المهمة السامية حماية الأخلاق  Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

نبيل - القدس
الا ان مجرد القراءة والمتعة الفكرية لن يكون له اي تاثير في من يتابع هذه المواضيع الا اذا تم التفكر والتدبر بها وفهم واقعها بدقة
نبيل - القدس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المواضيع الأخيرة
» 21- من دروس القران التوعوية - مزج الطاقة العربية بالطاقة الاسلامية
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitimeاليوم في 2:16 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 20- من دروس القران التوعوية:- اصطفاء العرب!!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitimeأمس في 5:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» خاطرة من وحي التاريخ !!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitimeأمس في 2:43 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 19-من دروس القران التوعوية - مسؤولية حمل الرسالة
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-18, 5:37 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 18- من دروس القران التوعوية
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-17, 9:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» مخاطر الكتابة في الانساب لغير اهل الفقه والعلم
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-17, 8:58 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 26- حديث الاثنين-الايمان وصناعة النفس والتغيير
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-16, 7:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» رسالة خطيرة من النبي !!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-15, 1:10 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 17- من دروس القران التوعوية - الاجتهاد و التقليد
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-15, 1:08 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» ذو الوجهين فاسد منافق فاحذروه !!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-15, 2:36 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 16- من دروس القران التوعوية - المنافقون عدو فاحذرهم
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-14, 5:31 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 15- من دروس القران التوعوية - عقيدتنا وشريعتنا تصنعان الوعي
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-13, 6:41 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة - مكانة الشهادة والشهيد !!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-13, 4:04 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» شركات عمل تطبيقات – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-12, 4:47 pm من طرف سها ياسر

» 14- من دروس القران التوعوية- تسمية الاشياء والامور باسماءها
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-12, 8:03 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» دموع الرجال على الرجال !!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-11, 3:25 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 13- من دروس القران التوعوية- الحكمة من تسمية الاشياء والامور بمسمياتها
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-11, 3:17 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 12- من دروس القران التوعوية- المصطلحات واهميتها
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-10, 8:06 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 25-حديث الاثنين =نظرات عقائدية اساسية
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-09, 8:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 11- من دروس القران التوعوية-بناء الوعي الشخصي الطريق لبناء الوعي العام
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-09, 8:48 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 10- من دروس القران التوعوية- ب-وسائل وانواع التفكير
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-08, 5:46 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 9- من دروس القران التوعوية-أ-القران ارشدنا لمعرفة العملية العقلية
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-07, 10:52 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الجمعة= الحذر من الخداع والمخادين!!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-06, 4:40 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 8- من دروس القران التوعوية=تغييب الطغاة للوعي !!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-05, 9:53 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث الصباح= الاسلام والتغيير المجتمعي
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-04, 7:13 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 6-من دروس القران التوعوية- التثبت والتيقن
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-04, 5:00 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» حديث التاريخ !!!الانجليز وسلطان الهند!!!
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-03, 8:33 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» عمل تطبيقات الجوال – مع شركة تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-03, 2:36 pm من طرف سها ياسر

» 5- من دروس القران التوعوية= التغيير الشامل
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-03, 8:47 am من طرف محمد بن يوسف الزيادي

» 24- حديث الاثنين - الايمان والتصديق والفرق بينهما وعلاقة الايمان بالعمل
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_icon_minitime2024-09-02, 12:02 pm من طرف محمد بن يوسف الزيادي

عداد للزوار جديد
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 511 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 511 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 720 بتاريخ 2011-02-21, 11:09 pm
تصويت
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نبيل القدس ابو اسماعيل - 38800
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
زهرة اللوتس المقدسية - 15399
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
معتصم - 12434
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
محمد بن يوسف الزيادي - 4202
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
sa3idiman - 3588
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
لينا محمود - 2667
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
هيام الاعور - 2145
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
بسام السيوري - 1763
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
محمد القدس - 1219
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 
العرين - 1193
المهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_rcapالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_voting_barالمهمة السامية حماية الأخلاق  I_vote_lcap 

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1030 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Roland فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 66288 مساهمة في هذا المنتدى في 20242 موضوع
عداد زوار المنتدى
free counterAmazingCounters.com


