133].
وبابُ التوبة مفتوح، والدُّعاء مُجَاب، فمَن انتفع بهذا، خرج من رمضان بغير ذنوب كيومَ ولدتْه أمُّه، ومن لم ينتفعْ به فخرج من رمضان بغير مغفرة، فلا يلومنَّ إلاَّ نفسَه
أنَّ التقرُّب إلى الله بترْك الحلال من (الطعام والشراب)، لا يكون مقبولاً إلاَّ إذا سبَقَه تقرُّبٌ إلى الله بترْك المحرَّمات، وقد بيَّن هذا رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث البخاري: ((مَن لَم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدعَ طعامَه وشرابه))، ونَزيد الأمرَ وضوحًا، فنقول: إنَّ الصوم لا يكون نافعًا، ولا محقِّقًا لحكمة فرضيته إلاَّ إذا صامتِ الجوارح قبلَ أن يصوم البطن والفرج.
وإنَّك لتعجبُ من قوم يُجوِّعون أنفسَهم في نهار رمضان، وألسنتُهم وأعينهم وأيديهم وأرجلُهم تعملُ في معصية الله، فأين الصيام؟!
اللهم ارزقنا صياما حقا صحيحا مقبولا واغفر لنا وارحمنا وتقبل منا واقبلنا فانك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا...
للسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ شهر رمضان هو شهرُ الفرح الحقيقي، فإنَّ الناس قد يفرحون بالأموال، والأبناء أو بالمنصب، والجاه والسُّلْطان، وقد يُوقِعهم ذلك في الفرح المذموم؛ {لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]، أمَّا الفرح الحقيقي، فهو: الفَرَح بالطاعة، وبفَضْل الله، وهذا الذي أرشدَ إليه القرآن في قوله – تعالى -: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 85].
وقد بيَّن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الصحيح، الذي رواه البخاري ومسلم، ذلك الفرح الحقيقي الذي يُدركه الصائم، فقال: ((للصائمِ فرحتانِ: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عندَ لقاء ربِّه))، فإذا تدبَّرتَ الآية مع الحديث، فإنَّك تقف على وصْفٍ دقيق للسعادة الحقيقية، التي يبحث عنها كلُّ الناس، ولا يُدركها إلاَّ المؤمن، إنَّها: فرحٌ بفضل الله، فرح بإتمام نِعمة الصَّوْم والقيام بما أوجب الله: ((فرحة عندَ فطره))، وفرح عند لقاء ربه، وهو أعظمُ الفرح وأجملُه وأحسنُه...كيف لا و باب التوبة فيه مفتوحٌ على مصراعيه، ولا يَستغني العبدُ عن المغفرة لذنبٍ فَعلَه، أو لإثم ارتكبه.
ولا يَغفر الذنوب إلاَّ اللهُ، وقد ذَكَر القرآن من أخصِّ صفات المتقين: أنَّهم يستغفرون من ذنوبهم، ولا يُصرُّون على فِعْلهم فقال: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].
فمَن تدبَّرَ هذا، عَلِمَ أنَّ الصوم يُثمر التقوى؛ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، والتقوى تُثمر الاستغفار، وعدمَ الإصرار؛ {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ...} [آل عمران: 133].
وبابُ التوبة مفتوح، والدُّعاء مُجَاب، فمَن انتفع بهذا، خرج من رمضان بغير ذنوب كيومَ ولدتْه أمُّه، ومن لم ينتفعْ به فخرج من رمضان بغير مغفرة، فلا يلومنَّ إلاَّ نفسَه
أنَّ التقرُّب إلى الله بترْك الحلال من (الطعام والشراب)، لا يكون مقبولاً إلاَّ إذا سبَقَه تقرُّبٌ إلى الله بترْك المحرَّمات، وقد بيَّن هذا رسولُنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حديث البخاري: ((مَن لَم يَدَعْ قولَ الزُّور والعملَ به، فليس لله حاجةٌ في أن يَدعَ طعامَه وشرابه))، ونَزيد الأمرَ وضوحًا، فنقول: إنَّ الصوم لا يكون نافعًا، ولا محقِّقًا لحكمة فرضيته إلاَّ إذا صامتِ الجوارح قبلَ أن يصوم البطن والفرج.
وإنَّك لتعجبُ من قوم يُجوِّعون أنفسَهم في نهار رمضان، وألسنتُهم وأعينهم وأيديهم وأرجلُهم تعملُ في معصية الله، فأين الصيام؟!
اللهم ارزقنا صياما حقا صحيحا مقبولا واغفر لنا وارحمنا وتقبل منا واقبلنا فانك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا...