الصحة الطّبقية – نموذج الولايات المتحدة
الطاهر المعز
تُعتبر الفوارق الطبقية في الولايات المتحدة هي الأكبر في الدول الرأسمالية الإمبريالية، وتنعكس الفجوة الطبقية على كافة جوانب الحياة، وتتناول الفقرات الموالية تأثيرات الفجوة الطبقية، في مجال الصحة وغياب الحماية الإجتماعية، زمن انتشار وباء "كوفيد 19"، والعلاقة بين الإصابة (والوفاة) بالفيروس التّاجي، والوضع الطبقي للمصابين...
يُعتبر المشردون (فاقدو المأوى) والسكان الأصليون (أو ما سُمُّوا اعتباطًا "الهنود الأمريكيون") والمواطنون السود، والسجناء، من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الأمريكي، حيث تتراكم الثروات وحيث توجد سبعة من أكبر عشر شركات عابرة للقارات، وأدّى إهمال قطاع الصحة العمومية والفُقراء إلى ارتفاع الإصابات بوباء "كورونا"، لدى هذه الفئات، ونتناول وضع المواطنين السود، كنموذج للتضحية بالفئات الفقيرة، حيث يمكن ملاحظة ارتفاع عدد الضحايا من المواطنين السود (الأفرو- أمريكيين) بشكل لا يُناسب عددهم، وترفض السلطات نشر إحصائيات تفضح هذه السياسة الإجرامية، ووجب على أي باحث عن الحقيقة تجميع إحصائيات الولايات والمُدُن الأمريكية، والتّدْقيق في الوثائق الرسمية التي لا تشمل كافة الضحايا، بل الضحايا الذين توفوا في المستشفيات العمومية التي تفتقد للمعدات وللأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية...
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية ملفًّا يوم الثامن نيسان/ابريل 2020 عن المواطنين الأمريكيين السود في مواجهة وباء الفيروس التّاجِي، وعن صعوبة ظروف عيشهم، وهي من نتيجة منطقية لعدم المساواة الإقتصادية والإجتماعية، وعدم حصول الملايين من المواطنين على الرعاية الصحية، ويتأثر المواطنون السود، أكثر من غيرهم بمساوئ النظام الرأسمالي الإحتكاري في الولايات المتحدة، ويظهر ذلك جليًّا في التعليم والعمل والمسكن والصحة وغيرها، ففي ولاية "إلينوي" يُشكل السود 14% من إجمالي عدد سكان الولاية، ولكن نسبة الوفيات بسبب وباء "كورونا" تصل إلى 42% من إجمالي وفيات المُصابين في الولاية، وفي شيكاغو، يمثل السّود ثلث السكان تقريبا، فيما ترتفع نسبة ضحايا كورونا بينهم إلى نحو 72%، وفق الإحصاء الرسمي، وهي نفس النِّسَب تقريبًا في ولاية "لويزيانا"، وصرّح أحد الأطباء لشبكة "سي بي إس" ( التي بثت تحقيقًا عن مضاعفات "كوفيد 19" ) "إن السود الأمريكيين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر والقلب والرئة، ما يزيد من احتمال أو خطر الإصابة بوباء كوفيد 19..." وصرح نفس الدكتور وهو أسود، إنه يعاني هو أيضًا من مشاكل صحية عديدة، بسبب أصُوله الطبقية، وعيشه، قبل أن يصبح طبيبًا، في حالة فقر شديد، مثل ضغط الدّم وأمراض القلب، والسّكّري والرّبو، وقضى مؤخّرًا أسبوعًا كاملا في العناية المركزة...
يعيش المواطنون الأمريكيون الفُقراء، والسود في مقدمتهم، في الأحياء التي تفتقد إلى المستشفيات وإلى الأطباء، ويَعْسُر على هؤلاء المواطنين إجراء فُحُوص ومقابلة الأطباء المُختصين، بسبب افتقارهم للتأمينات وللحماية الصحية، وأكّد رئيس جمعية الصحة العامة الأمريكية (APHA) أن السود الأمريكيين أكثر تعرضًا للفيروس التاجي من السكان البيض، ويواجهون الإصابة في عملهم، وفي تنقلاتهم بواسطة وسائل النقل العمومي، وكذلك في الأحياء التي يعيشون بها، وهي أكثر كثافة سكانية، وتفتقد إلى وسائل الوقاية، وإلى مواقع الفحص والإختبار...
الطاهر المعز
تُعتبر الفوارق الطبقية في الولايات المتحدة هي الأكبر في الدول الرأسمالية الإمبريالية، وتنعكس الفجوة الطبقية على كافة جوانب الحياة، وتتناول الفقرات الموالية تأثيرات الفجوة الطبقية، في مجال الصحة وغياب الحماية الإجتماعية، زمن انتشار وباء "كوفيد 19"، والعلاقة بين الإصابة (والوفاة) بالفيروس التّاجي، والوضع الطبقي للمصابين...
يُعتبر المشردون (فاقدو المأوى) والسكان الأصليون (أو ما سُمُّوا اعتباطًا "الهنود الأمريكيون") والمواطنون السود، والسجناء، من الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الأمريكي، حيث تتراكم الثروات وحيث توجد سبعة من أكبر عشر شركات عابرة للقارات، وأدّى إهمال قطاع الصحة العمومية والفُقراء إلى ارتفاع الإصابات بوباء "كورونا"، لدى هذه الفئات، ونتناول وضع المواطنين السود، كنموذج للتضحية بالفئات الفقيرة، حيث يمكن ملاحظة ارتفاع عدد الضحايا من المواطنين السود (الأفرو- أمريكيين) بشكل لا يُناسب عددهم، وترفض السلطات نشر إحصائيات تفضح هذه السياسة الإجرامية، ووجب على أي باحث عن الحقيقة تجميع إحصائيات الولايات والمُدُن الأمريكية، والتّدْقيق في الوثائق الرسمية التي لا تشمل كافة الضحايا، بل الضحايا الذين توفوا في المستشفيات العمومية التي تفتقد للمعدات وللأطباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية...
نشرت وكالة الصحافة الفرنسية ملفًّا يوم الثامن نيسان/ابريل 2020 عن المواطنين الأمريكيين السود في مواجهة وباء الفيروس التّاجِي، وعن صعوبة ظروف عيشهم، وهي من نتيجة منطقية لعدم المساواة الإقتصادية والإجتماعية، وعدم حصول الملايين من المواطنين على الرعاية الصحية، ويتأثر المواطنون السود، أكثر من غيرهم بمساوئ النظام الرأسمالي الإحتكاري في الولايات المتحدة، ويظهر ذلك جليًّا في التعليم والعمل والمسكن والصحة وغيرها، ففي ولاية "إلينوي" يُشكل السود 14% من إجمالي عدد سكان الولاية، ولكن نسبة الوفيات بسبب وباء "كورونا" تصل إلى 42% من إجمالي وفيات المُصابين في الولاية، وفي شيكاغو، يمثل السّود ثلث السكان تقريبا، فيما ترتفع نسبة ضحايا كورونا بينهم إلى نحو 72%، وفق الإحصاء الرسمي، وهي نفس النِّسَب تقريبًا في ولاية "لويزيانا"، وصرّح أحد الأطباء لشبكة "سي بي إس" ( التي بثت تحقيقًا عن مضاعفات "كوفيد 19" ) "إن السود الأمريكيين أكثر عرضة للإصابة بمرض السكر والقلب والرئة، ما يزيد من احتمال أو خطر الإصابة بوباء كوفيد 19..." وصرح نفس الدكتور وهو أسود، إنه يعاني هو أيضًا من مشاكل صحية عديدة، بسبب أصُوله الطبقية، وعيشه، قبل أن يصبح طبيبًا، في حالة فقر شديد، مثل ضغط الدّم وأمراض القلب، والسّكّري والرّبو، وقضى مؤخّرًا أسبوعًا كاملا في العناية المركزة...
يعيش المواطنون الأمريكيون الفُقراء، والسود في مقدمتهم، في الأحياء التي تفتقد إلى المستشفيات وإلى الأطباء، ويَعْسُر على هؤلاء المواطنين إجراء فُحُوص ومقابلة الأطباء المُختصين، بسبب افتقارهم للتأمينات وللحماية الصحية، وأكّد رئيس جمعية الصحة العامة الأمريكية (APHA) أن السود الأمريكيين أكثر تعرضًا للفيروس التاجي من السكان البيض، ويواجهون الإصابة في عملهم، وفي تنقلاتهم بواسطة وسائل النقل العمومي، وكذلك في الأحياء التي يعيشون بها، وهي أكثر كثافة سكانية، وتفتقد إلى وسائل الوقاية، وإلى مواقع الفحص والإختبار...