بسم الله الرحمن الرحيم
القيادة في الاسلام من خلال الفهم الصحيح لحديث خير القرون
عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:-خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قالَ عِمْرانُ: لا أدْرِي: ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أوْ ثَلاثًا بَعْدَ قَرْنِهِ - ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ، يَنْذِرُونَ ولا يَفُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ، ويَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ، ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ.-رواه البخاري في صحيحه وفي رواية اخرى للبخاري عن ابن مسعود قال :-سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ: تَسْبِقُ شَهَادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ ويَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. قَالَ إبْرَاهِيمُ: وكانَ أصْحَابُنَا يَنْهَوْنَا - ونَحْنُ غِلْمَانٌ - أنْ نَحْلِفَ بالشَّهَادَةِ والعَهْدِ.
وفي روية ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم:-
خيرُ القرونِ قرْني, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ يأتي قومٌ يشهدونَ ولا يُستشهدونَ, وينذُرونَ ولا يوفونَ, ويظهرُ فيهم السِّمَنُ . والقرن في اللغة يطلق على المائة سنة ويطلق على اهل الزمان والجيل الذي يعيشون فيه وعلى فترة حياة ذاك الجيل قال الشاعر:-
إِذا ذَهَبَ القَرْن الذى أنتَ فيهمُ ... وخُلِّفْتَ فى قَرْن فأنْتَ غَرِيبُ
والقرن جمع قرن وهم اهل الزمان او الفترة الزمنية التي يعيشون فيها وهي مرادفة في المعنى هنا لكلمة الجيل وليس المقصود منها تمام المائة من السنين فان الفتنة العظمى لو تدبرنا الامر لوجدناها حصلت في المائة الاولى وكذلك بداية ظهور الملك العاض على يد معاوية والانقلاب على الخلافة الراشدة واغتصاب الملك و سلب الامة سلطانها وبداية ظهور الفرق من خوارج وشيعة ونواصب ،كل ذلك وغيره من الشرور انما تم في المائة الاولى من تاريخ الاسلام. فالواقع لا ينبيء بخيرية القرن الاول بمعنى المائة سنة كما ذهب كثير من علماء الامة. بل لا يُفسر القرن في الحديث الا على الجيل فيكون الفهم الصحيح خير القرون جيل النبي ومن شهدوا معه الوحي وادركوا اسرار النزول والتنزيل ثم جيل خلافة ابي بكر التي وطدت للاسلام وقضت على الردة واهلها وفتح باب الفتوح ثم جيل خلافة عمر الذي انطلق بالاسلام فاتحا للعالم وارسى قواعد الفتح وما كان بعد ذلك الا التاسيس لظهور الفتن والترصد من الداخل لاظهارها فاستغل داهية العرب ذلك وتربص واعد العدة للاستيلاء على الامر والتفرد بالسلطة والاستئثار بالملك وجعل الشورى امرا صوريا بعكس ما كان في عهد النبي وابا بكر وعمر الذين كان اذا حزبهم امر جمعوا له الناس واستشاروهم فكانت في زمانهم قيادة الناس تتم بالناس ومشورتهم متمثلين بقوله تعالى (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ ۗ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (44) الشورى
وقوله تعالى :- (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164) ال عمران
فالقيادة في الاسلام جمعية لا فردية والجماعة اسدد رايا واثوب رشدا من الفردية التي تقود الى الاستبداد والظلم والتسلط وتدبروا القران والسنة والسيرة يرحمكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
القيادة في الاسلام من خلال الفهم الصحيح لحديث خير القرون
عن عمران بن حصين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال:-خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ - قالَ عِمْرانُ: لا أدْرِي: ذَكَرَ ثِنْتَيْنِ أوْ ثَلاثًا بَعْدَ قَرْنِهِ - ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ، يَنْذِرُونَ ولا يَفُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ، ويَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ، ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ.-رواه البخاري في صحيحه وفي رواية اخرى للبخاري عن ابن مسعود قال :-سُئِلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ؟ قَالَ: قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ: تَسْبِقُ شَهَادَةُ أحَدِهِمْ يَمِينَهُ ويَمِينُهُ شَهَادَتَهُ. قَالَ إبْرَاهِيمُ: وكانَ أصْحَابُنَا يَنْهَوْنَا - ونَحْنُ غِلْمَانٌ - أنْ نَحْلِفَ بالشَّهَادَةِ والعَهْدِ.
وفي روية ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم:-
خيرُ القرونِ قرْني, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ الَّذين يلونَهم, ثمَّ يأتي قومٌ يشهدونَ ولا يُستشهدونَ, وينذُرونَ ولا يوفونَ, ويظهرُ فيهم السِّمَنُ . والقرن في اللغة يطلق على المائة سنة ويطلق على اهل الزمان والجيل الذي يعيشون فيه وعلى فترة حياة ذاك الجيل قال الشاعر:-
إِذا ذَهَبَ القَرْن الذى أنتَ فيهمُ ... وخُلِّفْتَ فى قَرْن فأنْتَ غَرِيبُ
والقرن جمع قرن وهم اهل الزمان او الفترة الزمنية التي يعيشون فيها وهي مرادفة في المعنى هنا لكلمة الجيل وليس المقصود منها تمام المائة من السنين فان الفتنة العظمى لو تدبرنا الامر لوجدناها حصلت في المائة الاولى وكذلك بداية ظهور الملك العاض على يد معاوية والانقلاب على الخلافة الراشدة واغتصاب الملك و سلب الامة سلطانها وبداية ظهور الفرق من خوارج وشيعة ونواصب ،كل ذلك وغيره من الشرور انما تم في المائة الاولى من تاريخ الاسلام. فالواقع لا ينبيء بخيرية القرن الاول بمعنى المائة سنة كما ذهب كثير من علماء الامة. بل لا يُفسر القرن في الحديث الا على الجيل فيكون الفهم الصحيح خير القرون جيل النبي ومن شهدوا معه الوحي وادركوا اسرار النزول والتنزيل ثم جيل خلافة ابي بكر التي وطدت للاسلام وقضت على الردة واهلها وفتح باب الفتوح ثم جيل خلافة عمر الذي انطلق بالاسلام فاتحا للعالم وارسى قواعد الفتح وما كان بعد ذلك الا التاسيس لظهور الفتن والترصد من الداخل لاظهارها فاستغل داهية العرب ذلك وتربص واعد العدة للاستيلاء على الامر والتفرد بالسلطة والاستئثار بالملك وجعل الشورى امرا صوريا بعكس ما كان في عهد النبي وابا بكر وعمر الذين كان اذا حزبهم امر جمعوا له الناس واستشاروهم فكانت في زمانهم قيادة الناس تتم بالناس ومشورتهم متمثلين بقوله تعالى (فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ ۗ وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ (44) الشورى
وقوله تعالى :- (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160) وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ ۚ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَن بَاءَ بِسَخَطٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ ۚ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164) ال عمران
فالقيادة في الاسلام جمعية لا فردية والجماعة اسدد رايا واثوب رشدا من الفردية التي تقود الى الاستبداد والظلم والتسلط وتدبروا القران والسنة والسيرة يرحمكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.