اجرة الداعي الى الله في القران
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
*1- قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (57)الفرقان
قال الطبري في تفسيره: يقول له: قل لهؤلاء الذين أرسلتك إليهم, ما أسألكم يا قوم على ما جئتكم به من عند ربي أجرا, فتقولون: إنما يطلب محمد أموالنا بما يدعونا إليه, فلا نتبعه فيه, ولا نعطيه من أموالنا شيئا، ( إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ) يقول: لكن من شاء منكم اتخذ إلى ربه سبيلا طريقا بإنفاقه من ماله في سبيله, وفيما يقربه إليه من الصدقة والنفقة في جهاد عدوّه, وغير ذلك من سبل الخير.
* 2- قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ(86) ص
قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين ما أسالكم على هذا البلاغ، وهذا النصح أجراً تعطوني إياه من عرض الحياة الدنيا { وما أنا من المتكلفين} أي وما أريد على ما أرسلني اللّه تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه، بل ما أمرت به أديته، لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنما أبتغي بذلك وجه اللّه عزَّ وجلَّ والدار الآخرة، قال مسروق: أتينا عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه فقال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: اللّه أعلم، فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: اللّه أعلم، فإن اللّه عزَّ وجلَّ قال لنبيكم صلى اللّه عليه وسلم: { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} "أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش" وقوله تعالى: { إن هو إلا ذكر للعالمين} يعني القرآن ذكر لجميع المكلفين من الإنس والجن، قال ابن عباس { للعالمين} قال: الجن والإنس "رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس" وهذه الآية كقوله تعالى: { لأنذركم به ومن بلغ} وقوله تعالى { ولتعلمن نبأه} أي خبره وصدقه { بعد حين} أي عن قريب، قال قتادة: بعد الموت، قال عكرمة: يعني يوم القيامة، ولا منافاة بين القولين، فإن من مات فقد دخل في حكم القيامة، وقال الحسن البصري: يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
*3-( ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ( 23 ) الشورى ) قال الطبري :- يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي أخبرتكم أيها الناس أني أعددته للذين آمنوا وعملوا الصالحات في الآخرة من النعيم والكرامة ، البشرى التي يبشر الله عباده الذين آمنوا به في الدنيا ، وعملوا بطاعته فيها . ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد للذين يمارونك في الساعة من مشركي قومك : لا أسألكم أيها القوم على دعايتكم إلى ما أدعوكم إليه من الحق الذي جئتكم به ، والنصيحة التي أنصحكم ثوابا وجزاء ، وعوضا من أموالكم تعطوننيه ( إلا المودة في القربى ) .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( إلا المودة في القربى ) . فقال بعضهم : معناه : إلا أن تودوني في قرابتي منكم ، وتصلوا رحمي بيني وبينكم . ونقل عن ابن عباس رضي الله عنه قوله في تفسير الا المودة في القربى :- قال : سئل عنها ابن عباس ، فقال ابن جبير : هم قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : عجلت ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من بطون قريش إلا وله فيهم قرابة ، قال : فنزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : " إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها " ونقل عنه ايضا قال :-حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة في جميع قريش ، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال : " يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم " .
*4- قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ) . قال الطبري رحمه الله في تفسيره :- وإنما معنى الكلام: قل لهم: إني لم أسألكم على ذلك جعلا فتتهموني، وتظنوا أني إنما دعوتكم إلى اتباعي لمال آخذه منكم.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:- يقول تعالى آمرا رسوله أن يقول للمشركين : ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) أي : لا أريد منكم جعلا ولا عطاء على أداء رسالة الله إليكم ، ونصحي إياكم ، وأمركم بعبادة الله ، ( إن أجري إلا على الله ) أي : إنما أطلب ثواب ذلك من عند الله ( وهو على كل شيء شهيد ) أي : عالم بجميع الأمور ، بما أنا عليه من إخباري عنه بإرساله إياي إليكم ، وما أنتم عليه .
5- فمن وقع اجره على الله فلن يُبخس منه شيئا وله عند ربه المزيد :- إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)فصلت. اللهم استخدمنا دعاة لدينك الذي ارتضيت لنا واجعلنا من عبادك المخلصين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
*1- قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا (57)الفرقان
قال الطبري في تفسيره: يقول له: قل لهؤلاء الذين أرسلتك إليهم, ما أسألكم يا قوم على ما جئتكم به من عند ربي أجرا, فتقولون: إنما يطلب محمد أموالنا بما يدعونا إليه, فلا نتبعه فيه, ولا نعطيه من أموالنا شيئا، ( إِلا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا ) يقول: لكن من شاء منكم اتخذ إلى ربه سبيلا طريقا بإنفاقه من ماله في سبيله, وفيما يقربه إليه من الصدقة والنفقة في جهاد عدوّه, وغير ذلك من سبل الخير.
* 2- قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ(86) ص
قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المشركين ما أسالكم على هذا البلاغ، وهذا النصح أجراً تعطوني إياه من عرض الحياة الدنيا { وما أنا من المتكلفين} أي وما أريد على ما أرسلني اللّه تعالى به، ولا أبتغي زيادة عليه، بل ما أمرت به أديته، لا أزيد عليه ولا أنقص منه، وإنما أبتغي بذلك وجه اللّه عزَّ وجلَّ والدار الآخرة، قال مسروق: أتينا عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه فقال: يا أيها الناس من علم شيئاً فليقل به، ومن لم يعلم فليقل: اللّه أعلم، فإن من العلم أن يقول الرجل لما لا يعلم: اللّه أعلم، فإن اللّه عزَّ وجلَّ قال لنبيكم صلى اللّه عليه وسلم: { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين} "أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش" وقوله تعالى: { إن هو إلا ذكر للعالمين} يعني القرآن ذكر لجميع المكلفين من الإنس والجن، قال ابن عباس { للعالمين} قال: الجن والإنس "رواه ابن أبي حاتم عن ابن عباس" وهذه الآية كقوله تعالى: { لأنذركم به ومن بلغ} وقوله تعالى { ولتعلمن نبأه} أي خبره وصدقه { بعد حين} أي عن قريب، قال قتادة: بعد الموت، قال عكرمة: يعني يوم القيامة، ولا منافاة بين القولين، فإن من مات فقد دخل في حكم القيامة، وقال الحسن البصري: يا ابن آدم عند الموت يأتيك الخبر اليقين.
*3-( ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ( 23 ) الشورى ) قال الطبري :- يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي أخبرتكم أيها الناس أني أعددته للذين آمنوا وعملوا الصالحات في الآخرة من النعيم والكرامة ، البشرى التي يبشر الله عباده الذين آمنوا به في الدنيا ، وعملوا بطاعته فيها . ( قل لا أسألكم عليه أجرا ) يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد للذين يمارونك في الساعة من مشركي قومك : لا أسألكم أيها القوم على دعايتكم إلى ما أدعوكم إليه من الحق الذي جئتكم به ، والنصيحة التي أنصحكم ثوابا وجزاء ، وعوضا من أموالكم تعطوننيه ( إلا المودة في القربى ) .
واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( إلا المودة في القربى ) . فقال بعضهم : معناه : إلا أن تودوني في قرابتي منكم ، وتصلوا رحمي بيني وبينكم . ونقل عن ابن عباس رضي الله عنه قوله في تفسير الا المودة في القربى :- قال : سئل عنها ابن عباس ، فقال ابن جبير : هم قربى آل محمد ، فقال ابن عباس : عجلت ، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن بطن من بطون قريش إلا وله فيهم قرابة ، قال : فنزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : " إلا القرابة التي بيني وبينكم أن تصلوها " ونقل عنه ايضا قال :-حدثني علي ، قال : ثنا أبو صالح قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) قال : كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة في جميع قريش ، فلما كذبوه وأبوا أن يبايعوه قال : " يا قوم إذا أبيتم أن تبايعوني فاحفظوا قرابتي فيكم لا يكن غيركم من العرب أولى بحفظي ونصرتي منكم " .
*4- قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ) . قال الطبري رحمه الله في تفسيره :- وإنما معنى الكلام: قل لهم: إني لم أسألكم على ذلك جعلا فتتهموني، وتظنوا أني إنما دعوتكم إلى اتباعي لمال آخذه منكم.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:- يقول تعالى آمرا رسوله أن يقول للمشركين : ( ما سألتكم من أجر فهو لكم ) أي : لا أريد منكم جعلا ولا عطاء على أداء رسالة الله إليكم ، ونصحي إياكم ، وأمركم بعبادة الله ، ( إن أجري إلا على الله ) أي : إنما أطلب ثواب ذلك من عند الله ( وهو على كل شيء شهيد ) أي : عالم بجميع الأمور ، بما أنا عليه من إخباري عنه بإرساله إياي إليكم ، وما أنتم عليه .
5- فمن وقع اجره على الله فلن يُبخس منه شيئا وله عند ربه المزيد :- إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)فصلت. اللهم استخدمنا دعاة لدينك الذي ارتضيت لنا واجعلنا من عبادك المخلصين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته