اقتصاد عالمي - أمريكا، هل بدأ العد التنازلي: بلغ حجم الدين العام الأمريكي 22,012 تريليون دولارًا، بحسب بيانات وزارة الخزانة الأمريكية يوم الثلاثاء 19 آذار/مارس 2019، وارتفع بقيمة ثلاثين مليار دولار، خلال شهر واحد، بسبب قانون خفض الضرائب على الشركات الكبرى وعلى الثروات الضخمة، والذي كَلّفَ اقتصاد الولايات المتحدة خسارة بقيمة 1,5 تريليون دولار، بالإضافة إلى زيادة الإنفاق التي أقرّها أعضاء مجلس النواب (الكونغرس) بقيمة تريليون دولارا، على بعض البرامج المحلية والعسكرية، ويشير ارتفاع الدّيون، بشكل عام، إلى عدم التَّناسب بين الإيرادات والإنفاق، وهو ما يحصل في الولايات المتحدة، التي تُنْفِقُ حُكوماتها أكثر بكثير مما تحصّله من الجباية والرّسوم الضريبية، لكن أمريكا مُتغطْرِسَة ولا تخضع للقوانين العامة للرأسمالية، لأن الدّيون الخارجية مُقَوّمة بالدّولار، والدولار عملة (وسلعة) أمريكا التي تصنعها دون رقيب أو حسيب، لكنه أيضًا عُملة العالم، وتُقَوّم معظم المواد الأولية والسلع الأساسية في العالم بالدّولار، ويمكن للولايات المتحدة خفض قيمة الدولار، بهدف خفض قيمة ديونها، ودفع الدائنين إلى الإفلاس، وللديون الأمريكية سلبيات عديدة، من بينها ارتفاع أسعار فائدة القُروض للمستهلكين والشركات الأمريكية، وقد يُؤدّي ارتفاع حجم الدّيُون إلى خفض الإنفاق الحكومي، وبالتالي، عدم القدرة على زيادة الإنفاق لمواجهة الركود الاقتصادي القادم، أو لتخصيص المزيد من الأموال لإعادة تأهيل العمال، أو دعم الفُقراء، ليتمكنوا من استهلاك فائض السّلع (أثناء الأزمات)...
اعتبرت مجلة "كاونتر بونش" (CounterPunch ) الأمريكية أن أسباب غرق الولايات المتحدة في مستنقع الديون، هي المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وزيادة الإنفاق العسكري، وفساد الحكومة، وتدني كفاءة المسؤولين، وخلصت دراسة أعدّتها منظمة (Open the Government) إلى أن الجيش الأمريكي ينفق مبالغ طائلة على المشتريات غير العسكرية، مما يُعتبر بَذَخًا، يُرهق كاهل المواطنين، وتنفق الحكومة الأمريكية الأموال الطائلة على الحروب المستمرة التي تخوضها الولايات المتحدة في العالم، فيما خفضت الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، وقَدّرت المجلة (كاونتر بونش) إن الولايات المتحدة أنفقت منذ 2011 على الحروب في الخارج 4,7 تريليونات دولار، فارتفعت ديون البلاد بنحو 32 مليون دولار، كل ساعة، ويُلْقِي الجيش الأمريكي قنبلة على "مكانٍ مَا" في العالم (وفي "المَكان" سُكّان ومباني وحياة يومية ونشاط اقتصادي واجتماعي) كل 12 دقيقة، وأدّت الممارسات العدوانية الأمريكية، منذ سنة 2001، إلى قَتْل أكثر من نصف مليون شخص، مما جعل العالم أقل أَمْنًا، واعتبرت المجلة (التي تعتبر يسارية في أمريكا - بمقاييس أمريكا- لكنها لا تُضْفِي صفة الإمبريالية على الولايات المتحدة، بل صفة "امبراطورية" ) "إن الإمبراطورية الأمريكية بدأت تنهار"...
أدّت السياسة العدوانية الأمريكية إلى توسيع رقعة أعدائها، وبدأت روسيا والصين، الخاضعتان لعقوبات أمريكية، تقليص احتياطاتها من الذهب، وخفض استثماراتها في السندات الأمريكية، وأفاد تقرير لمجلس الذهب العالمي ( WGC ) بأن كميات الذهب التي اشترتها المصارف المركزية خلال 2018 سجلت مستويات قياسية هي الأعلى على الإطلاق، وذكر أن روسيا كانت في مقدمة المشترين، وأصبحت روسيا تُوظّف المزيد من الأموال في شراء الذّهب، وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، خَفْضَ روسيا حجم حيازتها من سندات الخزانة خلال شهر كانون الثاني/يناير 2019 بواقع 36 مليون دولار، لتنخفض قيمة حيازتها للسندات من 100 مليار دولارا بنهاية 2017 إلى 13,18 مليار دولار، في بداية 2019، وتهدف بذلك للابتعاد عن العملة الأمريكية في ظل ارتفاع الدّين العام الأمريكي، وبسبب سياسة العقوبات التي تطبقها واشنطن ضد موسكو، ورفعت روسيا من احتياطي الذهب بقيمة 4,7 مليارات دولارا خلال الشهريْن الأولَيْن من سنة 2019، لتصل قيمة احتياطي الذهب إلى 91,641 مليار دولارا، بنهاية شهر شباط 2019، بحسب بيانات المصرف المركزي الروسي، الذي نَشر تفاصيل أخرى عن احتياطات روسيا الدولية، وتضم النقد وحقوق السحب، وارتفعت من 468,495 مليار دولارا في بداية شهر كانون الثاني/يناير 2019، إلى 482,6 مليار دولار، في بداية شهر آذار/مارس 2019...
بدأ المصرف المركزي الروسي خَفْضَ احتياطياته من الدولارات الأمريكية، منذ 2017، لتنخفض بنسبة 24,4%، بين شهر حزيران/يونيو2017 وحزيران/يونيو 2018، وترافق ذلك مع زيادة في احتياطيات اليورو واليوان، إذ حَوّل المصرف المركزي، حوالي مائة مليار دولارا، إلى اليورو الأوروبي، واليوان الصّيني، فانخفضت حصة الدولار من 46,3% إلى 21,9% من الإحتياطيات (خلال عام واحد)، وارتفعت حصة احتياطيات اليورو إلى 32%، واحتياطيات اليوان الصيني إلى 14,7%، تماشيًا مع القرار السياسي بلابتعاد عن العملة الأمريكية، والحد من الدولار في تعاملاتها التجارية الخارجية، نظرا للسياسة العدوانية الأمريكية، والعقوبات التي أَقَرّتْها واشنطن ضدها، وهي السياسة التي اعتبرها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تقوض الثقة في الدولار كأداة مالية عالمية، وعملة احتياطيات رئيسية، واعتبر إن أمريكا تحفر قبرها بيديها...
