=5= حديث ليالي الصيام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة ما بين حديث الصيام جنة.. وحديث الامام جنة..:-
1-عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا))؛ أخرجه البخاري.
فالصيام حجاب يتستر به الصائم؛ حتى لا يعبث به هواه، فيرديه في المآثم التي توعده الله عليها بالنار، فيكون الصيام حجابًا من النار بِوَاسطة أنه يقيه منَ الشهوات، وهذه إذا سلم من تأثيراتها لم يشمله الوعيد، وتَسَرْبل بِحِجاب الأمن منَ العذاب.
فإن الصائم في عبادة خالقه ما دام متحليًا بصفات القانتين، صاعدة نفسه في مراقي الكمال، متطلعة إلى عالم الملائكة، متصفة بأخص صفاتهم التي تكون للمرء نعم الساتر بينه، وبين سائر المهلكات.
فالصوم وقاية وجنة للصائم يزرع في نفسه تقوى الله تعالى ومراقبته وهي حكمة الصوم المرتجاة وغايته المبتغاة..فجاء الترتيب ينادي بأن مَن كانت تلك صفته، لا يرفث، ولا يصدر منه الفحش، ولا يجل بارتكابه ما هو من أفعال أهل الجهل والأهواء، ولا يجادل بغير علم وهو مصداق قوله: ((فلا يرفث، ولا يجهل))، والرفث: منكر في الفطر والصيام، وهو من الصائم أشد لأن حالة العبادة تُنَادي بالابتعاد عنِ المخاطر، وإلا أوشك أن يخرجَ منها الصائم، وهو خاسر الصَّفْقَتَيْن.
2- واما حديث الامام جنة فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره .
كانت قريش ومن يليهم من العرب لا يعرفون الإمارة ولا يدينون لغير رؤساء قبائلهم ، فلما جاء الإسلام وولي عليهم الأمراء أنكرته نفوسهم وامتنع بعضهم من الطاعة ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم ليعلمهم أن طاعتهم مربوطة بطاعته وعصيانهم منوطة بعصيانه ليطيعوا من ولي عليهم من الأمراء ( فإنما الإمام ) أي الخليفة أو أميره ( جنة ) بضم الجيم أي كالترس فهو تشبيه بليغ ( يقاتل ) بصيغة المجهول ( من ورائه ) بكسر الميم ( ويتقى به ) بيان لكونه جنة أي يكون الأمير في الحرب قدام القوم ليستظهروا به ويقاتلوا بقوته كالترس للمتترس ، والأولى أن يحمل على جميع الأحوال ; لأن الإمام يكون ملجأ للمسلمين في حوائجهم دائما ، قال الطيبي : قوله ( يتقى به ) بيان لقوله ( يقاتل من ورائه ) ، والبيان مع المبين تفسير لقوله : وإنما الإمام جنة . قال النووي : أي هو كالساتر ; لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ، ويمنع الناس بعضهم من بعض ، ويحمي بيضة الإسلام ، ويتقيه الناس ويخافون سطوته ،
فإن عليه منه .
قالصوم اذا جنة أي وقاية للافراد وحماية لهم من المهلكات بما يحققه لهم من التقوى والرقابة الداخلية لله تعالى وهي حكمة تشريعه ومبتغاه..والامام جنة للامة كافة والدين عامة والعرض والانفس والأموال.. نسال الله ان يتقبل صيامنا وان يرزقنا الامام الصالح العادل العدل الذي يقيم الدين والشرع ويرعى بيضة الامة ويحفظ بيضة الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفة ما بين حديث الصيام جنة.. وحديث الامام جنة..:-
1-عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلاَ يَرْفثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائمٌ - مَرَّتَيْنِ - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ - تَعَالَى - مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا))؛ أخرجه البخاري.
فالصيام حجاب يتستر به الصائم؛ حتى لا يعبث به هواه، فيرديه في المآثم التي توعده الله عليها بالنار، فيكون الصيام حجابًا من النار بِوَاسطة أنه يقيه منَ الشهوات، وهذه إذا سلم من تأثيراتها لم يشمله الوعيد، وتَسَرْبل بِحِجاب الأمن منَ العذاب.
فإن الصائم في عبادة خالقه ما دام متحليًا بصفات القانتين، صاعدة نفسه في مراقي الكمال، متطلعة إلى عالم الملائكة، متصفة بأخص صفاتهم التي تكون للمرء نعم الساتر بينه، وبين سائر المهلكات.
فالصوم وقاية وجنة للصائم يزرع في نفسه تقوى الله تعالى ومراقبته وهي حكمة الصوم المرتجاة وغايته المبتغاة..فجاء الترتيب ينادي بأن مَن كانت تلك صفته، لا يرفث، ولا يصدر منه الفحش، ولا يجل بارتكابه ما هو من أفعال أهل الجهل والأهواء، ولا يجادل بغير علم وهو مصداق قوله: ((فلا يرفث، ولا يجهل))، والرفث: منكر في الفطر والصيام، وهو من الصائم أشد لأن حالة العبادة تُنَادي بالابتعاد عنِ المخاطر، وإلا أوشك أن يخرجَ منها الصائم، وهو خاسر الصَّفْقَتَيْن.
2- واما حديث الامام جنة فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره .
كانت قريش ومن يليهم من العرب لا يعرفون الإمارة ولا يدينون لغير رؤساء قبائلهم ، فلما جاء الإسلام وولي عليهم الأمراء أنكرته نفوسهم وامتنع بعضهم من الطاعة ، فقال لهم صلى الله عليه وسلم ليعلمهم أن طاعتهم مربوطة بطاعته وعصيانهم منوطة بعصيانه ليطيعوا من ولي عليهم من الأمراء ( فإنما الإمام ) أي الخليفة أو أميره ( جنة ) بضم الجيم أي كالترس فهو تشبيه بليغ ( يقاتل ) بصيغة المجهول ( من ورائه ) بكسر الميم ( ويتقى به ) بيان لكونه جنة أي يكون الأمير في الحرب قدام القوم ليستظهروا به ويقاتلوا بقوته كالترس للمتترس ، والأولى أن يحمل على جميع الأحوال ; لأن الإمام يكون ملجأ للمسلمين في حوائجهم دائما ، قال الطيبي : قوله ( يتقى به ) بيان لقوله ( يقاتل من ورائه ) ، والبيان مع المبين تفسير لقوله : وإنما الإمام جنة . قال النووي : أي هو كالساتر ; لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين ، ويمنع الناس بعضهم من بعض ، ويحمي بيضة الإسلام ، ويتقيه الناس ويخافون سطوته ،
فإن عليه منه .
قالصوم اذا جنة أي وقاية للافراد وحماية لهم من المهلكات بما يحققه لهم من التقوى والرقابة الداخلية لله تعالى وهي حكمة تشريعه ومبتغاه..والامام جنة للامة كافة والدين عامة والعرض والانفس والأموال.. نسال الله ان يتقبل صيامنا وان يرزقنا الامام الصالح العادل العدل الذي يقيم الدين والشرع ويرعى بيضة الامة ويحفظ بيضة الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.