السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا معنى لعبادة جسد يستقبل الكعبة وقلب لا يستقبل رب الكعبة، بل يستقبل هموم الدنيا واعيانها ومشاغلها، فذاك تالله قلب ساه لاه غافل.
يقول الله تبارك و تعالى:- (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والنبيئين، وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس، أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون) سورة البقرة الآية 178.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان” متفق عليه. فبذل المال هو تحرر الروح والنفس والذات من حب المال، ومن عبودية الدرهم والدينار، والتخلص من الشح والحرص والطمع والبخل، والانعتاق من الأثرة وحب النفس بالايثار، وهذا من مزايا الإسلام الذي يعمل على تحرير الإنسان من نفسه وحرصها وشحها الذي هو موطن وسر ضعفها، قبل أن يعمل على تحريره من عبودية العالم الخارجي، يقينا منه بأن عبيد أنفسهم قطعا هم عبيد الناس، ومستعدون نفسيا للاستعباد الى كل من يبذل لهم الدرهم والدينار او يمكنهم من كسبه وحيازته، فمن استطاع التخلص من هوى نفسه لن تستطيع قوة في الكون أن تفرض عليه هواها وميولها وإغراءاتها وتأثيراتها، ولن يخضع لأية مثيرات واغراءات واغواءات ، فتحرير الإنسان من نفسه توحيد لعبودية الله تعالى واخلاص في طاعته والتوجه اليه وحده لا شريك له.....
جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعطَ سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبدٍ آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله! أشعث رأسه مغبرة قدماه! إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع) .
ودمتم على الدوام بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عدل سابقا من قبل محمد بن يوسف الزيادي في 2023-07-07, 3:53 am عدل 2 مرات