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

المهمة السامية حماية الأخلاق

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

نبيل القدس ابو اسماعيل

نبيل القدس ابو اسماعيل
المدير العام
المدير العام

الوحدة الخامسة
المهمة السامية
حماية الأخلاق
وبعد كل هذا فإن الإسلام الذي حرص على تأسيس الأخلاق وبنائها أخذ على عاتقه أن يقوم بحمايتها.
سعى الإسلام إلى حماية الأخلاق وحراسة الفضائل ، ووأد الرذائل ، وذلك بتشريعاته السامية ودعوته إلى التربية الشاملة ، وعلى أساس ذلك حمَّل الإنسان مسئولية نفسه ونتيجة سلوكه وتصرفاته ، ومن أبرز هذه التشريعات : العقوبات الشرعية والتعزيرات التأديبية ، ولكن مع ذلك وقبله حمل الإنسان المسئولية ونما فيه روح الفضيلة والخير ، ودعمَّ فيه الإيمان ، وأحيا فيه الضمير ، وأيقظ فيه مراقبة الله تعالى ، كما حمَّل المجتمع والبيئة والمحيط الاجتماعي مسئولية عظيمة في هذا الجانب ، فلا وجود للسلبية والأنانية في المجتمع الإسلامي .
ومن هنا يتبين حماية الإسلام للأخلاق من خلال ثلاث وسائل وهي :
1- التربية الإيمانية .
2- التربية الاجتماعية .
3- العقوبات الشرعية ، وتحتها أمران :
- الحدود .
- التعزيرات .
وبيان ذلك :
أولاً : التربية الإيمانية :
الإسلام دين إسلامي إنساني رباني واقعي ، جاء لإخراج الناس من ظلمة المادة إلى إشراقة الروح وبحبوة الضمير ، وقد بدأ  في تربية الإيمان وتنقية النفوس منذ بزغ فجر الرسالة ، وركز القرآن الكريم في أول دعوة على بناء الإنسان بناءً أصيلاً متكاملاً بادئاً بالعقيدة الصحيحة وغرسها في النفس ، مع أخذه في الاعتبار طبيعة الإنسان المخاطب بالدعوة .
ومن أهم الجوانب هذه الطبيعة ميلها إلى الخير ، وأنسها بالحق ، وطمأنينتها إلى الفضيلة ، وبالتالي نفورها من الشر والباطل والرذيلة .
" إن الإكراه على الفضيلة لا يصنع الإنسان الفاضل ، والحرية النفسية والعقلية أساس المسئولية ) .
والإسلام يقدر هذه الحقيقة ويحترمها ، وهو يبني صرح الأخلاق ، ولماذا يلجأ إلى القسر في تعريف الإنسان معنى الخير ، أو توجيه سلوكه إليه ، وهو يحسن الظن بالفطرة الإنسانية ، ويرى أن إزاحة العوائق من أمامها كافية لإيجاد جيل فاضل .
إن فطرة الإنسان خَيِّرة ، وليس معنى هذا أنه ملاك لا يحسن إلا الخير ، بل معنى هذا أن الخير يتواءم مع طبيعته الأصلية ، وأنه يُؤْثِر اعتناقه والعمل بت ، كما يؤثر الطير التحليق إذا تخلص من قيوده وأثقاله.
والإسلام لا يصدر حكما بعزل إنسان عن المجتمع إلا يوم يكون بقاؤه فيه مثار شر على الآخرين ، كالمريض مرضا معدياً يصان مَنْ حوله عن مخالطته حتى لا تصيبهم عدواه .
في حدود هذه الدائرة يحارب الإسلام الجرائم الخُلُقية فهو يفترض ابتداءً أن الإنسان يحب أن يعيش عيشة شريفة ، ويحيا على ثمرات كفاحه وجهده الخاص ، فإن عجز عن كفاية نفسه وجب على المجتمع والدولة كفايته ، فإذا مد يده بعد ذلك وعبث بالفضائل وهتك الحرمات مُحِصت حالتُه قبل إيقاع العقوبة ، فإذا تبين أنه خان الفطرة ، وأنه أصبح مصدر عدوان على المجتمع وقابل الإحسان بالإساءة أقيم عليه الحد ، فالحد الذي شرعه الإسلام هو وقاية للجماعة العادلة من ضراوة عضو فيها" ( خلق المسلم للشيخ محمد الغزالي 28- 30 بتصرف ) .
إن الدعوة الإسلامية حركة بناء لمجتمع يحقق الخلافة عن الله في هذه الأرض بواسطة جهود الإنسان المؤمن ، والمنهج الذي قدمته الدعوة الإسلامية في عهدها المكي للعمل مع الجماعة ، وهو المنهج الرائد الأصيل الذي تدين له جميع الدراسات الاجتماعية المعاصرة ، إنه المنهج الذي احترم عقل الإنسان وكرامة الجماعة ، وقدم خطواته مع الصدق والحق بعيدا عن الخداع والتضليل ، فهو المنهج الذي قدمته الدعوة نظرياً وطبقته عملياً وواقعياً ، فأنتج إنتاجاً دائما خالداً ، كان من أبرز قواعد هذا المنهج تربية القيادة التي تعمل مع صاحب الدعوة  .
إن التربية الإيمانية تعني تنمية وتفعيل أثر الإيمان بالله بأركانه الستة في نفس وسلوك المسلم ,
إن التوحيد المأمور به توحيد اعتقادي علمي ، وتوحيد عملي سلوكي ، أي توحيد في المعرفة والإثبات والاعتقاد ، وتوحيد في الطلب والقصد والإرادة .
ويتحقق التوحيد بإخلاص العبودية لله وحده ، وكذلك بالكفر بكل الطواغيت ، والبراءة ممن عبدها أو والاها من دون الله ، واتقاء الشرك بكل أنواعه ومراتبه ، وسد المنافذ إليه .
تأثير الإيمان
وللإيمان تأثير عظيم في نفوس أهله ، إذ يصوغهم صياغة جديدة ، ويربيهم تربية فذة فريدة ، ويأخذ بأيديهم إلى الحياة والنور والسرور من الموات والجهالة والظلام قال تعالى {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }[الأنعام/122] .
إن الإيمان يحيي العقل والقلب ، ويوقظ الشعور والحس ، ويصحح الخلق والسلوك ، فالإيمان حياة ونور ، وسعادة ورضا ، وشجاعة وقوة ، وطاقة إلهية ، بها يسعد الفرد وتطيب نفسه ، وتنهض الأمة ويلتئم شملها .
وقد اهتم الإسلام بتكوين الفرد وتربيته كما اهتم ببناء الأمة ونهضتها على ركيزتي الإيمان والتقوى ، والاعتصام والأخوة الإسلامية ، واهتم كثيرا بتزكية النفس ، بل واعتبرها من أهم وظائف الرسول 
س : اذكر الدليل على هذا ؟



ما تأثير الإيمان على النفس والسلوك ؟
وللإيمان تأثير فعال في تغيير العادات القبيحة إلى سلوك حسن ، وكبح جماح الشهوات ، والاعتدال في إشباع الغرائز والدوافع النفسية ، كما أن الإيمان يجعل صاحبه يستعلي على أنانيته المفرطة من أجل نفع عام يصيب الجماعة ، كما يجعل للحياة هدفا ومثلا أعلى وغاية كبرى ، ويسعى المؤمن من أجل تحقيقها ويموت في سبيلها ، إنها مرضاة الله والفوز بنعيمه ، ولذة الطاعة في الدنيا والرضوان ورؤية وجه الله الكريم في الآخرة .

الإيمان وحياة الضمير
تلك القوة الكاشفة الهادية ، الآمرة الناهية ، المحذرة المحرضة ، الحاكمة المنفذة ، سماها علماء الأخلاق بالضمير أو الوجدان ، وسماها الإسلام القلب ، قال رسول الله  لمن جاءه يسأله عن البر والإثم ( البر ما سكنت إليه النفس ، واطمأن إليه القلب ، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ، ولم يطمئن إليه القلب ، وإن أفتاك المفتون ) (سنن الترمذي ، كتاب الزهد ) .
إنه قوة تسبق العمل وتقارنه وتلحقه ، فتسبقه بالإشارة إلى عمل الواجب والتحذير من المعصية ، وتصاحبه بالتشجيع على إتمام العمل الصالح والكف عن العمل السيئ ، وتلحقه بالارتياح والسرور عن الطاعة ، والإحساس بالألم والوخز عند العصيان ، وهذا القلب أو الضمير هو عماد الأخلاق ، فالمجتمع أي مجتمع لا يرقى وينتظم ويسعد بسن القوانين وإصدار القرارات ويقظة رجال السلطة ، وإنما يرقى المجتمع ويسعد بوجود الحية وتوافر الضمائر اليقظة ، ومن الحكم المشهور " العدل ليس في نص القانون ، وإنما هو في ضمير القاضي " .
وعقيدة المؤمن أولاً وعقيدته في الحساب والجزاء ثانيا تجعل ضميره في حياة دائما وفي صحو أبداً .
إنه يعتقد أن الله معه حيث كان ، ولا تخفى عليه خافية ، ولا يغيب عنه سر ولا علانية {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }[المجادلة/7].
ولذلك يعتقد المسلم أنه محاسب يوم القيامة على عمله مجزي به إن خيرا أن شرا ، وأن الملائكة الحفظة الكاتبين يسجلون عليه كل ما عمل ، ويوم القيامة يأتيه كتاب أعماله منشورا يقرأه ويحاسب نفسه {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً* اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء/13 - 14] ، وتوزن الأعمال {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ *وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ}[القارعة/6-11].
بهذه العقيدة في الله وفي الجزاء في الآخرة يصبح المؤمن ويمسي مراقبا لربه محاسبا لنفسه ، متيقظا لأمره متدبرا في عاقبته .
تنبع حماية الأخلاق وصيانتها من داخل المسلم في نفسه وذاته وضميره ، وإيمانه بالله سبحانه ، ويقينه أن الله مطلع عليه ناظر إليه ، مشاهد له فيكل أحواله وأحيانه ، وحق على المحب أن يتجمل أمام حبيبه ، وحق على العبد المسلم أن يتزين لخالقه ، فلا يراه الله في صورة غير حسنة ، ولا يراه حيث نهاه عن اقتراف وهتك أستار الفضيلة ويتعدى حدود الله ، والتعدي على محارم الله ، ولا يفتقده حيث أمره بالخير والبر حيث أمره بالصلاة والصلة ، حيث أمره بالعمل والإنتاج والقيام بواجبات الاستخلاف ، فما أمره إلا بما يعود عليه بالنفع في العاجل والآجل ماديا ومعنويا .
فحب الله دلالة على إيمان المؤمن وعلى رضاه بالله وعنه ، ودلالة إتيانه الخلق الحميد واجتنابه الخلق الفاسد .
والتربية الإيمانية هي الكفيلة بتعميق معاني الخير في نفس المؤمن ، والأخذ به عن الشرور وأضرارها ، والحر تكفيه المقالة ، فلا يحتاج المسلم الذي يراقب ربه ويحبه إلى سلطة خارجية تلزمه وتأمره بحماية الأخلاق وصيانة المجتمع والنهضة به .
إن صاحب الإيمان الحي والفؤاد النقي هو صاحب حس مرهف وشعور متوقد ، ومن هنا كانت أهمية هذه التربية ودورها الأعظم في كفاية المجتمع شرور الأشرار وتمتعه بسلوك الأبرار ، فإذا ما انحرف البعض وضعف أمام موات ضميره وغلبة الشهوات وتدنس الفطرة فإنه يحتاج إلى سلطة أقوى ومذكر خارجي ، ومؤثر أشد فاعلية من تلك الرقابة الضعيفة والفطرة المنحرفة ، وهنا يأتي دور البيئة الاجتماعية ، وسلطان المجتمع في حماية هذا من نفسه وحماية المجتمع منه .
ثانياً : التربية الاجتماعية :
المراد بها : تنمية دور المجتمع في أداء مهامه ، وممارسة سلطانه ، وفي مدح المحسن ، وذم المسيء، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالمجتمع الإسلامي بصفة خاصة من خصائصه أنه إيجابي غير سلبي ، ومن أسس بنيانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكل مجتمع تأثير قوي في سلوك أفراده ، ويمارس كل فرد فيه حقه ودوره تجاه الآخر حيث التواصي بالحق والصبر والمرحمة ،حيث التعاون على البر والتقوى ، وليس التعاون على الإثم والعدوان ، حيث العقوبات النفسية الموجعة من العتاب والزجر والهجر ، والإنسان بطبعه اجتماعي بفطرته ، فلا يمكن أن يعيش منفردا ، إنه يعمل كمسلم ليرضي الله سبحانه ، ثم يقدم لأمته ومجتمعه الخير ويكفه عن الشر ، وقد حث الرسول على أن نشكر من أجرى الله الخير لنا على يديه وجعله من شكر الله ومن أنكر وجحد حق هذا المتسبب في الخير يكون جاحدا لفضل الله ، ومخالفا لأوامره فدائما ينبغي أن يقال للمحسن أحسنت ، وللمسيء أسأت .
إن للمجتمع سلطانا قويا ينبغي أن يفعله ويظهره ، ليحمي أفراده ويحمي دينه وخلقه وينهض بأبنائه على الفضيلة والنفور من الرذيلة .
" لم يكن العلاج بوضع العقوبات الشرعية الدنيوية ، هو أول ما هرع إليه الإسلام في سبيل وقاية المجتمع
من آثار التعارض في الرغبات والشهوات ، بل اتخذ قبل هذا العلاج نوعين من الوقاية الشديدة التي إذا ما نفذت وأحكم تنفيذها كان لها الأثر الحسن في راحة المجتمع ، وسلامته من الشرور والمفاسد .
أولها : العمل على تهيئة الإنسان ليكون عضو خير وإنتاج في سعادة الجماعة الإنسانية ، فكلف الإسلام الناس جميعا بالعمل ، وأرشدهم إلى التجارة والصناعة والزراعة ، ونفر من البطالة ، وإهمال النفس في هذه الحياة .
أما السبيل الثاني : فهو أنه ضمن للإنسان فوق حياته المادية بالعمل ، حياة أخرى نفسية سعيدة ، ترجع إلى كفالة حقوقه الشخصية والاجتماعية ، بتقرير العدل في أدق صوره ، وتقرير التواصي بالخير ، والتناهي عن الشر ، وتقرير معونة الفقراء الذين لا يجدون عملا ، أولا يستطيعون ، وبذلك تصل الحقوق إلى أربابها الذين يستحقونها بأعمالهم وكفالتها ، دون تحكيم لأي اعتبار آخر من حسب أو نسب ، أو التي يستحقونها بمقتضى التضامن الاجتماعي ، والتكافل الإنساني الذي وضع الإسلام مبدأه ، وقرر كأصل من أصول الاجتماع ، وعلى أنه يثاب المرء على فعله ن ويعاقب على تركه .
هذا هو الوضع الذي سلكته الشريعة في تربية النفوس وتهذيبها ، وتوجيهها إلى الخير ومنعها من التفكير في الإجرام والفساد .( الإسلام عقيدة وشريعة ص 296، 297 باختصار) .
ويتمثل دور التربية الاجتماعية في قيامها بعدة أمور أهمها ما يلي :
1- التواصي بالحق والصبر والمرحمة .
2- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
3- العقاب المعنوي والمادي .
أولاً : التواصي بالحق والصبر والمرحمة :
يقول الله تعالى {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ3}[العصر].
ذكر الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أن الناس لو تدبروا هذه السورة لوسعتهم ، وفيها يقسم الله بالزمان الذي تقع فيه أفعال بني آدم وحركاتهم من خير وشر أن الإنسان في خسارة وهلاك ، ثم استثنى الله من الخاسرين من أمنوا بالله بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ، وأوصى بعضهم بعضاً بالحق ، وهو أداء الطاعات وترك المحرمات ، وكذلك أوصى بعضهم بعضاً بالصبر ، وهو الصبر على المصائب والأقدار ، وأذية أهل الأذى الذين يؤذون الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر .
وفي معنى قوله تعالى {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ }[البلد/17] يقول ابن كثير : أي كان من المؤمنين العاملين صالحا ، المتواصين بالصبر على أذى الناس ، وعلى الرحمة بهم ، والمتصفون بهذه الصفات من أصحاب اليمين .(المصباح المنير في تهذيب تفسير ابن كثير ص 1350).

ميزة التواصي بالحق والصبر :
أما التواصي بالحق والصبر فتبرز من خلالها صورةُ الأمةِ والجماعة المسلمة ، ذات الكيان الخاص ، والرابطة المميزة أو الوجهة الواحدة ، الجماعة التي تشعر بكيانها ، كما تشعر بواجبها ، والتي تعرف حقيقة ما هي مقدمة عليه من الإيمان والعمل الصالح الذي يشمل فيما يشمل قيادة البشرية في طريق الإيمان والعمل الصالح ، فتتواصى فيما بينها بما يعينها على النهوض بالأمانة الكبرى .
وماذا نفهم من لفظ ( التواصي ) ؟
فمن خلال لفظ التواصي ومعناه وطبيعته الحقيقة تبرز صورة الأمة المتضامنة ، الأمة الخيرة الواعية القيمة في الأرض على الحق والعدل والخير ، في مودة وتعاون وتآخ .
كثيرة تلك المعاني التي تنضح بها كلمة التواصي لأن التواصي بالحق ضرورة لقيام مجتمع آمن مترابط متماسك ، ولأن التواصي تذكير وتشجيع وإشعار بالقربى في الهدف والغاية ، والأخوة في العبء والأمانة .
إن التواصي بالحق توجيه للجهود الفردية وتهذيب لها لتصنع المجتمع الفاضل بخلقه وسلوكه ومبادئه وقيمة ، وهذا هو التطبيق العملي لدين الله تعالى الذي لا بد له من جماعة متعاونة متآلفة متواصية .

ويجب أن نعلم أن الأيمان والعمل الصالح وحراسة الحق والعدل من أعسر ما يواجه الفرد والجماعة ، وللقيام بهذه الأمور لابد من الصبر على جهاد النفس وجهاد الغير ، والصبر على الأذى والمشقة ، والصبر على طول الطريق وبطء المراحل .
والتواصي بالصبر يضاعف المقدرة بما يبعثه من إحساس بوحدة الهدف والوجهة وتساند الجميع ، وتزودهم بالصبر والعزم والإصرار . ( في ظلال القرآن لسيد قطب 6/3964 دار الشروق) .
فالمجتمع المسلم يقدم على التماسك والتعاون والتآزر الذي يحفظ كيانه ، ويساعده في تحقيق أهدافه ، ويحفظ أفراده ويحفظ أخلاقهم كذلك ، ذلك أن كل فرد يحرس الحق ويوصي أخاه بالصبر ، ويعينه على التكافل والتراحم والتواد ، فلا يبقى بائس أو جائع ، ولا يوجد عاطل أو محتاج ، وكذلك لا يوجد طائش أو فاسد أو عليل لأن الجماعة المسلمة ستقوم بواجبها لنصح الطائش وإرشاد الفاسد ومداواة العليل حتى لا يستشري الفساد إلى الآخرين ، وحتى ينعم الجميع بقوة اجتماعية يمثلها قول النبي  ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ، ويقول عليه الصلاة والسلام ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه).
ولا شك أن البيئة الاجتماعية لها دور فاعل في تدعيم دور الأخلاق وحمايتها للأخلاق بما يشيع فيها من خير وصلاح ، والإسلام يُحمل البيئة قسطا كبيرا من تبعة التوجيه إلى الخير والشر ، وإشاعة الفضائل أو الرذائل .
وقصة الرجل الذي قتل مائة نفس ثم تاب وقال له العالم : انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ، والله جل شأنه يقول {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ}[الأعراف/58]
من هنا يرى الإسلام أن ملاحظة البيئة وتقدير آثارها في تكوين الخلق عامل ينضم إلى ما سبق تقريره من حراسة الفطرة السليمة وتهذيب الأهواء الطائشة .(خلق المسلم للغزالي 31).


https://alhoob-alsdagh.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى