3- كلام عربي
ما بين النخوة والشهامة وبين النذالة والخسة والدناءة
المدقق في معنى النخوة في لسان العرب، يجد ان هذا المعنى العظيم جاء من طبيعة عيش العربي الصحراوي، الذي فرض عليه نمطا صعبا من انماط المعيشة، يصارع قسوة الصحراء وقلة موارد الحياة فيها، فجعل الانسان العربي يسشعر بضرورة الايثار لمساعدة غيره على العيش، والتغلب على صعوبة الحياة وقسوتها ويهب لنصرة المستغيث لانقاذه، وتلبية نداء الملهوف ليعينه وينقذه ليشاركه فرصة البقاء .
ومن ثم تاصلت هذه الصفة الكريمة في نفس العربي حتى اصبحت من صفات المدح الملازمة للشخصية العربية، وطُبعت في نفسه حتى عبرت معه حياة المدنية التي خلقتها له ظروف الاستقرار والتحضر، لان الاسلام هذبها وجعلها من جملة مكارم الاخلاق التي دعا اليها وجاء النبي الكريم سلام الله عليه ليتممها، حتى اصبحت من اهم الصفات المميزة للمجتمع الاسلامي والتي طُبعت عليها نفوس ابناءه.
والنخوة لغة اسم من نخا اي حث، والجمع: نَخَوات ونَخْوات وهي الحماسة والمُروءة.
وهي حماس يحدث للنفس الابية يحثها على النجدة والنصرة وتقديمها لمحتاجها دون انتظار مردود مادي او مكافأة على ذلك استجابة لنداء الطبع اذا نخا صاحبه وحثه.
وترتبط النخوة ارتباطا تلازميا بالشهامة، فمن لا شهامة له لا نخوة عنده، وكذا من لا نخوة عنده لا شهامة له.
والشهامة في اللغة تعني الذكاء والتجلد، والشَّهم: الذكي الفؤاد المتوقِّد، الجَلْد، والجمع شِهام...، وقد شَهُم الرجل - بالضمِّ - شهامةً وشهومة إذا كان ذكيًّا، فهو شهم؛ أي: جَلْدٌ صبور. فلذلك قالوا الشهم :- الحَمول، الجيِّد القيام بما يحمل، الذي لا تلقاه إلَّا حَمولًا، طيِّب النفس بما حمل. فهي : عزَّة النَّفس وحرصها على مباشرة أمور عظيمة، تَستتبع الذِّكر الجميل.
قال ابن مسكويه: الشَّهامة هي: الحرص على الأعمال العِظام؛ توقُّعًا للأحدوثة الجميلة، وقيل: الشَّهامة هي: الحِرص على الأمور العظام؛ توقعًا للذِّكر الجميل عند الحقِّ و الخلق . فالشَّهامة إنما تقوم على الشَّجاعَة والنخوة المطبوعة في النفس لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحابِ الحاجات؛ فمَن فقدهما ضعفَت شهامتُه، وماتَت مروءته. ومن ماتت مروءته بانت نذالته وبدت دناءته وظهرت خسته وحقارته.
والنذل هو:- المزدرى في أخلاقه وعقله , و المحتقر في جميع أحواله . والخسيس هو الحقير الذي يقابل الجميل بالاساءة، و ويقابل الفضل بالجحود والانعام بالكفران، والنذالة تعني السفالة والخسة والحقارة، وضياع الأخلاق والقيم، والتراجع عن الأقوال والأفعال، ونقض العهود وعدم الوفاء بالوعود بتعمد وبلا خجل ولا إستحياء . ويتصف حامل هذه الصفة بالتخاذل والتردد ، يهرع لكل منقصة ويجافي كل مكرمة, فلا تجد صفة حسنة في سلوكه .وهو لا يشكر أحداً على أي فعل حسن يؤدى له، ويتعمد اخفاء الحسنات ولا يظهر الا السيئات، كما أنه لا يعرف معنى الوفاء ولا يسلك سلوكاً بهذا المعنى ففاقد الشيء لن يعطيه.فان جمع الى ذلك عدم الغيرة على العرض وقبل الخبث في اهله ونساء قومه ورضي لهن العري والخنا فهو الديوث.
ودمتم سالمين من شرور اهل الشرور واخلاقهم ومن سيء الاخلاق ودنيء الفعال وخسيس الصفات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما بين النخوة والشهامة وبين النذالة والخسة والدناءة
المدقق في معنى النخوة في لسان العرب، يجد ان هذا المعنى العظيم جاء من طبيعة عيش العربي الصحراوي، الذي فرض عليه نمطا صعبا من انماط المعيشة، يصارع قسوة الصحراء وقلة موارد الحياة فيها، فجعل الانسان العربي يسشعر بضرورة الايثار لمساعدة غيره على العيش، والتغلب على صعوبة الحياة وقسوتها ويهب لنصرة المستغيث لانقاذه، وتلبية نداء الملهوف ليعينه وينقذه ليشاركه فرصة البقاء .
ومن ثم تاصلت هذه الصفة الكريمة في نفس العربي حتى اصبحت من صفات المدح الملازمة للشخصية العربية، وطُبعت في نفسه حتى عبرت معه حياة المدنية التي خلقتها له ظروف الاستقرار والتحضر، لان الاسلام هذبها وجعلها من جملة مكارم الاخلاق التي دعا اليها وجاء النبي الكريم سلام الله عليه ليتممها، حتى اصبحت من اهم الصفات المميزة للمجتمع الاسلامي والتي طُبعت عليها نفوس ابناءه.
والنخوة لغة اسم من نخا اي حث، والجمع: نَخَوات ونَخْوات وهي الحماسة والمُروءة.
وهي حماس يحدث للنفس الابية يحثها على النجدة والنصرة وتقديمها لمحتاجها دون انتظار مردود مادي او مكافأة على ذلك استجابة لنداء الطبع اذا نخا صاحبه وحثه.
وترتبط النخوة ارتباطا تلازميا بالشهامة، فمن لا شهامة له لا نخوة عنده، وكذا من لا نخوة عنده لا شهامة له.
والشهامة في اللغة تعني الذكاء والتجلد، والشَّهم: الذكي الفؤاد المتوقِّد، الجَلْد، والجمع شِهام...، وقد شَهُم الرجل - بالضمِّ - شهامةً وشهومة إذا كان ذكيًّا، فهو شهم؛ أي: جَلْدٌ صبور. فلذلك قالوا الشهم :- الحَمول، الجيِّد القيام بما يحمل، الذي لا تلقاه إلَّا حَمولًا، طيِّب النفس بما حمل. فهي : عزَّة النَّفس وحرصها على مباشرة أمور عظيمة، تَستتبع الذِّكر الجميل.
قال ابن مسكويه: الشَّهامة هي: الحرص على الأعمال العِظام؛ توقُّعًا للأحدوثة الجميلة، وقيل: الشَّهامة هي: الحِرص على الأمور العظام؛ توقعًا للذِّكر الجميل عند الحقِّ و الخلق . فالشَّهامة إنما تقوم على الشَّجاعَة والنخوة المطبوعة في النفس لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحابِ الحاجات؛ فمَن فقدهما ضعفَت شهامتُه، وماتَت مروءته. ومن ماتت مروءته بانت نذالته وبدت دناءته وظهرت خسته وحقارته.
والنذل هو:- المزدرى في أخلاقه وعقله , و المحتقر في جميع أحواله . والخسيس هو الحقير الذي يقابل الجميل بالاساءة، و ويقابل الفضل بالجحود والانعام بالكفران، والنذالة تعني السفالة والخسة والحقارة، وضياع الأخلاق والقيم، والتراجع عن الأقوال والأفعال، ونقض العهود وعدم الوفاء بالوعود بتعمد وبلا خجل ولا إستحياء . ويتصف حامل هذه الصفة بالتخاذل والتردد ، يهرع لكل منقصة ويجافي كل مكرمة, فلا تجد صفة حسنة في سلوكه .وهو لا يشكر أحداً على أي فعل حسن يؤدى له، ويتعمد اخفاء الحسنات ولا يظهر الا السيئات، كما أنه لا يعرف معنى الوفاء ولا يسلك سلوكاً بهذا المعنى ففاقد الشيء لن يعطيه.فان جمع الى ذلك عدم الغيرة على العرض وقبل الخبث في اهله ونساء قومه ورضي لهن العري والخنا فهو الديوث.
ودمتم سالمين من شرور اهل الشرور واخلاقهم ومن سيء الاخلاق ودنيء الفعال وخسيس الصفات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته