يا وطني !
عندما كتب رائعته " من أجلك عشنا يا وطني" ،لم يعلم الشاعر الراحل عمر البرناوي أن كلماته آيلة للزوال و أنه يكتب عن وطن لم يعد له أثر في مجرتنا ، فالمعالم الوطنية التي ارتسمت في مخيلته و دفعته يخط هكذا نشيد ، لم تتقاطع و القدر الراهن بالجزائر ،فكل ما تغنى به باتت مادة خامة و رهن الانتقاد في زمن طغت فيه الحيوانية ،لحكام انتهازيين في بقعة جغرافية تاريخهاشهامة و كرامة و حاضرها يعلوه العفن و اللاستقامة .
من أجلك عشنا يا وطني: ورد في الكتاب المقدس قول مؤداه "جميل أن تموت من أجل الوطن و الأجمل أن تحيا من أجله " .بذل النفس من أجل الوطن قسم ،أدينا يمينه و نحن في أرحام أمهاتنا ، فليست منَّة و لا خطيئة لو كلفت كرامة الجزائر أرواحنا ، فمن ثدي جبالها سقتنا ،و من ثمرة ترابها غذتنا ،فهي أمنا ،من أجل شرفها تثور حميتنا !
لولا أن ربط الله على قلوبنا ،لكفرنا بوطنيتنا او سلمنا ارواحنا رخيصة لحوادث الدهر في ظل الإذلال و التركيع السلطوي على الشعب و كأننا لاجئين في بلاد غريبة ، و بات من العار أن تمارس مواطنتك في ربوعها بعدما عشت من أجلها ،لكن نسيت أن أي جنس نذل يحكمنا و أن الكتاب المقدس الذي قرأته قد حُرِف .
نزهو بالماضي في ثقة و الحاضر يعلو ماضينا: لست أذكر ما درست في السنوات الأولى أكثر من كلمة "كنا" و الأفعال الماضية، تباهينا بالتاريخ و صنَّاعه يعبر عن عقدة النقص الذي يعاني منه الحاضر و نعمل على تعويضها بسرد مآثرهم و الافتخار بها.استقلت الجزائر عندما غادرها الفرنسيين ،لكنت تركت براثينها و سمومها تسري في عروق منظومتنا حتى أصبحنا في أسر العمالة و الانحطاط التدبيري ، لا شيء بإمكانه قهر أي كيان دولي ، لا اقتصاد ضعيف و لا تربية منحطة بقدر خيانة أبنائه و العمل لصالح نظرائه. سور الصين العظيم بني كحاجز لمنع العدو التسلل إلى الأراضي الصينية ،لكن ! نسوا أهم خطوة و هي بناء الأفراد و تكوينهم على حب الوطن قبل تشييد الأسوار ، حراس السور لم يكونوا ذوي نخوة او ووطنية ما جعلهم ينصاعون و تقبل رشوة العدو و التوغل في أرجاء الصين ، تلكم هي ضريبة تقديم تكوين الماديات على بناء الأشخاص.
جيش التحرير و جبهته ،كانا ضوئين بتاجينا : و ماذا أقول و تراب شهداء الطائرة العسكرية المحطمة في ١١ أفريل لم يجف ترابها و لن تجف ذكراهم في قلوبنا ! لم يهنوا حتى يسهل الهوان عليهم بتلك الطريقة ، هم حماة الوطن من أي عدوان قد نتعرض له، وهبوا أرواحهم أسمى هدية لمولاها ،استلم الله أمانته تشتكي إليه غدر المسؤلين و لا مبالاتهم ، سلام على أرواحهم الطاهرة و لا نامت أعين الجبناء .
جبهة التحرير ما بعد الاستقلال تعادل خشبة مسرح البهلوانيين ،يقودها عديموا الخبرة السياسية و الوطنية، هي بارعة في تزييف التاريخ و إقصاء شخصيات رمزية و جهادها في سبيل استقلال البلد .كحزب هو صاحب أكثر المقاعد في البرلمان ،ترفع الأيادي مصادقة على قوانين تشتري بها آفات اجتماعية و مهالك الوطن.
يا سائل عرب منبتنا ،دين الإسلام يؤاخينا : و الأمازيغية ؟!؟ أما أنها لقيطة تبنها التاريخ في أرض الجزائر حفاظا على عرضها. وحدة البلاد هو الثابت الوحيد الذي من المفروض أن نعمل على تكريسه مع تنوع ثقافاتها و تياراتها ،شاء من شاء و أبى من أبى ،ننطوي معا تحت راية التعايش السلمي و الإيمان بمبدأ الانسانية.
أخيرا، لا ضير إن خبت في نفوسكم الحمية ،
فستضلون قادة علينا لفترة وهمية ،
ما اعترضوا ، لا لقوتكم و لا لجبن الرعية .
لكن حبا في أمن ارواحنا ،فلكم الوطن و لنا الوطنية.
بقلم /إبقى صباح
عندما كتب رائعته " من أجلك عشنا يا وطني" ،لم يعلم الشاعر الراحل عمر البرناوي أن كلماته آيلة للزوال و أنه يكتب عن وطن لم يعد له أثر في مجرتنا ، فالمعالم الوطنية التي ارتسمت في مخيلته و دفعته يخط هكذا نشيد ، لم تتقاطع و القدر الراهن بالجزائر ،فكل ما تغنى به باتت مادة خامة و رهن الانتقاد في زمن طغت فيه الحيوانية ،لحكام انتهازيين في بقعة جغرافية تاريخهاشهامة و كرامة و حاضرها يعلوه العفن و اللاستقامة .
من أجلك عشنا يا وطني: ورد في الكتاب المقدس قول مؤداه "جميل أن تموت من أجل الوطن و الأجمل أن تحيا من أجله " .بذل النفس من أجل الوطن قسم ،أدينا يمينه و نحن في أرحام أمهاتنا ، فليست منَّة و لا خطيئة لو كلفت كرامة الجزائر أرواحنا ، فمن ثدي جبالها سقتنا ،و من ثمرة ترابها غذتنا ،فهي أمنا ،من أجل شرفها تثور حميتنا !
لولا أن ربط الله على قلوبنا ،لكفرنا بوطنيتنا او سلمنا ارواحنا رخيصة لحوادث الدهر في ظل الإذلال و التركيع السلطوي على الشعب و كأننا لاجئين في بلاد غريبة ، و بات من العار أن تمارس مواطنتك في ربوعها بعدما عشت من أجلها ،لكن نسيت أن أي جنس نذل يحكمنا و أن الكتاب المقدس الذي قرأته قد حُرِف .
نزهو بالماضي في ثقة و الحاضر يعلو ماضينا: لست أذكر ما درست في السنوات الأولى أكثر من كلمة "كنا" و الأفعال الماضية، تباهينا بالتاريخ و صنَّاعه يعبر عن عقدة النقص الذي يعاني منه الحاضر و نعمل على تعويضها بسرد مآثرهم و الافتخار بها.استقلت الجزائر عندما غادرها الفرنسيين ،لكنت تركت براثينها و سمومها تسري في عروق منظومتنا حتى أصبحنا في أسر العمالة و الانحطاط التدبيري ، لا شيء بإمكانه قهر أي كيان دولي ، لا اقتصاد ضعيف و لا تربية منحطة بقدر خيانة أبنائه و العمل لصالح نظرائه. سور الصين العظيم بني كحاجز لمنع العدو التسلل إلى الأراضي الصينية ،لكن ! نسوا أهم خطوة و هي بناء الأفراد و تكوينهم على حب الوطن قبل تشييد الأسوار ، حراس السور لم يكونوا ذوي نخوة او ووطنية ما جعلهم ينصاعون و تقبل رشوة العدو و التوغل في أرجاء الصين ، تلكم هي ضريبة تقديم تكوين الماديات على بناء الأشخاص.
جيش التحرير و جبهته ،كانا ضوئين بتاجينا : و ماذا أقول و تراب شهداء الطائرة العسكرية المحطمة في ١١ أفريل لم يجف ترابها و لن تجف ذكراهم في قلوبنا ! لم يهنوا حتى يسهل الهوان عليهم بتلك الطريقة ، هم حماة الوطن من أي عدوان قد نتعرض له، وهبوا أرواحهم أسمى هدية لمولاها ،استلم الله أمانته تشتكي إليه غدر المسؤلين و لا مبالاتهم ، سلام على أرواحهم الطاهرة و لا نامت أعين الجبناء .
جبهة التحرير ما بعد الاستقلال تعادل خشبة مسرح البهلوانيين ،يقودها عديموا الخبرة السياسية و الوطنية، هي بارعة في تزييف التاريخ و إقصاء شخصيات رمزية و جهادها في سبيل استقلال البلد .كحزب هو صاحب أكثر المقاعد في البرلمان ،ترفع الأيادي مصادقة على قوانين تشتري بها آفات اجتماعية و مهالك الوطن.
يا سائل عرب منبتنا ،دين الإسلام يؤاخينا : و الأمازيغية ؟!؟ أما أنها لقيطة تبنها التاريخ في أرض الجزائر حفاظا على عرضها. وحدة البلاد هو الثابت الوحيد الذي من المفروض أن نعمل على تكريسه مع تنوع ثقافاتها و تياراتها ،شاء من شاء و أبى من أبى ،ننطوي معا تحت راية التعايش السلمي و الإيمان بمبدأ الانسانية.
أخيرا، لا ضير إن خبت في نفوسكم الحمية ،
فستضلون قادة علينا لفترة وهمية ،
ما اعترضوا ، لا لقوتكم و لا لجبن الرعية .
لكن حبا في أمن ارواحنا ،فلكم الوطن و لنا الوطنية.
بقلم /إبقى صباح