ورد في تقرير المجلس العالمي للذهب (المذكور أعْلاه) إن الولايات المتحدة لا تزال تحتل صدارة الدول بشأن حوزتها للذهب، تليها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وتأتي روسيا في المركز الخامس عالميا بنحو 2113 طنا، وأورد التقرير إن المصارف المركزية اشترت، خلال العام 2018، أكبر كمية من الذهب منذ العام 1967، حيث ارتفعت مشترياتها من 375 طنا سنة 2017 إلى 651,5 طن، سنة 2018، بزيادة نسبتها 74% عن العام 2017، ليصل إجمالي الاحتياطيات إلى 3400 طن، في محاولة من الدول لتنويع احتياطياتها، بحثًا عن أُصُولٍ آمنة، ويعلل إقبال روسيا على شراء كميات كبيرة من الذهب، باستراتيجية الحد من الاعتماد على الدولار، مما أدّى بالمصرف المركزي الرُّوسي إلى بيع معظم استثماراته في سندات الخزانة الأمريكية وشراء نحو 274 طنا من الذّهب سنة 2018، كما عززت تركيا والهند والعراق وبولندا والمَجر، وكازاخستان ودول أخرى، وخاصة الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم)، احتياطياتها من الذهب، لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، لتصل احتياطيات المصرف المركزي الصيني من الذهب بنهاية شهر شباط/فبراير 2019، إلى إلى 1874 طنا من الذهب، بزيادة حوالي 32 طنا، خلال ثلاثة أشهر، لتحتل الصين المرتبة السادسة عالميا باحتياطيات الذهب، ويتوقع أن يتواصل الإقبال على الذهب سنة 2019، في ظل التهديدات والسياسات العُدْوانية الأمريكية، ومن ضمنها الحرب التجارية... عن وكالة شينخوا + موقع روسيا اليوم + موقع مجلة "كاونتر بونش" + رويترز 19/03/2019 (بتصرف وإضافات)
اعتبرت مجلة "كاونتر بونش" (CounterPunch ) الأمريكية أن أسباب غرق الولايات المتحدة في مستنقع الديون، هي المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، وزيادة الإنفاق العسكري، وفساد الحكومة، وتدني كفاءة المسؤولين، وخلصت دراسة أعدّتها منظمة (Open the Government) إلى أن الجيش الأمريكي ينفق مبالغ طائلة على المشتريات غير العسكرية، مما يُعتبر بَذَخًا، يُرهق كاهل المواطنين، وتنفق الحكومة الأمريكية الأموال الطائلة على الحروب المستمرة التي تخوضها الولايات المتحدة في العالم، فيما خفضت الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، وقَدّرت المجلة (كاونتر بونش) إن الولايات المتحدة أنفقت منذ 2011 على الحروب في الخارج 4,7 تريليونات دولار، فارتفعت ديون البلاد بنحو 32 مليون دولار، كل ساعة، ويُلْقِي الجيش الأمريكي قنبلة على "مكانٍ مَا" في العالم (وفي "المَكان" سُكّان ومباني وحياة يومية ونشاط اقتصادي واجتماعي) كل 12 دقيقة، وأدّت الممارسات العدوانية الأمريكية، منذ سنة 2001، إلى قَتْل أكثر من نصف مليون شخص، مما جعل العالم أقل أَمْنًا، واعتبرت المجلة (التي تعتبر يسارية في أمريكا - بمقاييس أمريكا- لكنها لا تُضْفِي صفة الإمبريالية على الولايات المتحدة، بل صفة "امبراطورية" ) "إن الإمبراطورية الأمريكية بدأت تنهار"...
أدّت السياسة العدوانية الأمريكية إلى توسيع رقعة أعدائها، وبدأت روسيا والصين، الخاضعتان لعقوبات أمريكية، تقليص احتياطاتها من الذهب، وخفض استثماراتها في السندات الأمريكية، وأفاد تقرير لمجلس الذهب العالمي ( WGC ) بأن كميات الذهب التي اشترتها المصارف المركزية خلال 2018 سجلت مستويات قياسية هي الأعلى على الإطلاق، وذكر أن روسيا كانت في مقدمة المشترين، وأصبحت روسيا تُوظّف المزيد من الأموال في شراء الذّهب، وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية، خَفْضَ روسيا حجم حيازتها من سندات الخزانة خلال شهر كانون الثاني/يناير 2019 بواقع 36 مليون دولار، لتنخفض قيمة حيازتها للسندات من 100 مليار دولارا بنهاية 2017 إلى 13,18 مليار دولار، في بداية 2019، وتهدف بذلك للابتعاد عن العملة الأمريكية في ظل ارتفاع الدّين العام الأمريكي، وبسبب سياسة العقوبات التي تطبقها واشنطن ضد موسكو، ورفعت روسيا من احتياطي الذهب بقيمة 4,7 مليارات دولارا خلال الشهريْن الأولَيْن من سنة 2019، لتصل قيمة احتياطي الذهب إلى 91,641 مليار دولارا، بنهاية شهر شباط 2019، بحسب بيانات المصرف المركزي الروسي، الذي نَشر تفاصيل أخرى عن احتياطات روسيا الدولية، وتضم النقد وحقوق السحب، وارتفعت من 468,495 مليار دولارا في بداية شهر كانون الثاني/يناير 2019، إلى 482,6 مليار دولار، في بداية شهر آذار/مارس 2019...
بدأ المصرف المركزي الروسي خَفْضَ احتياطياته من الدولارات الأمريكية، منذ 2017، لتنخفض بنسبة 24,4%، بين شهر حزيران/يونيو2017 وحزيران/يونيو 2018، وترافق ذلك مع زيادة في احتياطيات اليورو واليوان، إذ حَوّل المصرف المركزي، حوالي مائة مليار دولارا، إلى اليورو الأوروبي، واليوان الصّيني، فانخفضت حصة الدولار من 46,3% إلى 21,9% من الإحتياطيات (خلال عام واحد)، وارتفعت حصة احتياطيات اليورو إلى 32%، واحتياطيات اليوان الصيني إلى 14,7%، تماشيًا مع القرار السياسي بلابتعاد عن العملة الأمريكية، والحد من الدولار في تعاملاتها التجارية الخارجية، نظرا للسياسة العدوانية الأمريكية، والعقوبات التي أَقَرّتْها واشنطن ضدها، وهي السياسة التي اعتبرها الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" تقوض الثقة في الدولار كأداة مالية عالمية، وعملة احتياطيات رئيسية، واعتبر إن أمريكا تحفر قبرها بيديها...
ورد في تقرير المجلس العالمي للذهب (المذكور أعْلاه) إن الولايات المتحدة لا تزال تحتل صدارة الدول بشأن حوزتها للذهب، تليها ألمانيا وإيطاليا وفرنسا، وتأتي روسيا في المركز الخامس عالميا بنحو 2113 طنا، وأورد التقرير إن المصارف المركزية اشترت، خلال العام 2018، أكبر كمية من الذهب منذ العام 1967، حيث ارتفعت مشترياتها من 375 طنا سنة 2017 إلى 651,5 طن، سنة 2018، بزيادة نسبتها 74% عن العام 2017، ليصل إجمالي الاحتياطيات إلى 3400 طن، في محاولة من الدول لتنويع احتياطياتها، بحثًا عن أُصُولٍ آمنة، ويعلل إقبال روسيا على شراء كميات كبيرة من الذهب، باستراتيجية الحد من الاعتماد على الدولار، مما أدّى بالمصرف المركزي الرُّوسي إلى بيع معظم استثماراته في سندات الخزانة الأمريكية وشراء نحو 274 طنا من الذّهب سنة 2018، كما عززت تركيا والهند والعراق وبولندا والمَجر، وكازاخستان ودول أخرى، وخاصة الصين (ثاني أكبر اقتصاد في العالم)، احتياطياتها من الذهب، لتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي، لتصل احتياطيات المصرف المركزي الصيني من الذهب بنهاية شهر شباط/فبراير 2019، إلى إلى 1874 طنا من الذهب، بزيادة حوالي 32 طنا، خلال ثلاثة أشهر، لتحتل الصين المرتبة السادسة عالميا باحتياطيات الذهب، ويتوقع أن يتواصل الإقبال على الذهب سنة 2019، في ظل التهديدات والسياسات العُدْوانية الأمريكية، ومن ضمنها الحرب التجارية... عن وكالة شينخوا + موقع روسيا اليوم + موقع مجلة "كاونتر بونش" + رويترز 19/03/2019 (بتصرف وإضافات)